أخر الأخبار

محمد أكسم يكتب “العادة السرية”

كل إنسان على قيد الحياة له من الإعمال والأفعال الظاهر منها بين الناس,والخفي منها بينه وبين نفسه ولا يعلمها إلا الله.
كلاً منا لديه أشياء يفعلها فى الخفاء وليست بالضرورة أن تكون تلك الأشياء قبيحة كالرذائل,بل بالعكس أشياء كثيرة تصنف وتندرج تحت بنود الفضائل يفضل البعض إخفائها,ويعتاد المرء عليها ويرتبط بها ارتباط شديد وتصبح عادته السرية التي لن يستطيع الإقلاع أو البعد عنها,فيضاعف أجرها عن الجهر بها.
تتمثل فى الصدقات,وقضاء حوائج الناس,ومساعدة الغير,والدعاء,وقيام الليل, وعقد النية على الخير وغيرهم من الأعمال التي تعرف بعبادة السر وطاعة الخفاء يجب أن تفعل سراً فى الخفاء بين العبد وربه.
فهذه الأفعال لا تصدر إلا من أصحاب القلوب الرحيمة النقية,الصافية,الطيبة التي تحب الخير للغير, والتي أنعمت بحسن التربية والتنشأه السليمة,فتنكر ذاتها، وتحتسب عملها خالصاً لوجه الله تعالى ومولاها.
نجد البعض حين يعد للتخطيط السليم دائماً لا يحصل على تأشيرة نجاح ألا إذا كان هذا التخطيط فى طي الكتمان.
نجد الأمنيات تتعثر فى التحقيق وتتعرقل مادامت خارج نطاق الكتمان,لذلك يفضل البعض أن يستعين على قضاء حوائجهم بالكتمان.
للأسف أصبحنا اليوم وأصبح الشر فى العلن, وأصبحت المجاهرة والتباهي بالوقاحة وبالمعصية وإبراز النواحي السيئة من الشخصية ,وليس بالطاعة أو النزاهة وطهارة اليد أمر طبيعي ويمر على العقول مرور الكرام.
نجد البعض لا يفعل الخير ويجاهر به أمام الجميع إلا وكان من وراءه مراد وليس خالصاً لوجه الله تعالى, ومن أمثلة ذلك الدعاية الانتخابية على سبيل المثال وليس الحصر.
فهذا من أعلى درجات الذنوب لأنه يحرض على التقليد وتكرار الفعل, فلا يفعل ذلك إلا إنسان لايدرج حجم العواقب التي تضر بالمجتمع والإنسانية بشكل عام وبقدر العقاب الإلاهي.
فعلينا أن نتجنب الوقوع فى الرياء ونتخذ من الفضائل سبيلاً واضحاً ونقوم بعمل الخير سراً وفى الخفاء لابتغاء مرضات الله.

طوبيا اكسبريس
اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى