أخر الأخبار

تأمّل للدكتورة هند خليل مروان

فكم من شاب أطلق لساقيه الريح في مضمار العمل مُمنّيا نفسه بالمناصب العليا

 

 

للأسف أضحت حياتنا في ركض دائم وراء صراعات الحياة ،
جدول حافل بالأعمال… ويوم مشبع بالارتباطات.. وعقل قد أنهكته التطلعات.. وروح تاهت مع ضغط تراكم الإنجازات… وساعات قد أثقلتها المواعيد
فلا وقت لاسترداد النفس وإراحة الجسد!

فكم من شاب أطلق لساقيه الريح في مضمار العمل مُمنّيا نفسه بالمناصب العليا !
وكم من تاجر أفنى العمر يحرس الدرهم والدينار ويجتهد في مضاعفة الثروة !
♕وكم من امرأة أنكرت ذاتها وأنفقت عمرها كحمّالة أسيّة ومصبّ لهموم الغير ترعى كل من حولها وقد أهملت نفسها !

وسوف يستفيق الثلاثة في صباح يوم قريب وسيعلمون عندها أن سفينة الحياة قد تركتهم وما انتبه أحد منهم !!

**إن المتأمل في حال الناس يجد أنهم يعيشون لهدفين:

♡ الأول: تحقيق ما يريدون.
♡ والثاني: الاستمتاع به.
والقلة الحكيمة هم من يحقق الهدف الأخير!!
فنحن نتعامل للأسف مع الحياة بنظام (المحطات) فكثير ما نؤجل لحظات الفرح وأوقات الأُنس للمستقبل
*وهذا أسلوب شاقّ وصفه ديل كارنيجي بأنه من أكثر الأشياء مأساوية بقوله:«من الحمق أن نتعمق في التفكير في المستقبل وأن يستغرقنا الحلم بحديقة الأزهار السحرية في الأفق البعيد»
وقد أغمضنا العين عن الاستمتاع بالأزهار المتفتحة على عتبات نوافذ منازلنا !

إن العمر قصير والزمن محدود ونحن أحوج ما نحتاج إليه: أن نعطي نكهة جميلة عذبة لحياتنا، وأن نضيف لكثير من تفاصيل حياتنا قيمة إيجابية ومعنى جميل كما هي ملعقة السكر وما فعلتها في كأس الليمون الحامض!
*وقد عبر عن هذه الفكرة الخلّاقة أحد الحكماء بقوله:
*«من المستحيل أن تضيف أياما إلى حياتك ولكن ما تقدر عليه هو أن تضيف حياة إلى أيامك»
ما أروعها من عبارة وأثمنها من نصيحة !

لذلك لا تدع فرصة للاستمتاع بمباهج الحياة
*فالسعيد هو الذي يلحظ الأشياء الصغيرة ويستمتع بها كثيرا !

*استرجع شريط ذكرياتك وستجد أن الأشياء البسيطة هي التي أبقت أعظم مشاعر سعادة عشتها ولازلتَ تحتفظ بها!
وليست المناسبات المهمة والأحداث الكبيرة

*تأمل في أسرتك، صغارك، أصدقائك، هواياتك، واستمتع بالحياة دون أن تفقد نفسك أو تكون خاليا من الإنجازات!

*أبقِ عينيك مفتوحة، فلا تغفل عن العطاء ولا تنس الوقوف مع لحظات الأنس، وتذوقها باحترافية عالية، واجعل في قلبك مكانا سريّا تحتفظ به بأحلامك وتسير نحوها بتأنٍّ و رويّة
وستجد أن في تفاصيل الحياة الكثير من لحظات الأُنس والمتعة
* فاغتنمها واحرص على أن لاتسبق روحك، فربما تتباعد المسافة بينكما فتفقدها !

*يقول الكاتب الشهير (خورخ لويس)
*وهو في ال٨٥ من العمر
لو تسنى لي أن أعيش حياتي مرة ثانية
* لما أخذت كل أموري على محمل الجد
*- ولمتعت ناظري بمشهد الغروب
* ولأكثرت قليلا من مغامراتي وتصرفاتي الجنونية
*- كم كنت سألعب مع الصغار وأشارك الطير في تغريدها!
*هذا لو كان طريق الحياة في أوله…… ولكن انظر لحالي( عجوز في الخامسة والثمانين) !

فتعلّم كيف تستمتع بوقتك قبل مرور قطار العمر.

طوبيا اكسبريس
اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى