أخر الأخبار

تحية تقدير وإعتزاز لكل شهداء وأبطال حرب أكتوبر المجيدة وحق على كل مصر وعربى اصيل أن يقبل راس الرئيس السيسى ومن ورائه جيش مصر العظيم

كتبت شيماء نعمان
أولا / تحل علينا فى هذه الأيام المباركة الذكرى ٤٧ لانتصارات اكتوبر المجيدة على العدو الصهيونى ، فبعد أن حدثت نكسة ٥ يونيو والمؤامرة التى حدثت على مصر من القوى العالمية وخسارة ارض الفيروز الطاهرة دون أن تدخل مصر فى حرب حقيقية للدفاع عن العرض والأرض ، أبى ورفض الشرف العسكرى المصرى أن تنتهى الحرب دون اختبار حقيقى لقدرات الجندى المصرى ، لذلك وعلى الفور بدأت أولى ملاحم الجنود المصريين الشجعان بالتعبير عن وجودهم من خلال ملحمة رأس العش التى تصدت فيها قوات الصاعقة المصرية بأسلحتها الخفيفة للمدرعات الإسرائيلية فكبدتها خسائر فادحة فى الأفراد والمعدات وظلت هذه المنطقة هى الوحيدة بأرض سيناء تحت السيطرة المصرية ولم يستطع العدو احتلالها حتى تحقيق انتصار أكتوبر ، وبعد ذلك بأربعة أشهر فى ٢١ اكتوبر تم إغراق المدمرة إيلات التى كانت تعتبر فخر البحرية الإسرائيلية من خلال التعامل معها بسلاح لنشات الصواريخ البحرية سطح – سطح التى استطاعت لأول مرة في تاريخ الحروب البحرية الحديثة أن تغرق قطع ومدمرات بحرية كبيرة مما غير كثيرا فى مفهوم الحروب البحرية ، ولقد كانت هذه الملاحم الحربية أولى بشائر النصر الذى تحقق بعدها بست سنوات ، وبعد ذلك توالت الأحداث وبدأت حرب الاستنزاف التى استمرت لأكثر من ١٠٠٠ يوم والتى كانت أهم مرحلة لاعداد الجندى المصرى لحرب التحرير المقدسة ، ولكن حين تولى الرئيس الراحل محمد انور السادات زمام الأمور فى مصر أدرك بدهائه وحنكته الكبيرة أن الأمور ليست بهذه السهولة ، ولذلك أضاف بنفسه إلى خطة الحرب التى وضعت ملامحها مسبقا خطة أخرى للخداع الاستراتيجي ، إذ أن الأمر يحتاج إلى خطة محكمة من الخداع الاستراتيجي حتى يمكن تنفيذ خطة العبور وتحرير الارض ، فلقد ايقن الرئيس السادات أن عصر الاقمار الصناعيه والسماوات المفتوحة وأقمار التجسس العسكرية التى ترصد كل التحركات والحشود العسكرية على الأرض قد بدأ وأنها ستجعل من مهمة العبور والخسائر المتوقعة لها والتى أشارت لها تحديدا التوقعات العسكرية الروسية أمرا بالغ الصعوبة ، وسيجعل الجانب الإسرائيلى فى حالة استعداد للهجوم المتوقع الذى لن يصل فى مثل هذه الظروف الصعبة الى تحقيق النتائج المرجوة منه فى تحقيق النصر ، لذلك وبدهائه المعروف عنه ادخل بنفسه بعض التعديلات الهامة لاتمام خطة الخداع الاستراتيجي ، حيث رأى أن أى تحرك للقوات المسلحة المصرية الباسلة سيكون مرصودا ومرئيا من جانب الأعداء وحلفاؤهم الأمريكان ، لذلك كانت خطته أن يقوم بإعلان التعبئة العامة فى الجيش المصرى ثم الوصول بحشود قوات الجيش إلى حافة القناة فى وضع استعداد قتالى ، ثم الغاء حالة التعبئة العامة والعودة مرة أخرى إلى الخطوط الخلفية على أن تكرر هذه اكثر من مرة ، وفى المرة الثالثة قام بتنفيذ الهجوم الشامل والعبور بالقوات وتحقيق النصر بعد أن أوهم الإسرائيلين أن هذه التعبئة للاستهلاك الداخلى ولتهدئة الشارع المصرى والراى العام الداخلى فى مصر ، وقد استغل السادات ايضا طبيعة النفس اليهودية التى تميل إلى الحفاظ على المال وعدم انفاقه فيما لا طائل منه وخاصة أن هذه التعبئة حدثت مرتين قبل العبور وتحرير الارض ، فطبائع اليهود تميل إلى تجارة المال والربا ولا يفرطون فى أموالهم بسهولة ، وايضا قامت المخابرات العامة المصرية وكذلك الحربية بجهود جبارة فى جمع المعلومات واخفاء النوايا وتضليل العدو حتى تكون الأجواء والظروف ممهدة ومواتية لتنفيذ الهجوم الشامل لتحرير ارض الفيروز الطاهرة من براثن الأعداء حتى تحقق النصر الذى قال عنه الرئيس السادات بأن ( التاريخ العسكرى سيقف طويلا بالفحص والدرس والتحليل أمام عملية يوم السادس من اكتوبر ) .
وبذلك تكون حرب اكتوبر المجيدة قد حكمت وكسرت العديد من العقائد والنظريات لدى العسكريين والخبراء الاستراتيجيين فى العالم ، مما دفع هؤلاء الخبراء إلى إعادة حساباتهم على الأسس التى رسختها حرب اكتوبر المجيدة سواء فيما يتعلق بفنون القتال واستخدام السلاح أو فيما يتعلق بتكنولوجيا التسليح وتصميم الأسلحة والمعدات ، وعلى المستوى الاستراتيجي استطاعت حرب اكتوبر أن تحطم نظرية الأمن الإسرائيلي وان تهدم لديهم نظرية الحرب الوقائية .
ثانياً / مجازر اليهود وجرائم الحرب التى ارتكبها اليهود بحق المصريين : –
١ – فبعد احتلالهم لسيناء مباشرة قاموا بقتل وتعذيب الأسرى والمدنيين بالمخالفة لميثاق الأمم المتحدة فى حقوق أسرى الحرب كما قاموا بطرد سكان القرى من أماكنهم من خلال عملية هجرة قسرية حولتهم الى لاجئين من قراهم ومواطن معيشتهم الى اماكن اخرى .
٢ – بعد أن قامت البحرية المصرية لإغراق المدمرة إيلات أمام سواحل بورسعيد من خلال تدميرها بلنشات الصواريخ سطح – سطح ردت إسرائيل على هذا الهجوم المصرى الذى سبب لهم فضيحة عالمية بقصف معامل تكرير البترول في الزيتية بالسويس وكذلك استهداف أهداف مدنية بعدها بنيران المدفعية مما أجبر الحكومة على تهجير عدد كبير من أهالى مدن القناة لحمايتهم من غدر اليهود .
٣ – مجزرة بحر البقر التى شنها الطيران الإسرائيلي فى صباح يوم ٨ ابريل ١٩٧٠ من خلال قصف طائرات الفانتوم لمدرسة بحر البقر المشتركة بمحافظة الشرقية مما أدى لاستشهاد ٣٠ طفلا وإصابة ٥٠ آخرين وتدمير مبنى المدرسة بالكامل فى جريمة حرب لا تقل عن الجرائم النازية و الفاشية التى وقعت أثناء الحرب العالمية الثانية وذلك بغرض الضغط على مصر لوقف حرب الاستنزاف التى كبدتهم خسائر فادحة فى الأفراد والمعدات .
ثالثاً / اعترافات إسرائيلية ووثائق مسربة توضح حجم الهزيمة النكراء المذلة التى تعرضوا لها : –
١ – فلقد قالوا فى تسجيلاتهم فى يوم ٧ اكتوبر ( الوضع ليس جيدا نحتاج مساعدة جوية كبيرة جدا ، المصريون أشعلوا النيران فى مخازن الوقود ، وليس لدينا وقود ، والمصريون يواصلون الهجوم الكاسح على جميع الجبهات ، الجنود يخافون ولا يريدون الصعود إلى الدبابات ).
٢ – على إثر الفشل الإسرائيلي الذريع فى صد الهجوم المصرى خاصة يوم ٨ اكتوبر ” الاثنين الاسود ” فى إسرائيل ، اجتمع موشى ديان يوم الاربعاء ١٠ اكتوبر مع رؤساء تحرير الصحف العبرية اليومية ، واعترف أمامهم بالفشل قائلا ( لا توجد لدينا الآن القوة الكافية لان نقذف بالمصريين الى ما وراء القناة إلا إذا خاطرنا بانهاك قواتنا تماما واقول لكم بصراحة ، لقد بات واضحا أمام العالم كله اننا لسنا اقوى من المصريين ) .
واخبرهم بأنه ينوى قول هذه الكلمات أمام الملأ فى المساء على شاشة التليفزيون ، وذهل
رؤساء التحرير وصدموا ، وقال رئيس تحرير جريدة هآرتس حينها ، إذا كان ما قلته لنا الآن سيقال على التلفزيون، فإن زلزالاً سيضرب أذهان الشعب الإسرائيلي والشعب اليهودى كله وكذلك الشعب العربى ، وقام أحدهم بابلاغ رئيسة الوزراء جولدامائير بما حدث ، فاتصلت على الفور بموشى ديان وأمرته بإلغاء اللقاء مع التلفزيون، وطلبت من رؤساء التحرير ألا ينشروا اقوال ديان ، وأمرت بغرض الرقابة العسكرية المشددة لمنع نشرها .
رابعاً / حق على كل مصرى وعربى اصيل أن يقبل راس الرئيس السيسى ومن ورائه جيش مصر العظيم : –
فما أشبه الامس بالبارحة وما اروع تكرار لحظات العزة والكرامة للتاريخ الإسلامي والعروبة كذلك بين الماضى والحاضر ، ففى سنة ١٩ هجرية حين تم أسر بعض من الجنود المسلمين فى حروبهم مع الروم ، وتم إرسال هؤلاء الأسرى الى كبيرهم عظيم الروم ، وكان من بين هؤلاء الأسرى ” عبد الله بن حذافة السهمى ” الذى كان من الصحابة الكبار الاوائل مع رسول الله والذى اراد ملك الروم أن يثنيه و يصرفه عن دينه حتى ينجيه من الأسر والعذاب ، ولكنه أبى عليه ذلك ورفض بعزة وإباء المسلم المتمسك بدينه ، حتى بدأ بتخويفه وارهابه وإلقاء بعض الأسرى فى الزيت المغلى حتى يخشى من عذابه ويستجيب لمطلبه ويتنصر ، فبكى عبد الله وهو يرى اللحم يتفتت عن العظم فى الزيت المغلى ، وقبل أن يلقوا به أيضا فى هذا الزيت المغلى سأله عظيم الروم لما تبكى ؟ فقال عبد الله : اردت لو أن لى بعدد شعر جسمى أنفس تموت كلها فى سبيل الله .
وهنا إغتاظ منه ملك واستيئس منه ولم يدرى ماذا يفعل معه ثم قال له : قبل رأسى وأنا أطلق سراحك من الأسر . فقال عبد الله : أنا وكل أسرى المسلمين . فقال الملك : انت وكل أسرى المسلمين …..حتى عاد بهم سالمين ، فلما قدم عبد الله ومعه باقى الأسرى وقص الخبر على الخليفة الفاروق عمر بن الخطاب ، فرح به عمر وسر سرورا عظيما وقال لمن حوله
( حق على كل مسلم أن يقبل رأس عبد الله بن حذافة وأنا أبدأ بذلك ) .
* فما بالكم وقد قال الفاروق هذا الأمر لرجل انقذ بعض مئات من رجال المسلمين من الاسري فقط .
أفليس حرى بنا جميعا إذن أن نقبل راس كل جندى مصرى انتصر فى حرب أكتوبر وانقذ رقاب المصريين من الطغاة الصهاينة أعداء الوطن وأن نقرأ الفاتحة على أرواح كل الشهداء بدءا بالرئيس الشهيد بطل الحرب والسلام محمد انور السادات ومعه كل شهداء حرب اكتوبر الابرار وما كان قبلها من شهداء فى الحروب مع اليهود الصهاينة ؟
او ليس حرى بنا أيضا أن يقبل كل مصرى و عربى اصيل منا رأس الرئيس البطل عبد الفتاح السيسي الذى حمى اكثر من ١٠٠ مليون مصرى من الشعب المصري كله وليس بضعة مئات من الرجال من جبروت وطغيان الجماعة المحظورة التى اختطفت مصر عاما كان هو الاسوء فى تاريخها عبر كل العصور ، وليس هذا فحسب بل وحتى ايضا حمى الدول العربية ودعم مواقفها ضد أعداء الأمة الإسلامية والعربية كلها من الطامعين فيها والمتربصين بها وبأمن وطننا العربي من اليهود والأتراك والمد الشيعى الإيراني ، وطمئن الجميع بأنه فى حالة حدوث أى إعتداء على اى بلد عربى فإن مصر ستدافع عن هذه البلاد بقوله ( مسافة السكة فقط ) .
وبالتالي أليس حرى وجدير بنا أن يقبل كل مصرى وعربى اصيل رأس هذا الرجل الشريف الرئيس عبدالفتاح السيسي ومن خلفه الجيش المصري العظيم الدرع الواقى والحامى لمصر والعروبة كلها .

طوبيا اكسبريس
اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى