أخر الأخبار

غادة المصرى تكتب فوق جسور الضمان

 

بقلم :غاده المصري

تبني أغلب علاقاتنا الانسانيه علي أسس هامه وضياع أحد هذه الأسس يؤدي لهدم معظمها في حياتنا سواء كانت زواج… إرتباط.. صداقه ..زمالة ..عمل حتي علاقات الوالدين بأبنائهم، ومما لا خلاف عليه أن أهم هذه الأركان الحب والإحترام والوفاء والتقدير وأيضا التوازن والعدل، فما اطلبه لابد أن أقدمه حتي تتوازن العلاقات وتستمر الحياه دون ترسبات نفسيه تتراكم بمرور الوقت لتشكل جدارا يهدم ويكسر أسس هذه العلاقات ،كثيرا منا يفتقد العدل يطلب الحب ولا يقدمه والوفاء ولا يحرص عليه، فتجد البخل بكل أنواعه يظهر إلي سطح العلاقه ؛المعنوي والعاطفي فيتسلل رويدا رويدا لأساسها فيتولد الشعور بعدم التقدير وان أحد الأطراف يبذل كل جهده والآخر مجرد متلقي اعتاد تلقي العطاء الذي تحول بمرور الوقت إلي فرض لا يستدعي تقديم كلمه شكر أو عرفان أو جبر خاطر ، وكأن الكلمه الطيبه اصبحت لا معني لها وليس لها مكان! علي الرغم من انها سحر اي علاقه وتعويذه بقاءها واستمرارها ،وبالطبع يكون السبب الأساسي الكامن وراء كل ذلك هو “الضمان “!! مبدأ ضمان تسامح أحد ركني العلاقه الذي يعطي للطرف الآخر دائما الشعور بأن هذا الإنسان شيئا مضمون البقاء… هو موجود.. هو يحب ….هو طيب القلب ولن يتغير ولن يتركني مهما حدث، ويبدأ التغير وينقص العدل في العلاقه فالضمان بمرور الوقت يقتل لدي البعض الشغف والحرص وربما يمنحه بعض القسوة والإهمال وعدم المبالاة وتهدم العلاقه بكل ما فيها فوق جسر الضمان، والذي كان من المفترض أن يمنح طرفي العلاقه القوه علي الاستمرارية ولكن ليس مع الجميع نصل إلى هذه النتيجه، وللأسف الإنسان بطبيعته البشريه لديه جزء جبل علي التمرد وعدم الراحه والبحث الدائم عن الشيء الذي يفتقده وقليل منا من يعرف المصارحه مع الذات التي تمكنه من الوقوف امام مراه نفسه ليصارحها …ماذا اقدم ؟وماذا قدمت؟ لهذا الطرف الذي حولت عطاءه الي فرض لا يحمد ولا يثني عليه، فيشعر بمرور الوقت بالظلم والحسرة وكسرة القلب و أن عليه الرحيل مهما كلفه الأمر من عناء ، والطامه الكبري ان معظم هؤلاء المانحون دون حساب لمن حولهم حينما ينكسرون فوق جسر الضمان لا يستطعون العوده مهما حاول الطرف الاخر ،ومهما بذل وقدم الغالي والنفيس، فالقسوه والاهمال واللامبالاه بنبل مشاعرهم وطاقتهم علي العطاء تتحول الي رفض و إصرار منهم ورغبه في الابتعاد والنجاه بما تبقي من ارواح اصابها الوهن والتعب من علاقات لم تعرف العدل ولا التوازن علاقات أخذت من طاقه ارواحهم ما يكفي ،،
إذا منحتك الحياه يوما من يقدم ويعطي ويساند بلا حدود فلا تبخل ولا تتجبر ولا تقسو ولا تظلم ولا تنتقص من حقه وقدره ولا تضمن بقاءه، أمنحه ما يجعله يبقي لأنه إذا رحل لن يعود فما يكسر فوق جسر الضمان من الصعب أن يجبر ويعود كما كان !!خلى

طوبيا اكسبريس
اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى