أخر الأخبار

ما بين تلاقي الارواح والحب …بقلم دكتور محمود التطاوى

وما زالت اكتب عن الروح لأنى اؤمن ان الروح هالة الانسان وسر الله الذى اودعه فيه ولكل روح هالتها ولكل روح لغة ومن يستطيع ان يقرأ لغة روحك بدون ان تتكلم سـ يستطيع ان يصل اليك ويشعر بك ويجدك اينما كنت اذا فنحن نتحدث عن لغة الارواح .. هل شعرت يوماً ما أنك انجذبت لشخص لمجرد أنك رأيته مرة واحدة ؟؟ هل جلست يوماً مع أحد الأشخاص لأول مرة و شعرت أنك تعرفه منذ زمن ؟؟ هل رأيته بموقف وأحسست أن أرواحكما تعلقت بشعور غريب؟ ‏فالأرواح لها قدرة على التخاطر و إدراك خبايا الأنفس ، و أثرها عميق بعمق تجاذب تلك الأرواح…!! فالقلب يحنّ إلى نظيره ويميل الى من يشبهه ، كل انسان له شبيه روحي يتناسب معه ، فكما أن هناك من يحبك بلا سبب ، هناك أيضاً من يكرهك بلا سبب تُعجب روحك بروح إنسان آخر تحس بمشاعر لا تعرف له تفسيراً ولا تجد له أثراً ، فقط سوف ترتسم على جبينك ابتسامة تعجُبّ وتحس بشعور يمازج قلبك وفرح يداعب وجدانك أن جمع الله بينكما بموقف عجيب غريب ، هذه المواقف تجعل الإنسان يـتأمل ويـتفكر بقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ” الأرواح جـنـود مجـنـدة، ما تـعـارف منهـا ائـتلـف، ومـا تـنـافـر منهـا أخـتـلـف”، الحديث يشير إلى مسألة تآلف الأرواح التي تشابهت في الطباع والمزاج أو التركيب النفسي ، عكس تلك الأرواح المختلفة في الطباع والأمزجة أو التركيبات النفسية المعقدة أن تجاذب الأرواح من أسمى وأرقى العلاقات الإنسانيه.. لأن الوجوه والأشكال تتكرر أما الأرواح فلا تتكرر فعالم الأرواح يتعدى الشكليات والماديات حيث التجانس في الطباع الباطنة والأخلاق الخفية يورث تجاذب الأرواح وهذا ما يسمى بالتخاطر العاطفي أو تجاذب الأرواح ، أرواح التقت واتفقت واشتاقت ، يجمعها تجانس عجيب تساق لبعضها البعض كما تساق إلينا الأرزاق !!! ( الأرواح جنود مجندة فتعارف الأرواح يقع بحسب الطباع فإذا اتفقت تعارفت ، و إذا اختلفت تناكرت وما أجهل الناس الذين يتوهمون أن المحبة تأتي بالمعاشرة الطويلة ، ‏ إن المحبة الحقيقية هي ابنة التفاهم الروحي” غالباً عندما تحب روحاً عابرة فتلك الروح تحب ما بداخلك وهذا هو مبدأ تجانس الأرواح مما يعني تدفق الحب بسهولة وانعقاده بلا تكلف أو مقدمات ، أن التوافق بين إنسان وآخر لا يكون بسبب توافق عمري ولاجنسي ولا لوني أوبطول العشرة، ولا بالرفقة المستمرة ، ولكنها سر من الله سر من أسرار التوافق الروحي .. ‏ ما بين الأرواح من توافق وتفاهم،، فالأرواح جنود مجندة ، وإتحاد الأرواح وتجاذبها هو توافق وتشابه في الصفات ، فعندما يتناغم الفكر ، وتتعانق الارواح ‏تتحطم أمامها كل المفاهيم المادية ، ‏ليخلق توافق روحاني حيث تأخذنا الأقدار لنتقابل مع ارواح ‏تتجانس معنا نحس بما يحسون ونستشعر ما يستشعرون ، وكأن هناك رابط بين احاسيسنا ، والطبيعية شاهدة من حولنا على التوافق والتنافر ففي الكيمياء هناك أيونات تتفاعل وتتجاذب ، وفي الفيزياء عناصر تتآلف وتتنافر ، تجاذب الأرواح أقوى أنواع التجاذب لأنها الأصدق إحساساً والأكثر عمقاً ، هى نتيجة انسجام طبائع يكمل بعضها البعض الآخر ونفوس متآلفة متراحمة بالفطرة ..
وناتى الى سؤال دائما نسأله لانفسنا احيانا لماذا لا استطيع اخراج شخص معين من تفكيرنا و سبب عدم قدرتك على إخراج شخص ‏من تفكيرك هو أن الشخص ذاته يفكر بك أنه ‏تجانس الأرواح فالروح تتجاذب عندما تتشابه في المشاعر ‏والأفكار و‏نذهل أحيانا عندما نجد انسان يشبهنا ليس بالمظهر ولكن في الروح !! ها هنا قد نتساءل : كيف يقع الحب ؟ أن الحب الذي نتحدث عنه بين شخصين ، إنما هو أشبه بطاقة كامنة موجودة من ذي قبل و يتم تأجيل المشاعر إلى حين وصول اللحظة المادية التي تجمع الروحين بلقاء حاسم فيتم تلاقي الأرواح و‏تناغم الفكر وتجانس النبض ولذة النظر من هنا يمكن القول بأن علاقات الحب الناجحة المستمرة سببها تآلف الأرواح والعكس صحيح فمن تشعر يه يشعر بك أيضاً ، لغة الأرواح لا تخطئ ، ولـعـل هذه الظاهـرة غـريـزة فطـريـة بعـيدة عن الحـواس الطبـيـعـية الخمس بعيدة عن مها العين في حياتنا أشخاص يعنون لنا الكثير والكثير مع أننا لم نخالطهم إلا فترة وجيزة ، عليه يكون هذا التعلق ليس ذنبا لأن تجاذب الأرواح أمر لا إرادي فالأرواح جنود مجندة ،فنحن لا نحب حين نختار، ولا نختار حين نحب ، إننا مع القضاء والقدر حين نولد، وحين *نحب* وحين نموت.
د.محمود التطاوى

طوبيا اكسبريس
اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى