هل الوطن يعرف حقيقية حب أبنائه له؟ ..

بسمة حجازي..
حب الوطن والالتصاق به والإحساس بالإنتماء إليه شعور فطري غريزي يعم الكائنات الحية ويستوي فيه الإنسان والحيوان, فكما أن الإنسان يحب وطنه ويألف العيش فيه ويحن إليه, فإن الحيوانات هي أيضا تألف أماكن عيشها ومهما هاجرت عن أوطانها خلال بعض فصول العام فما تلبث أن تعود مشتاقة إليه. ولأن حب الإنسان لوطنه فطرة مزروعة فيه فإنه ليس من الضروري أن يكون الوطن جنة مفعمة بالجمال الطبيعي, تتشابك فيها الأشجار وتمتد على أرضها المساحات الخضراء, وتتفجر في جنباتها ينابيع الماء, كي يحبه أبناؤه ويتشبثوا به.فقد يكون جافا, جرداء أرضه, قاسيا مناخه, وتزكم الأنوف بسبب هبات غباره المتصاعدة, وقد تكون أرضه عرضة للزلازل والبراكين, أو تكون ميدانا للأعاصير والفيضانات, أو غير ذلك من السمات الطبوغرافية والمناخية التي ينفرمنها الناس عادة. ولكن الوطن رغم كل هذا يظل في عيون أبناؤه حبيبا وعزيزا وغاليا, مهما قسا ومهما ساء. ولكن هل الوطن يعرف حقيقية حب أبنائه له؟ هل الوطن يعرف حقا أنه حبيب وعزيز وغالي على أهله؟ إن الحب لأي أحد أو لأي شيء لا يكفي أن يكون مكنونا داخل الصدر, ولابد من الإفصاح عنه, ليس بالعبارات وحدها وإنما بالفعل, وذلك كي يعرف المحبوب مكانته ومقدار الحب المكنون له. ولا
سيما أن الوطن يحتاج إلى سلوك عملي من أبنائه يبرهن له عن حبهم له وتشبثهم به

طوبيا اكسبريس
اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى