أخر الأخبار

الخلاف في الرأي يفسد كل الود

 

بقلم: غاده المصري

نردد دائما مقولة “الخلاف في الرأي لا يفسد للود قضيه “…ربما كان ذلك منذ بضعة سنوات ليست ببعيده، اما الآن فيكفي أن تصرح برأي أو تكتب فكرا أو اعتقادا خاص بك لتجد من يخالفك الرأي_ كما من المفترض أن يحدث بكل اناقه فكر وذوق ولكن من يهاجم ومن يطعن ومن يسب ومن يقسم انك ستقتنع برأيه والا مصيرك سيكون التهديد بالبلوك !!…البلوك الذي أصبح سلاح التخلص السهل ممن يأتي برأي مخالف حتي وإن كان صديق أو قريب أو أخ !!هكذا أصبحنا أطلق عليها الكوميديا السوداء ، واتعجب إلى هذا الحد وصلنا! لا أتحدث عن أمر او حدث بعينه ولكن الاختلافات في الآراء الدينيه أو الفنيه أو الرياضيه أصبحت وللأسف الشديد تعدت أعلي درجات الانفعال والتعدي اللفظي والسباب الذي يصل إلي ذكر الأهل وكأنه أصبح شيء عادي تراه في أي صفحه ثقافيه أو أي منشور من أي نوع .

لا أدري هل من المفترض أن نتفق جميعا علي كل الآراء وكل الاعتقادات إذن لماذا خلقنا الله شعوبا وقبائل !!اختلف في الرأي وأبدى أسباب اختلافك بالأخلاق والذوق ،واعلم جيدا ان من يستخدم سلاح السب والشتائم هو شخص فارغ الفكر والعقل لا يؤمن بربه فالمؤمن الحق من يدع الخلق للخالق ومن يعلم أن هو وحده من يعز ومن يذل وهو مدبر الأمر …شيئ آخر أو ظاهره سيئة اخري طفت علي سطح مجتمعنا وهي التدخل في شؤون الآخرين وأيضا الوصول إلى توجيه الشتائم واللعنات من باب إكتمال الرؤية الضبابيه للأمور ،نرى ذلك كل يوم في خبر زواج شخصيه عامه أو فنيه ممن أكبر أو أصغر لا أدري ما يعني الآخرين في أن تتزوج شخصيه أي كانت عامه معروفه عاديه ممن أكبر أو أصغر او تنفصل أو …ما يفيد أن أنكر علي الناس شيء يقره الشرع ولا يضرني في شيء ولا يعنيني أيضا ويصل الحال إلى السباب والتنبأ والدعوات أيضا بفشل الحياه طالما تختلف مع رأي المتلقي الخاص والذي يفرضه علي الآخرين! ! …
ما يفيدك أو لا في من يتزوج أو ينفصل أو من تعود للفن أو من يلتزم أو لا .. دع الخلق لمن خلق هو يدبر أمر عباده ولينشغل كل منا بما يفيده ويفيد مجتمعه، لم يخلق التواصل الاجتماعي لتوجيه السباب والتعدي علي حريات الناس الشخصيه ولا إقتحام حياه الآخرين، لم يعطي الله الحق لأي إنسان أن يصبح وصيا علي الآخرين ،،الأمر تحول إلى شيء مزعج يفتقد كل ذوق وتحضر وأخلاق ودين أيضا .

نحتاج إلى إعادة نشر الأخلاق إلى اعاده تربية سلوكياتنا نحن قبل أبنائنا ….ماذا يفعل ابنك وهو يراك تسب زميلك او شقيقك او أي إنسان حتي عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وتطعن في أخلاقه ودينه وانتمائه لأنه اختلف معك فكريا !هل سيكون أفضل حال منك ..ثم نعيب علي جيل يفتقد الذوق والاخلاق ويلجأ إلي استخدام قاموس الفاظ غريب ونحن نجلس أمام التلفاز نري افلام الأبيض والأسود و نعيب هذا الجيل الذي يفتقد الأدب والذوق !!

فاقد الشيء نادرا ما يعطيه فليقف كل منا أمام مرآة نفسه وليصارحها ويكاشفها ويطلب منها أن تترك ما لله لله وما لقيصر لقيصر ،ولندعو الله بالرحمه لنا فنحن نحتاجها بشده إحياء قبل أن نكون أموات علي قيد الحياه !!.

طوبيا اكسبريس
اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى