شراع قلب

قصة //منى فتحى حامد

فى ذات يوم ، كان بحار جالساً بقاربه علي شاطئ الأحلام ، شارد الذهن ، مطلقاً للعنان بالسكينة و بالخيال …
مترنحا” بأفكاره بين تلك و ذاك .. فجأة رأي من بعيدٍ إمرأة تؤسر الروح لما فوق السحاب ، تملكت من فؤاده بابتسامتها الصافية ، لكنها
تجلس بمفردِها مرافقةً للوحدة
تحتسي من فنجانها القهوة …
أحس البحار بنبضاته منجذبة لها ، ثم اتجه بشراع قاربه و مجدافه للوصول إلى مكان رسوَها ، فإستأذن منها الدخول فوافقت و سرى الحوار يدور بينهما ..
خطوة بخطوة إنجذب إليها ، قص و رَوَى ، أنه ما شعر بدنياه بفرحة ، مَسَت مشاعره من قبل ، على الرغم من مكانته الراقية فى الحياة ، و
ارتباطه بأسره مكونه من أبناء و زوجة ، لكنه لن يرى أو يستنشق منهم ما يَسُر أيامه ، للأسف الكل مشغولاً بأوقاته ، ما من أحدٍ شاعراً بِعُمرِه ، ما له رفيقاً سوى الوحدة… لذلك إتخذَ جانبا” منفردا”، يا لها من حياة قاسية ، صعبه ،كلها أحزان و آلام و غُربة ، قلباً وحيداً لن تسكنه البسمة …
فنظرت المرأة لعيّنيّه ، و شعرت بآلامه المريرة ، فلمست بكائه ، و
إقتربت منه ، فمَحَت دمعاته بأناملها،
فإبتسم و أحس بالفرحة و البهجة ،
فَعانقها بذراعيه لِصدرِه و شريانه ،
ثم طلب منها أن تعطر حياته بمحبتها ، و لن تتركه أو تبتعد عنه ،
ففرحت الفتاة و غادرت معه ، إلى جنات تجمع بينهما ، تملؤها السعادة و الموده ، و تغمرها المحبة ،فقد كان
عشقاً بإنتظاره طال غيابه والآن تحقق و ناله و أتاه بالصدفة و فجأة
، مع أميرة النسيم بِقلبه …

طوبيا اكسبريس
اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى