رسالة إلى كل أنثى

بسمة حجازي
ترددتُ كثيراً قبل أن أكتب في هذا الموضوع، ولكن قد نفذ صبري وفاض عقلي. أرهقت من كم القصص التي أسمع وأقرأ عنها كل يوم، قصص أبطالها للأسف ليست من وحي الخيال وإنما تعيش بيننا، شباب وشابات بعمر الزهور، حين تراهم تتوقع أن لا شائبة تشوبهم، وإنما يعيشون أسعد أوقاتهم، ولكن جاءت صدمتي حين علمت أنهم مطلقون ومطلقات، يبلغ عددهم مليون حالة في مصر المصنفة رقم واحد عالمياً في حالات الطلاق حيث بلغت نسبتها ٤٠٪ في الخمسين عاماً الأخيرة.
هناك من تزوج فتاة لجمالها وحين يزول عنها هذا الجمال لأي سبب من الأسباب، يذهب ليبحث عن فريسة أخرى حتى يزول عنها رحيقها. وهكذا يدور في تلك الدائرة المغلقة من فريسة إلى أخرى حتى يقبض الله روحه ويرحم عالمنا من أمثاله.
هناك من يتزوج فتاة لمالها وحين يجردها من كل ما تملك، يلف شباكه على أخرى ليملأ جيوبه متناسياً يومًا لن يملك فيه إلا قماشة بيضاء بلا جيوب، محاطاً بأطنان من التراب.
هناك من تزوج ليشبع رغبات نفسه المريضة وحين يشبعها يترك من علقت روحها والمتبقي من حياتها به لتصارع حياتها وحيدة.
هناك من تزوج فقط لينجب كأنه تزوج جمادًا بلا إحساس ولا مشاعر، وحين لم ينل ما تمنى، يتركها كأن شيئاً لم يكن.
هناك من تزوج ليكمل صورته الاجتماعية يبحث عن أي فتاة من أسرة كريمة ليتزوجها وحين يصدم بأنه مسؤول عنها وعن بيت وأسرة يهرب كلص دنئ، سرق سنين عمرها وسعادة أولادها ظاناً أنه قد ظفر بسعادته.
هناك من تزوجه أمه لتفرح به ويترك لها زمام الأمور لترى الزوجة المنكوبة أنها متزوجة من طفل في عباءة رجل!
هناك من يبدأ زواجه بنصب حين يهادي العروس بشبكة وشقة مزيفة ظاناً أنها من علامات الذكاء وإنما ما هو إلا أغبى خلق الله ليستهين بذكاء من حوله.
تتزاحم القصص أكثر وأكثر على محاكم الأسرة يومًا بعد يوم، وتزيد الأسر والأطفال المشردة بين العائلات، يزيد أشباه الرجال، حتى أننا نستطيع كتابة ألوف المجلدات منها.
لا أقول إن كل المشكلات سببها الذكور وإنما للإناث دخل أيضاً في بعض الحالات ولكن بنسبة ٩٨٪ إلى ٢٪.
رسالة إلى كل أنثى:
لا تتزوجي إلا من ترضين خلقه ودينه، لا تتزوجي لتهربي من ما يطلقون عليها العنوسة، هذه الكلمة غير دارجة إلا في الدول المتخلفة، لا معنى لها ولا أساس وإنما هي من المفترض أن تطلق على من تزوجت بكائنات لا تمت للرجولة بصلة. فالرجل هو من يتحمل مسئولية قرارته، من يتحمل مسئولية أسرته، من يتحملك في مرضك قبل صحتك.
صورتك الاجتماعية أنت من يرسمها وليس المجتمع، ترسمينها بخلقك، بثقافتك، بطموحك، بعملك، بعائلتك، بصدقاتك.
خير لك أن تعيشي في كنف عائلتك على أن تعيشي في جحور الفئران.

طوبيا اكسبريس
اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى