الارهاب واسباب انتشاره

 

متابعه ايات الشيخ

يعتبر الارهاب وسيلة من وسائل الإكراه في المجتمع الدولي. والإرهاب لا يوجد لديه أهداف متفق عليها عالمياً ولا ملزمة قانوناً، وتعريف القانون الجنائي له بالإضافة إلى تعريفات مشتركة للإرهاب تشير إلى تلك الأفعال العنيفة التي تهدف إلى خلق أجواء من الخوف، ويكون موجهاً ضد أتباع دينية وأخرى سياسية معينة، أو هدف أيديولوجي، وفيه استهداف متعمد أو تجاهل سلامة غير المدنيين. بعض التعاريف تشمل الآن أعمال العنف غير المشروعة والحرب. يتم عادة استخدام تكتيكات مماثلة من قبل المنظمات الإجرامية لفرض قوانينها التي تسنها مع نفسها
و بسبب التعقيدات السياسية والدينية فقد أصبح مفهوم هذه العبارة غامضاً أحياناً ومختلف عليه في أحيان أخرى.
الجدير بالذكر أن المسيحين قد عانوا منه بسبب إستهداف الجماعات المتطرفة لهم وأيضاً الإسلام في الوقت الراهن قد نال نصيب من هذه العبارة لأسباب سياسية تحكمها صراعات دولية وإقليمية.
والسبب في تكون تلك الفئات هو معاناة الشباب من الفراغ بأبعاده المختلفة ؛ الروحي ، والفكري ، والزمني ، هذا الفراغ الممتد – بدرجات متفاوتة – في حياة الشباب ، يوجد لديهم القابلية لسائر المؤثرات ، سواء المتجهة إلى التفريط والانحلال ، أو إلى الإفراط والغلو والعنف .
وهذا الفراغ بآثاره السيئة يؤكد الحاجة إلى توفير المحاضن التربوية ؛ من أندية طلابية ، ومراكز علمية وثقافية ونحوها ، لتشغل وقت فراغ الشباب بما يعود عليهم بالنفع ، من خلال برامج متكاملة ، تنمي العقول ، وتزكي النفوس ، وترتقي بالاستعدادات والمواهب ، وتسهم في غرس القيم الفاضلة ، وتروح عن النفوس بما يحل ويجمل ، وفي ظل عناية تامة بالإشراف والمتابعة .
بهذا ونحوه ينشأ الشباب نشأة سوية متوازنة ، تبعثهم نحو الأعمال الإيجابية النافعة ، وتحميهم من التوجهات المنحرفة ، والتصرفات المشينة .
والحق أن البذل والإنفاق في هذه الميادين ونحوها من أجل صور البذل ، ومن أنفع الاستثمار ، لأنه متجه إلى بناء الإنسان ، وتهيئته لحياة كريمة صالحة تحقق السعادة له ولمجتمعه .
يذهب بعض الباحثين إلى أن العوامل الاقتصادية كالفقر والبطالة من أسباب اختيار طريق العنف والإرهاب ؛ لكون الفرد غير قادر على الوفاء بحاجاته الأساسية ، وفاقد الأمل في المستقبل . مما يحمله على النقمة على المجتمع ومؤسساته ، ويبعثه على تبني العنف .
والذي يظهر أن الفقر والبطالة والضغوط الاقتصادية بعامة ليست أسبابًا كافية لسلوك طريق العنف والإرهاب ، لأن هذه الظواهر لم تغب عن المجتمعات الإسلامية منذ دهر طويل وإن تفاوتت في درجات الفقر ونسب البطالة ، ومع ذلك لم تحمل الناس على أعمال إرهابية منظمة كما يجري اليوم .
والذي يمكن التسليم به أن الفقر والبطالة ، وعدم وجود فرص وظيفية ، تثير في النفوس مشاعر الحقد والبغضاء ، وتجعل من الذين يعانون من ذلك هدفًا لأصحاب التوجهات الغالية ، يمكن استدراجهم باستغلال حاجتهم ، وتوظيف نقمتهم للالتحاق بركب الغالين وسلوك سبيلهم

طوبيا اكسبريس
اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى