دكتورة سمر ابراهيم تكتب ” كًن مختلفاً”
بنهاية عامِ مضى وبداية عامِ جديد يحل علينا ، ستجد أن هناك أُناس كثيرون يشتبهون بعضهم البعض ، ولكن لم يكن هذا هو المطلوب. بل العالم دائما يحتاج الى من هم على شاكلتك، مختلف ، متميز ،جاد ، متمرد على الاوضاع العادية ، ترغب ان تكون الاوحد فى هذا الكون من حيث خلقك ،وشخصيتك فتكون متميز وتترك بصمة فى من تقابلهم حتى لاينسوك . وهذا يكون كما قلت بخُلقك وسلوكك وتربيتك فأنت عنوان أهلك ، وهذا ليس بالشئ الصعب بل فى غاية البساطة. لان احترامك لذاتك وتقديرها يجلب لك احترام الاخرين . فإذا لم تحترمها فلن يحترمك احد. وهذا يعنى ان تكون قادر على تحمل مسؤلية ذاتك بالحفاظ على سمعتك، وكيانك. وان لاتلقى بنفسك فى المشكلات وتتعامل بحكمة وعقلانية وان تقف حريتك عند حدود الاخرين حتى لايستهزؤن بك .
وايضا كن على قدر واعى من الاحتواء لمن حولك ويَسِر لهم الامور قدر المستطاع ولكن فى حدود المستطاع ايضا.
و احذر من الغيرة فعدوك عدو كارك كما يقال ..فلا تفصح عن ما بداخلك تجاه العمل حتى لايقتبسها الاخرون ويضيع مجهودك .وايضا حتى تترك اعمالك تتحدث عنك فهناك من الناس من يحقدون عليك فيكسروا من عزيمتك حتى لاتنجز هذه الاعمال.
وايضا نحِي حياتك الشخصية جانبًا حتى لاتصبح مضغة فى أفواه الآخرين.
وكن دائم التعلم والتجدد وصاحب رؤيا، فالعلم لاينتهى . مهما تعلمت فأنت لم تنل الا القليل من هذا البحر وياحبذا لو لم تحدد مجال أوحد للتثقف ، بل كن متطلع على معظم العلوم وطور من نفسك فالثقافة عنوان التميز.
اهتم بنشاطك وحيويتك فمهما كان عمرك فلايقاس عمرك الا بحجم نشاطك وحيويتك. فحاول ان تخصص يوميا وقت تقضيه بعيدا عن العمل حتى تجدد نشاطك ، وتزداد ثقتك بنفسك وتشعر بالنضارة والصحة . فهذا افضل من ان تنهك نفسك فتصبح العجوز الشاب .
فأنت ايضا امامك فرصة كبيرة للتعلم والنهل من الدورات فى كافة المجالات وليس بالضرورة ان تكون فى مجال عملك فانت لاتعلم ماذا يخبئ لك القدر ؟ فمن الجائز ان تغير مجرى حياتك العملية على عكس ماكان مرتب لها.
فنحن طالما وهبنا الله الحياة فلابد ان نهبها العلم والمعرفة.
فمهما كان عمرك تعامل معه على انك وليد اليوم و لاتيأس، وثق بالله واستثمر وقتك بكل طاقتك، فالعمر يحسب بما نفعت به وطنك. فمادمت تجتهد فتأكد ان منح الله لا تنضب .
واخيرا احضر مفكرة صغيرة ودون بها ماتم انجازه وماتنوى ان تنجزه فى عامك الجديد حتى يأتى العام الذى يليه لتحصد هذا الانجاز.
واخيرا عام سعيد ، وكل عام وانتم بخير .
