متقاوحش فى سكة الغلط
كتبت عزة الجراح
القرود والنسانيس لما الصيادين بيجوا يصطادوهم من المناطق البريه .. مبيجروش وراهم بعصيان أو يضربوهم ببنادق مثلاً، لكن بيستخدموا طريقه عبيطه .. بيجيبوا ثمرة جوز الهند اللي هي قد الكوره تقريبًا، ويخرموها خُرم حجمُه يساع لدخول إيد القرد فيه وهي مفتوحه ، وخروجها منه بنفس الطريقه، ويقوموا حاطين جواه أي ثمره القرد بيحبها .. موزه مثلاً، فطبعًا اول ما يرموله جوزة الهند بيجري عليها ويبص فيها فيلاقي موزه فيمد إيده جوه الخُرم علشان يجيبها منه لكن وهو بيشدها إيده تتحشر ! .. لازم قبضة إيده تكون مفتوحه علشان تُخرج من جوزة الهند .. بس القرد عنيد ودماغه ناشفه مصمم إن إيده متخرجش غير بالفكهايه .. شويه بشويه الصيادين يقربوا عليه وبرغم إنه شافيهم برضه ماسك الثمره وبيقاوح بعِزم مافيه .. يابني سيبها وإجري وخيرها ف غيرها ! أبدًا .. إيده عماله تلُق جوه جوزة الهند ويخبطها ف الأرض .. لحد ما يهجموا عليه و يقفشوه ! بسبب غباوتُه و محاولاته الخيبانه اللي إتسببت في سجنه وتقييد حريته العُمر كُله ..
– الشيخ الشعراوي الله يرحمه بيقول : ربما تستدعيك الشجاعه أن تجبُن ساعه .. مفيش مشكله تنسحب وتاخد خطوه لورا ومستنفذش طاقتك وقوتك في سكه مسدوده .. حكاية القرد دي خلتني أتعلم إن الباب اللي يتسد في وشي قصد، عمري ما أخبط عليه ولو صُدفه .. معلقش نفسي بحبل دايب ومهري لحد ما أنكفي علي جدور رقبتي .. وعلشان كده ربنا خلق العوض لانك لما بتخسر الحلو بيعوضك فترجع تقول حلو إني خسرته ..
– لو شايفه إنه مبيهتمش وإنك آخر إختياراته إنسحبي ومتقاوحيش ..
– متعلق بهدف وكل الظروف والسكك متقفله رغم إنك عملت اللي عليك يبقي متضيعش وقتك رزقك ف حته تانيه ، متذاكرش كيمياء وإنت أصلاً هتمتحن أحياء !
.. ربنا يكفيك شر السعي في السكه الغلط، والسنده علي حيطه ورق .. إلغي قلبك اللي جابك ورا ده وحكم عقلك وسيبه يسوقك، واللي يقولك سلام قوله سلامات .. إعرف إنك مبتخسرش إنت بتتخسر .. متربطش نفسك بماضي يضيع عليك المُستقبل و يإسرك زي القرد..
– ومُش كل حاجه تعجبنا تبقي نفعانا .. ياما ناس بتشوف ملابس ع النت وتيجي تفصلها تلاقيها مش لايقه .. كأنها فصلت شوال !
– وإوعي تفتكر إن إنسحابك ضعف لكن معناه إنك صبرت علي حاجات مُش مناسبه ليك ومتستحقكش ، وماتنساش إن جيفارا قال : ما يذهب أدعه يذهب .. لا اريدُ شيئًا ملطخًا بالرجاء مهما كان فليكن ، حتى وإن كانت الحياة ..
.
