‏”سوهاج تمساح النيل “‏ حلقة (2)‏ سلسلة مقالات صحفية تكتبها: أ.د. هالة نوفل

‏ “سوهاج تمساح النيل” هو الاسم الذي أطلقه معالي الوزير الدكتور”أيمن عبد المنعم” محافظ ‏سوهاج على الخطة الإستراتيجية التي وضعتها المحافظة للتنمية المستدامة ومتطلباتها وآفاقها ‏المستقبلية 2015/2020 وذلك نظرا للطفرة الاقتصادية التي تشهدها المحافظة خلال الخمس سنوات ‏القادمة والتي سترفع مساهمة سوهاج من الناتج الإجمالي المحلي من 34.7 مليار جنيه إلي 75 مليار ‏جنيه بزيادة قدرها حوالي 30.3 مليار جنيه عما هو الآن . وذلك لإمكانية‎ ‎تغيير‎ ‎هيكلها‎ ‎الاقتصادي ‏للمحافظة‎ ‎بشكل‎ ‎جذري‎ ‎ليتحول‎ ‎من اقتصاد‎ ‎زراعي‎ ‎إلى‎ ‎اقتصاد‎ ‎صناعي خدمي‎ ‎تلعب‎ ‎السياحة‎ ‎والصناعة ‏فيه‎ ‎دور‎ ‎هام.‏‎ ‎
‏ وتستند‎ ‎رؤية‎ ‎التنمية المستدامة‎ ‎في‎ ‎إستراتيجية “سوهاج تمساح النيل 2015/2020 ” على‎ ‎عدد من ‏المحاور والمقومات‎ ‎منها توجه‎ ‎الدولة‎ ‎المصرية‎ ‎والقيادة‎ ‎السياسية‎ ‎لتنمية‎ ‎إقليم‎ ‎الصعيد وتصنيفه‎ ‎من‎ ‎الأقاليم‎ ‎ذات‎ ‎الأولوية‎ ‎في‎ ‎أجندة‎ ‎التنمية للدولة‎ ‎المصرية، كما تتسم‎ ‎البنية‎ ‎الأساسية‎ ‎بمحافظة سوهاج‎ ‎بكونها حديثة‎ ‎نسبياً‎ ‎ولذلك فالمشروعات فيها‎ ‎ستكون‎ ‎قاعدة انطلاق‎ ‎لعملية‎ ‎التنمية‎ ‎المستدامة‎ ‎مثل مشروع‎ ‎مطار‎ ‎سوهاج الدولي‎ ‎وطريق‎ ‎الصعيد‎-‎البحر‎ ‎الأحمر، ووجود‎ 4 ‎مناطق‎ ‎صناعية‎ ‎بالمحافظة بالإضافة ‏لمنطقة صناعات ثقيلة، كما تشتهر سوهاج بالعديد من الحرف اليدوية‎ ‎التي يمكن‎ ‎تحويلها إلى‎ ‎صناعات ‏وقد‎ ‎تم‎ ‎البدء‎ ‎فعليا‎ ‎فى تحويل مجموعة من‎ ‎ورش‎ ‎النجارة‎ ‎بطهطا‎ ‎وجرجا‎ ‎إلى مجمع صناعة‎ ‎أثاث‎ ‎تنافسية‎ ‎بالمنطقة‎ ‎وجارى‎ ‎إنشاء‎ ‎مشروعات‎ ‎البنية‎ ‎التحتية له.‏
‏ كما تعد المقومات‎ ‎الأثرية‎ ‎والأماكن‎ ‎التاريخية‎ ‎التي تضمها‎ ‎محافظة‎ ‎سوهاج من الآثار الهامة على مدى ‏عصور تاريخية متعددة مما يجعلها‎ ‎أحد‎ ‎أهم‎ ‎المقاصد‎ ‎السياحية في‎ ‎مصر،‎ ‎حيث‎ ‎تتواجد فيها‎ ‎الأماكن‎ ‎الأثرية‎ ‎في‎ ‎كافة العصور‎ ‎من‎ ‎الإغريقية‎ ‎والرومانية‎ ‎والفرعونية والمسيحية‎ ‎والإسلامية،‎ ‎وتضم‎ ‎سوهاج‎ ‎عرابة ‏أبيدوس‎ ‎التي‎ ‎بها‎ ‎أهم‎ ‎معبد‎ ‎في‎ ‎مصر،‎ ‎كما‎ ‎أن بها الكشف‎ ‎الأثري‎ ‎لمعبد‎ ‎رمسيس‎ ‎الثاني‎ ‎بأخميم الذي‎ ‎يمكن‎ ‎أن‎ ‎يكون‎ ‎الحدث‎ ‎الأثري‎ ‎الأهم‎ ‎على مستوى‎ ‎العالم‎ ‎في‎ ‎القرن‎ ‎الواحد‎ ‎والعشرون.‏‎ ‎وكذلك المقومات‎ ‎التعدينية‎ ‎بالجبل‎ ‎الغربي‎ ‎وبالجبل‎ ‎الشرقي والتي‎ ‎يمكن‎ ‎بالتزامن‎ ‎مع‎ ‎تنفيذ‎ ‎مشروع‎ ‎المثلث‎ ‎الذهبي واكتمال‎ ‎مشروعات‎ ‎الطرق‎ ‎في‎ ‎هذه‎ ‎المنطقة‎ ‎أن‎ ‎تؤدي إلى‎ ‎نقلة‎ ‎نوعية‎ ‎في‎ ‎الأنشطة‎ ‎التعدينية‎ ‎للمحافظة. ‏
‏ كما تعرض‎ ‎المحافظة‎ ‎عدداً من‎ ‎الفرص‎ ‎الاستثمارية وخاصة للمستثمرين من أبناء سوهاج العاملين ‏في الخارج منها مشروع التربية‎ ‎الداجنة، ومصنع‎ ‎الأدوية‎ ‎ومستحضرات‎ ‎التجميل‎ ‎وآخر للمنتجات‎ ‎الجلدية، ‏وثالث‎ ‎لتجفيف‎ ‎البصل‎ ‎والحاصلات‎ ‎الزراعية، ومجز آلي، ومصنع‎ ‎لإنتاج‎ ‎الكابلات‎ ‎النحاسية، ومشروع‎ ‎ترفيهي‎ ‎وسياحي‎ ‎على‎ ‎جريرة‎ ‎قرمان وإقامة‎ ‎منتجع‎ ‎سياحي‎ ‎بوادي‎ ‎بئر‎ ‎العين‎ ‎بأخميم، وإنشاء‎ ‎فندق‎ ‎سياحي‎ ‎بجوار‎ ‎الإستاد‎ ‎الرياضي ومجمع‎ ‎تجاري‎ ‎وخدمي‎ ‎بموقع‎ ‎سينما‎ ‎أوبرا، بالإضافة إلى مشروعات ‏‎ ‎سكنية‎ ‎وترفيهية‎ ‎على‎ ‎طريق‎ ‎سوهاج‎-‎البحر‎ ‎الأحمر، و‎ ‎إنشاء‎ ‎منطقة‎ ‎صوامع‎ ‎لتخزين‎ ‎الغلال‎ ‎بالمنطقة‎ ‎الصناعية‎ ‎بالأحايوة‎ ‎شرق، وإقامة‎ ‎مرسى‎ ‎سياحي‎ ‎على‎ ‎كورنيش‎ ‎النيل‎ ‎بأخميم، ومشروع‎ ‎ترفيهي‎ ‎على‎ ‎مساحة‎ 27 ‎فدان‎ ‎بهضبة‎ ‎الكوثر، ‏‎ ‎و بإلإنتهاء‎ ‎من‎ ‎تلك‎ ‎المشروعات‎ ‎يمكن‎ ‎أن‎ ‎يصل‎ ‎الناتج‎ ‎المحلى‎ ‎لمحافظة‎ ‎سوهاج‎ ‎إلى‎ ‎‎75 ‎مليار‎ ‎جنيه‎ ‎سنوياً، ‏
‏ كل‎ ‎هذه‎ ‎المشروعات‎ ‎وضعت‎ ‎سوهاج‎ ‎على‎ ‎خريطة‎ ‎الصناعة‎ ‎في‎ ‎مصر، والتي‎ ‎سوف‎ ‎تؤدي‎ ‎إلى‎ ‎نقلة‎ ‎نوعية‎ ‎في الاقتصاد‎ ‎السوهاجي‎ ‎وتحقيق‎ ‎رؤية‎ ‎الجهاز‎ ‎حيث‎ ‎مع‎ ‎استكمال مشروع‎ ‎مجمع‎ ‎الأثاث‎ ‎واستكمال‎ ‎مشروع‎ ‎مصنع‎ ‎الاسمنت‎ ‎ومصنع‎ ‎السيراميك‎ ‎سوف‎ ‎يتضاعف‎ ‎الإنتاج الصناعي‎ ‎بالمحافظة وبالتالي‎ ‎يمكننا‎ ‎القول‎ ‎بأن‎ ‎‎” ‎سوهاج‎ ‎تمساح‎ ‎النيل‎” ‎أصبحت‎ ‎مقولة‎ ‎قابلة‎ ‎للتحقيق.‏
‏ أن الرغبة في تحقيق التنمية و الأهداف والتخطيط لها لن يكون ذي تأثير واقعي فعال دون وجود ‏القيادة الواعية الرشيدة التي توفر الإرادة السياسية العليا والتي تعطى المثل الأعلى والقدوة لتقود الناس ‏لتحقيق الأهداف على أرض الواقع ولا تكتفي فقط بالشعارات، ويساند ذلك تنافس دولي متزايد لجذب ‏الاستثمارات والترويج لها وفق خطط تنموية شاملة ووجود نظام إداري وتنفيذي ورقابي جيد يكون شفافاً ‏وعادلا ويواجه الفساد ويضع القوانين الكفيلة لتحقيق ذلك.‏

طوبيا اكسبريس
اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى