الشريان التاجي وأسراره

بقلم دكتور محمود التطاوي جراح القلب وأستاذ مساعد جامعه كمبريدج

ومازلت ابحر فى عالم القلب الذى أؤمن انه هالة الروح ومكمنها …
الشريان التاجى…. او الوَتِينُ كما ذكره القرأن الكريم
يقول تعالى {ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ}
وتين. : هو صيغة مبالغة من “وَتَنَ–يَتِنُ” بمعنى كثير الجريان لا يقف ولا ينقطع عن العمل <<<<< ومن هنا نستنتج ان الوَتِينُ : هو الشِّريان الرئيسي[الشريان التاجي] الذي يغذِّي جسمَ الإِنسان بالدّم النقيِّ الخارج من القلب …
الشريان التاجى اهم شرايين الجسم ويعتقد كثيرا من الناس اعتقاد خاطئ ان هناك شريان تاجى واحد فقط ولكنها في الحقيقة عدة شرايين كما يُمكن تصنيفُ هذه الشرايين بأنها “نهاية الدورة الدموية”، حيث أنها تُمثل المصدرَ الوحيد لتغذيَة عضلة القلب بالدم، وبما أنه لا يُوجد الكثيرُ من الدم الزائد فبمجرّد انسداد هذه الشرايين يُصبح الوضع في غاية الخطورة.
يَتفاوت التشريح الدقيق لنظام امداد الدم لعضلة القلب والشرايين التاجية تفاوتاً كبيراً من شخص لآخر،
بشكل عام، هناك شريانان تاجيّان رئيسيّان، الأيمن والأيسر:
الشريان التاجي الأيمن.
الشريان التاجي الأيسر.
وهناك أيضاً الشريان التاجي الخلفي.

ولرؤية الشرايين التاجية والكشف عنها لابد من استخدام القسطرة القلبية, حيث نلجا نحن الأطباء إلى عملية قسطرة القلب؛ لأنها الحل الأمثل والأخير الذي يمكن الطبيب المعالج من رؤية الشرايين التاجية ومدى تأثرها ووضع أفضل استراتيجيات العلاج تبعاً للحالة, ولا تجرى القسطرة القلبية عادة إلا إذا كان لدى الطبيب شعور بأنها ستعطي معلومات إضافية مهمة في خطة علاج المريض, وكثيرا ما تسبق القسطرة فحوص قلبية أخرى متممة يطلق عليها اسم الفحوص اللاإجرائية بهدف تحديد الأرضية المرضية للمريض قبل الإقبال على القسطرة القلبية, وتشمل مثل هذه الاستقصاءات فحص القلب بفوق الأحداث أو ما يسمى الأشعة التلفزيونية واختبار جهد القلب, ورسم القلب المعروف طبيا بأسم تخطيط القلب الكهربائي, وقسطرة القلب فحص أساسي لتقرير إذا ما كان المريض في حاجة إلى توسيع الشرايين التاجية بالبالون أو الدعامة أو إلى عملية وصل لشرايين القلب, حيث إن القسطرة قد تستخدم لأغراض تشخيصية وعلاجية في الوقت نفسه ولاتحتاج عملية القسطرة الى تخدير كلي بل الى تخدير موضعي في منطقة اليد أو الفخذ, ويدخل الطبيب القسطرة وهى عبارة عن انبوب صغير من شريان في الذراع أو في أعلى الفخذ ومنه إلى الشريان الأبهر (الأورطي), ويدفع القسطار حتى يصل إلى الشريان الأبهر تحت المراقبة الشعاعية ثم يدخل في فوهة الشريانين التاجيين، حيث تحقن هناك مادة ظليلة (صبغة ملونة) تصور الشرايين ثم يدخل القسطرة إلى البطين الأيسر لتصوير هذا البطين, ولا تستغرق قسطرة الشرايين التاجية عادة أكثر من 20 دقيقة.

الشرايين التاجية هى التى تتحكم في ضغط الدم نتيجة لاحتوائها علي الادرينالين فالضغط كان ولا زال كما هو السبب الرئيسي في فشل توصيل الأكسجين نتيجة لقلة تدفق الدم إلى القلب الذي يعد في حاجة ماسة إلي المزيد منه يؤدي إلى اسكيميا الانسجة وهو حالة نقصان الأكسجين يتبعه الام شديدة في الصدر تعرف بالذبحة الصدرية. أما الاسكيميا الشديدة فتتسبب في توقف عضلة القلب بسبب نقص الأكسجين، وهى ما تسمى حالة احتشاء عضلة القلب وهو ما وضحه القرأن الكريم تفصيلا فى الاية الكريمة {ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ} اى قطعنا عنه امداد الشريان الرئيسي التاجى القلب بالدم فتتوقف عضلة القلب.. ثم الموت .

ولكن من علم محمد النبي الأمى الذى لا يقرأ ولا يكتب كل هذا ليتلوه منذ اكثر من 1441 سنة ؟ الاجابة ستجدها فى (وما ينطق عن الهوى) نعم انه الأمى الذى علم كل البشرية كلها …
فـ سبحان الذى انزل علي عبده الكتاب ولم يجعل له عوجاً..
دمتم بكل خير وصحة وعافية
د. محمود التطاوى