أخر الأخبار

توقعات تحركات الجنيه الاسترليني خلال عام 2020؟

 

لقد مضي عام من الصعود والهبوط بالنسبة للجنيه الإسترليني والذي يهيمن عليه إلى حد كبير العوامل السياسية والجيوسياسية، لقد طغى قلق المستثمرين على نتائج خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي إلى حد كبير على عوامل أخرى.

بدأ الجنيه الإسترليني الارتفاع بنسبة 0.8% مع بداية عام 2019، ولكن مع تجدد النقاشات حول خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، عاد الضغط على الجنيه الإسترليني حتي حصل على دفعة قوية عندما تم تعيين “بوريس جونسون” كرئيس وزراء للحكومة البريطانية خلفًا ل”تيريزا ماي”، وبحكم الأمر، تعرض الجنيه الإسترليني للتقلب تماشيًا مع التطورات السياسات والمفاوضات.

وأعطت التعليقات المتفائلة حول جدوى خروج بريطانيا من رئيس المفوضية الأوروبية “جان كلود يونكر” دفعة قوية للباوند في سبتمبر، وساعدت أخبار المحادثات المفصلة والبناءةبين “بوريس جونسون” ورئيس الوزراء الايرلندي “ليو فارادكار” الجنيه الإسترليني في الارتفاع،وبحلول تشرين الثاني/ نوفمبر قفز الجنيه بقوة مع تفاؤل السوق لإجراء انتخابات عامة وفوز حزب المحافظين الحاكم بأغلبية بما سيمرر صفقة البريكسيت.

هناك عوامل إضافية أثرت أيضًا على قيمة الجنيه الاسترليني في سوق تداول الفوركس ومنها الحذر من بنك إنجلترا والنتائج الاقتصادية المتعثرة، والتي نتجت جميعها من أزمة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

الآن وبعد أن أيد البرلمان مشروع قانون خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وبعد عدة أيام ستخرج بريطانيا رسميًا من الاتحاد الأوروبي، وستدخل المرحلة الانتقالية التي ستستمر نحو 11 شهر حيث ستظل المعاملات التجارية كما هي، ومن المفترض أن يتم التوصل إلى اتفاق تجاري شامل مع أوروبا.

ماذا بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي؟

الموافقة على صفقة البريكسيت ليست سوى الخطوة الأولى،فالفترة الانتقالية ستستمر حتى نهاية عام 2020، مما يعني أن الحكومة أمامها 11 شهرًا فقط للتفاوض على ترتيبات بديلة مع الاتحاد الأوروبي واتفاقيات تجارية جديدة مع دول أبعد.

من المحتمل أن تؤثر كل من الصفقات والشائعات المؤكدة على الجنيه الإسترليني بشكل عام، قد تعطي التطورات الإيجابية المتعلقة بالصفقات التجارية دفعة قوية للجنيه، ولكن أي إحساس بعدم إحراز تقدم قد يؤدي إلى مزيد من الضغط على الجنيه الاسترليني بسبب تداعيات الأعمال التجارية في المملكة المتحدة إذا مرت الصفقات التجارية الجديدة بأي معوقات.

على الرغم من أن هناك وقتًا للتفاوض على صفقات بديلة في 2020، إلا أن الشركات لا تزال تواجه احتمال انفصال بلا صفقة في نهاية العام إذا لم تكن الترتيبات مضمونة في الوقت المناسب، خاصة مع اصرار جونسون بعدم السماح لتمديد المرحلة الانتقالية.

العوامل التي تحدد مصير الجنيه الإسترليني

في عام 2019كان المستثمرون يركزون بشكل مفرط على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بحيث لا يولون الكثير من الاهتمام للإحصاءات الاقتصادية المحلية ، خاصةً لأنها تعكس إلى حد كبير المخاوف بشأن رحيل المملكة المتحدة عن الاتحاد الأوروبي ولم تضف أي شيء جديد،لكن في 2020قد يكون هناك تركيز أكبر على البيانات الاقتصادية مثل مؤشرات مديري المشتريات والناتج المحلي الإجمالي وثقة العمل.

سيبحث المستثمرين عن أي تحسن بعد عام حافل بالتحديات في 2019، ولكن 2020 قد لا يكون كل فيه شيء عاديًا، سيكون للتحسينات في الاقتصاد أيضًا تأثير على التضخم والأجور والعمالة ومجموعة من العوامل الاقتصادية الأخرى، وهذا بدوره سينعكس على سياسة بنك إنجلترا وأسعار الفائدة التي ستلقي بظلالها على الجنيه الإسترليني، ويتوقع المستثمرون بعض الحركة وتغيير الاتجاه بالنسبة لسياسات البنك النقدية بعد عام من انتظار عدم اليقين حول خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

من الصعب أن نقول على وجه اليقين ما الذي سيحدث بعد ذلك للجنيه الاسترليني لأن هناك العديد من العوامل المترابطة التي ستؤثر عليه، يمكن أن يستفيد الجنيه من قدر أكبر من اليقين بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ولكن فقط إذا تم التوصل إلى صفقات بديلة بحلول نهاية العام ومنحت الشركات الفرصة للنمو، يمكن للتقدم التجاري أيضًا تحسين ثقة الأعمال والاستثمار، لكن إذا تغير المشهد قد يغير أداء الجنيه في 2020.

طوبيا اكسبريس
اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى