‘تمني ‘ الحلقه السادسه بقلم : غاده سمير

جلست” تمني ” بعد أن ألقت تحيه المساء علي استاذها، وانتظرت طويلا أن يبدأ الحديث معها ،كان ينفث دخان غليونه بعصبيه ، مما جعلها تشعر بالقلق الشديد الممتزج بالتوتر ،ثم التفت إليها متسائلا عن احوالها، فأجابت بايماءه من رأسها وابتسامه باهته أنها بخير .
أخبرها عن برنامجه الجديد، الذي يعده لنفس القناه التي ستعمل بها مع ”ندي ” مما أثار بداخلها الشكوك بمعرفته بالأمر ومحاولة التظاهر بعكس ذلك .
كانت تشرد للحظات أثناء حديثه، ثم تعود لتسرق بعض النظرات إليه، متابعه إياه في شغف بالغ، واهتمام كبير ..كان يتحدث عن كل شيء وكأنه أراد تقديم إعتذار لها عن ابتعاده في الفتره السابقه ،التي تلت إعلانه ضرورة الخروج من حياتها،
شعرت شعورا غريبا جعلها تتساءل عن سر عودته المفاجيء، وبهذه الطريقه التي اسعدتها كثيرا وارضت شعور الأنثى بداخلها كثيرا أيضا، ولكنها أضافت إليها المزيد من التوتر والقلق .
أخبرها برغبته في تغيير المكان والتجول معا بالسياره ، فوافقت دون تردد وهي تضحك بسعاده وكأنها أرادت ذلك الأمر وتمنته قبل أن يطلبه.
كان يتجول بالسياره في بعض شوارع القاهره المزدحمه، وهي تجلس بجواره كطفله صغيره، تركت كل أمر يشغلها في الحياه وتناسته تماما… مع من جعلها تشعر بهذا الشعور، الذي افتقدته سنوات عمرها …وهو الشعور.. بالأمان. كانت تنظر إلي ملامح وجهه وهو يتحدث إليها وكأنها تريد أن تختزن هذه الملامح داخل عقلها جيدا فقد تعلمت من الحياه ان سعاده اليوم ربما لا تدوم غدا …تجولا كثيرا وتحدثا سريعا وضحكا معا، ولم يتطرق أي منهما إلي الحديث عن فترة الإبتعاد وكأنهما تعاهدا علي ذلك دون افصاح أو إعلان.
وشعرت أنها قد تأخرت بعض الشيء فصافحته شاكره له كل ما قدم إليها من سعاده وبينما تهم بالانصراف ..نظر إليها جيدا وقد ارتسمت علي وجهه ابتسامه لم تراها من قبل .. وسعدت بها كثيرا ..إنها ابتسامه قلب أحب .
وفي صباح اليوم التالي كان موعد اللقاء المنتظر ، داخل أروقة القناه الفضائيه ،التي ستقدم بها وصديقتها المقربه ” ندي”.. الحلم الذي تمنتاه كثيرا ،كانتا تضحكان بسعاده ،وداخل مكتب ”عادل ” مدير القناه.. كان اللقاء معه ..”منذر المصري ” الذي قدمه إليهما ”عادل ” بأنه الابن الروحي له، وأيضا مخرج البرنامج الخاص بهما ، وهو شاب في الخامسه والثلاثين، طويل القامه أسمر البشره ،ذو شعرا ناعما مما جعله يبدو كنجم من نجوم السينما الهنديه ، صافحهما بحفاوه ثم طلب من الفتاتين التوجه معه إلي غرفه التصوير لبدأ تصوير الإعلان الخاص بالبرنامج.
وبعد الإنتهاء من التصوير ،جلس ثلاثتهم لنقاش بعض الامور الخاصه بالعمل ،كان ”منذر” يتحدث بلهجه غريبه بعض الشيء، مما أثار فضول ” ندي” التي سألته دون تردد عن جنسيته الحقيقيه ،فابتسم وهو يجيبها في ثبات انه أبنا لاب مصريا وأما تنتمي إلي احدي الجنسيات الأجنبيه ، ولكن أراد إغلاق الحوار بلباقه، مرددا وهو يلتقط كوبا من الماء قد وضع أمامه. .. ولكنني مصري وافتخر كثيرا بذلك أيضا .
وسرعان ما حدث الاندماج والتآلف بين الفتاتين و”منذر ” وفريق العمل ،فقد كان لمنذر روحا جميله داخل المكان ،يضحك ويعلق علي الجميع ويسعد برؤيتهم أيضا يتبادلون معه الضحكات ، وعادت ”تمني ” إلي المنزل سعيده تحتضن داخلها حلمها الذي تمنته وطالماحلمت به وأصبح حقيقه مؤكده.
وفي الصباح كان موعد الذهاب الي الجامعه ، وكعادته وقف دكتور ”سامي ” مع بعض الطلاب يتحدث ويستمع إليهم في انصات واهتمام بالغ وانضمت الفتاتان إلي الجمع ، وما أن وقعت عيناه عليها، حتي شعرت بابتسامه قد ارتسمت علي وجهه الذي تهللت اساريره لرؤيتها، وسرعان ما اخفاها وهو يعيد ترتيب وضع نظارته الطبيه مستكملا الحديث مع طلابه.
وعادت إلي المنزل ،وقد شعرت ببعض الإرهاق، فتناولت طعامها سريعا، وقبلت طفليها وهي تطلب منهما التزام الهدوء لتنعم ببعض ساعات النوم الذي شعرت باحتياجها الشديد إليه .وما أن استلقت علي فراشها حتي رن جرس هاتفها النقال، فالتقطته بفضول فرأت اسم المتصل وكان ”منذر ” ! شعرت أنه ربما هناك أمرا هاما، فتحدثت إليه لتعرف حقيقة الأمر ، فجاء صوته الضاحك وبلهجته الغريبه التي تجمع بين العربيه والانجليزيه ضاحكا ،تحدث إليها عن بعض الأمور الخاصه بالبرنامج، ولكنها بحاسه الأنثى التي لا تخطيء، أدركت انه أراد أن يجد بعض المبررات والأسباب المنطقيه لرغبته الحقيقيه ف التحدث إليها …كان يحاول الظهور بمظهر الشاب المتحضر ..وأيضا المتحرر.. لأقصى درجات التحرر، مما أثار لديها بعض القلق ،وخاصه عندما تحدث عن علاقاته النسائيه بطريقه تحمل قدرا من التفاخر و أيضا الجرأة، التي لم تعتادها ”تمني ” ،فقد شعرت أن ”منذر ” من عالم آخر غريب عنها لا تعرفه ،ولم تعتاده ولكنها استمرت في سماع كل ما ألقاه عليها من قصصه ومغامراته ونزواته، وانتهي الحوار ليتركها تفكر فيما أراده منها هذا الرجل الذي يعيش حياه غريبه ،لا يفكر إلا بارضاء نزواته من خلالها، شعرت بعدم الراحه وتمنت أن يتوقف عن محاولات التقرب منها ،وأرادت أن تستكمل النوم ولكن هيهات…فقد شعرت أن رأسها بات كجهاز حاسوب انبثقت منه الكثير من النوافذ وعليها محاولة إغلاقها حتي تستطيع العوده للنوم الهاديء.
وتتوالي الاحداث مع الحلقه القادمه من ”تمني ”

طوبيا اكسبريس
اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى