أخر الأخبار

الروح والهالة وسر الله بينهما

..

بقلم: دكتور محمود التطاوي جراح القلب واستاذ بجامعه كمبريدج

الروح هى كلمة الله ذكرت في القرآن في أكثر من موضع وكلنا يعرف أنها السر في الحياة فالحياة عندنا تعني أن يحتوي الجسد المادي علي روح و سواء أن كنا نعرف ماهيتها أم لا فهي علي الأقل تنتمي لعالم الملكوت و الملك معا …
وعالم الملك عالم ما يمكن إدراكه بالحواس كأن نسمعه أو نشمه أو ما شابه من الماديات ….و عرف عالم الملكوت بأنه ما لا يدرك بالحواس كالإيمان و الإلهام و نحوه من الإيجابيات التي علي رأسها الملائكة ….
و الروح أيضا و إن كنا نميزها ماديا بأن نقول هذا حي و هذا ميت فنحن أيضا لا يمكننا الإمساك بالروح أو شمها أو تذوقها أو ما شابه ……
ذات يوم كنت أشاهد فيلما وثائقيا عن الحياة البرية وفي الفيلم مرت مجموعة من الفيلة أو قطيع من الفيلة بعظام فيل أو هيكل فيل و العظام بالية لدرجة كبيرة فوقف الفيلة يحيطون جثمان أو رفات الفيل المتوفي و هم يحنون رؤوسهم في خشوع و يعلق علي ذلك معلق الفيلم فيقول لا يمكن للفيلة أن يقفوا من أجل الجثمان بهذا الخشوع إلا إذا كانوا يعرفون قدسية الموت و هو الشئ الذي لا يقف أمامه مخلوق …
ويتحدث القرآن الكريم عن الإنسان فيقول (( ثم سواه و نفخ فيه من روحه)) أي أنك يا إنسان تملك شيئا كبيرا عظيما وهبه الله لك بنفخة منه و يقول ((و يسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي و ما أوتيتم من العلم إلا قليلا )) و من معاني الآية الكريمة أنكم ستؤتون من علم الروح و لكنه القليل حيث سيبقي في الروح من أسرار أكثر وأكثر بكثير إلي أن يرث الله الأرض و من عليها ……
نحن لم نسأل أنفسنا من قبل ما هي الروح و ما هي ماهيتها و أين توجد هل هي مثلا في الرأس ؟؟؟؟
أم هي مثلا في الرقبة؟
أم هي في القلب؟؟
في أي مكان تسكن الروح ؟؟؟ هل هي في الجسد أم أنها تحتوي الجسد ؟؟؟ أم أنها تدير الجسد من خارجه؟؟؟؟
لو كانت في الدماغ فهناك بعض أحيان يتوقف المخ و يبقي القلب حيا …و إن كانت في القلب ففي أحيان أخري يتوقف القلب و يبقي المخ يعمل …و إن كانت في الرقبة فكم من أحد تقطع من عنقه الكثير من مسارات الدماء سواء أكانت شرايين أم أورده ثم يشفي الإنسان بعدها و يعود للحياة مرة أخري ………….
فأين تسكن الروح ؟؟؟؟ و هل هي بلا مكان مادي و هي خارج الجسد ؟؟؟؟
عندي في هذا الشأن اعتقاد أنها الهالة هى مكمن الروح …
و أنها لا تفارقنا إلا عندما يأذن لها الله تعالي ….
ما هي الهالة لمن لا يعرفونها ؟؟؟؟
“الهالة هي جدار من الطاقة سمكه حوالي( 50 سم ) يحيط جسد الإنسان و تتلون بحسب أعمال الإنسان وأفكاره فإن كانت أفكاره صالحة و كذلك أعماله تكون الهالة فاتحة اللون وينتظم سريان الطاقة في مركزها السبعة و في الجسد بداية من خلايا الطاقة الموجودة علي سطح البشرة نفسها ….
وكلما كانت أفكار الإنسان سلبية كلما تراكمت عليها الذنوب وأصبح لونها غامقا محملا بالسلبيات و الران الذي يغلف القلب من جراء العمل غير الصالح ……”
وترجع فكرة تواجد سحابة طاقة أو هالة تحيط بالإنسان إلى أزمنة بعيدة ، فقد صور الفنانون القدماء الرجال المُقدسين وقد أحاط بهم إطار مضيء وذلك قبل أن ترسم الهالة التي تحيط برأس السيد المسيح ورؤوس القديسين في الرسوم المسيحية ، وكان قدماء الصينيين يصفونها عندما كانوا يقولون بأن صورة واحدة خير من ألف كلمة ، في حين ترك قدماء المصريين رسومات عن الهالة في آثارهم . وقد وصفها الذين رأوها بأنها عبارة عن شكل دائم التغير ومختلفة الألوان ولها طبيعة موجبة رقيقة .
الدليل من القـرآن الكـريم:
أثبت القرآن الكريم أنَّ “هالة الرُّسُل” أقوى من ضَوْءِ الشمس، فا مُحمد صلى الله عليه وسلم لم يُرَ له ظلٌ وقع على الأرض قط، ونفهم ذلك من قوله تعالى: (يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا *وَدَاعِيًا إِلَى اللهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا)،
وعن كونه سراجًا مُنيرًا ما تناقلته كتب السِّيرة:
(أنه لم يقع ظله على الأرض ولا رُؤىَ له ظِلٌ في شمس ولا قمر).
يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ ِمنْهَا)،
كما أثبت أن النور حسي حقيقي، وليس نورًا معنويًا، وهو لا يفارق الرُّوح أبدًا في مراحلها كافة، قوله تعالى: (يَوْمَ لاَ يُخْزِي اللهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَاوَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)،
و في اعتقادي المتواضع الروح هى الهالة …؟؟؟
و لكن ما هو الدليل إن كانت الهالة هي الروح أم لا ؟؟؟
و حتي الآن ليس لدى دليل غير بعض خواطر و هي ….
كلنا نعرف جميعا أن الإشارات الكهربية التي تسري من الدماغ إلي باقي الجسد هي نوع من الطاقة …
لكننا لا نعرف كيف يفسرها الدماغ و يحولها لأوامر ينتج عنها استجابات لمثيرات او منبهات بعض النظر عن نوع و سرعة الاستجابة ….و لكن المخ الذي يحوي مليارات الخلايا العصبية و هي تستخدم ملايين المسارات الطاقة داخل الخلايا كيف تعمل جميعا في هذا الكم من التناغم.
السؤال هنا كيف تسري الإشارة الواحدة في الخلية الواحدة فيحولها العقل الباطن إلي برمجة أصلا ….أو كيف يستخلص النبات العناصر المفيدة من التربة إنها الروح….أو أمر تنفيذ التعليمات الإلهية ….
ففي رأيي ليس الإنسان وحده هو من يملك هالة فقط …لكن لكل المخلوقات طاقتها وهالتها و لكل فكرة طاقتها فالأفكار عندي كائنات حية مثلها مثل اى مخلوق فمنها النافع ومنها الضار وهي والفكرة لا تموت مثل الروح فالجسد هو من يموت والروح تصعد الي بارئها …..
وفي النهاية أعتقد ان الهالة هى ممكن للروح و الهالة و الروح هي نفخة الطاقة التي نفخها الله في الإنسان ليكون…. أو في الطين ليصبح إنساناً …
وتبقي الروح والهالة سر من أسرار الله وما اوتيت من العلم الا قليلا…
د.محمود التطاوى

طوبيا اكسبريس
اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى