أخر الأخبار

دكتور التطاوى يكتب..”سيف الله المسلول “

لقد حرص الغرب على ألا تربى الأجيال على سير الأبطال العظام والقادة الفاتحين وان نربي اولادنا وبناتنا على سير ابطالهم وقادتهم امثال نابليون ولينين وستالين وهتلر وغيرهم وغيرهم من هؤلاء الاقزام امام ابطالنا…. دعونا نقطف اليوم زهرة من بستان المصطفى صلي الله عليه وسلم واحد تلاميذه هو القائد العظيم ، وسيف من سيوف رب العالمين، وأستاذ فن الحروب والميادين، الفاتك بالمسلمين يوم أحد، والفاتك بأعداء الإسلام بقية الأيام، إنه فارس الإسلام والمسلمين، وسيف من سيوف رب العالمين، . إنه: خالد بن الوليد رضي الله عنه وأرضاه….. الذى تحول فى عالم الحرب إلى أسطورة، وما زالت الأبحاث والدراسات العسكرية إلى عصرنا هذا تأخد عنه فن إدارته للحروب والقتال، فمن هو خالد ؟ وما الذي نعرفه نحن عن خالد ؟ والله لا نعرف عنه سوى القليل ….
نشأ خالد بن الوليد في بيئة غنية ثرية مترفة، فأبوه هو: الوليد بن المغيرة الذي كان أغنى الناس في زمانه، تلك هي البيئة التي نشأ فيها خالد وترك خالد هذا الثراء والمال والغنى ونشأ من صغره يحب الفروسية والقتال، ، إلا أنه قد ورث الكره الشديد للإسلام من أبيه، فهو قائد الميمنة، وصاحب الحملة الشرسة في غزوة أحد التي هزمت المسلمين، وبعثرت صفوفهم، حتى جرح النبي صلى الله عليه وسلم، بل وأشيع في الميدان أن رسول الله قد قتل، بعد المباغتة السريعة لـخالد بن الوليد الذي طوق من خلالها الرماة على الجبل، بعدما خالفوا أمر رسول الله..، إلا أنه مع هذا كان يعيش صراعاً داخلياً رهيباً و انتهى هذا الصراع وشرح الله صدر خالد ، وقذف في قلبه حب الإسلام، وعلى الفور ينطلق خالد بن الوليد الى المدينة المنورة وامتدت يده لتبايع الحبيب صلى الله عليه وسلم، وهو يقول: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أنك رسول الله.ويبتسم الحبيب صلى الله عليه وسلم، ويمد يده ليصافح خالد بن الوليد وهو يقول: (الحمد لله الذي هداك يا خالد ، فلقد كنت أرى لك عقلاً، ورجوت ألا يسلمك إلا لخير)
واول انتصاراته كانت فى غزوة مؤته مع جيش الروم وكان وقتها جيش المسلمين لا يتعدى ثلاثة الاف جندى واستطاع خالد بعبقريته ان ينقذ هذا الجيش من امام 100 الف جندى وحينها وقف النبي صلى الله عليه وسلم ينعي للناس قادة غزوة مؤتة الذين حددهم واختارهم بنفسه وعيناه يبكيان وهو يقول حتى أخذ الراية سيف من سيوف الله ففتح الله عليهم) ومن هذا اليوم سمى خالد بسيف الله المسلول
ومات الحبيب صلى الله عليه وسلم، ويتولى الصديق خلافة المسلمين، وتهب أعاصير الردة و ينطلق خالد ليشهد جميع معارك الردة من أولها إلى آخرها، وكانت أخطر معركة في هذه المعارك هي: معركة اليمامة وانتصر خالد وقتل الدعي الكذاب مسيلمة..
انتهت حروب الردة ويقود بعدها خالد الجيش إلى بلاد العراق !! لماذا؟!
لحرب أعظم امبراطورية في بلا الشرق، وللقضاء على امبراطورية فارس ودخل معهم فى 55 معركة ولم يهزم بأذن الله فى اى معركة منهم وكانت اشهرها معركة ذات السلاسل الذى ربط الفرس انفسهم يالسلاسل حتى يضمنوا ان يهربوا من ضربات خالد، ودك خالد بن الوليد عرش الإمبراطورية الفارسية في عامٍ واحد، فعل خالد ما عجز الرومان أن يفعلوه في سنين .. وبعدها يذهب خالد بجيشه الى بلاد الشام للقضاء على أعظم امبراطورية في الغرب، إلا وهي امبراطورية الروم، ويدخل معهم فى عدة معارك ومنها اشهر وامجد معارك الاسلام معركة اليرموك وسقطت امبراطورية الروم فى قبضته وفتح الله عليه القدس فى عهد امارة الفاروق عمر ويصلوا جميعاً فى المسجد الاقصى…. وبعد كل معلركة وفتح ونصر يجلس خالد بن الوليد يبكى امام مصحفه ويقول له شغلنا الجهاد فى سبيل الله عنك والسؤال لكم ماذا شغلكم عن كتاب الله؟!
وينام سيف الله المسلول على فراش الموت بعد كل هذه المعارك والانتصارات في بيته وداره، ويبكى وهو ويتألم ويقول (لقد شهدت كذا وكذا زحفاً، وما في جسدي موضع شبرٍ إلا وفيه ضربةٌ بسيف أو رمية بسهم أو طعنة برمح، وهأنذا أموت على فراشي حتف أنفي كما يموت البعير، فلا نامت أعين الجبناء).
رضي الله عن خالد ، وصلى الله وسلم وبارك على أستاذه ومعلمه .
وأدعو الله جل وعلا أن يجمعنا بهم في دار كرامته ومستقر رحمته، وأن يقر أعيننا بنصرة الإسلام وعز المسلمين، إنه ولي ذلك والقادر عليه، وهو على كل شيء قدير.
د/ محمود التطاوى

طوبيا اكسبريس
اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى