“كيف تغيرت تركيا ” بقلم : جيهان جبر

خلال العقد الماضى كانت تركيا دولة يحتذى بها فى نظر الغرب ..دولة اسلامية..نظام معتدل ..اقتصاد يضخ بالحيوية .والاهم عضو فى حلف شمال الآطلسى ..أى أنها دولة مثالية جداٌ وسط جيرانها الغارقين بلآزمات النفطية وتوابع الربيع العربى ..آما الآن فلنرى الصورة بعدسة الزوووم ..
بعد عرض فيلم الآنقلاب الفاشل و جنون اردوغان فى الآنتقام المثير للشك وحملة أعتقالات بمئات الآلاف اصيب الاقتصاد التركى بالفشل تركيا الآن تحتاج الى 35 مليار يورولسداد العجز بميزان المدفوعات .و155 مليار يورو سداد ديون خارجية مبلغ لا يستهان به فى بلد اصبحت بؤرة للعمليات الآرهابية 35 أنفجار فى سنة واحدة .
تناقض رهيب بين مصطفى كمال أتاتورك ورجب اردوغان ولكن كلاٌ من الرجلين دخلا تاريخ تركيا الحديث ولهما تاثير فى الحياة التركية الآول من قبره والثانى من قصره ..أتاتورك قائد عسكرى تحول الى بطل قومى بعد انتصار تركيا فى الحرب العالمية الآولى وأنهيار الحكم العثمانى ولكنه تحول الى طاغية استبدل الحرف العربى بالحرف اللاتينى وأبادالملايين من الآرمن ومنع ارتداء العمامة الاسلامية الطربوش وأزال الاضرحة والتكايا المنتشرة بأنحاء تركيا وحكم تركيا بقبضة من حديد.
اردوغان الابن الروحى لنجم الدين آربكان لكنه أحرق أصابعه العشر فى الآزمة السورية وتآمر على بلد الياسمين وتحالف مع قطر والسعودية للآنتقام من بشار الاسد وتفكيك الجيش العربى السورى شريكنا بحرب أكتوبر وقتل الشعب السورى .ثم جاءعزل مرسى وتحالفه المشبوه مع الاخوان واشارة رابعة التى يتباهى بها لتعصف هى الآخرى بما تبقى من أردوغان .
الشعب التركى الآن محشور بين شموليتين الآولى آتاتوركية والثانية آردوغانية لكن العالم من حوله يكره ويحتقر اردوغان …
آى آردغان هذا الذى تتعامل معه أنظمة العالم ؟
آى أحترام لهذا المدعى وتقلباته وصراعاته التى لا تنتهى أبداٌ ؟
آى مكان لهذا الفاشل محلياٌ ودولياٌ ؟
أردوغان كان مختالاُ فخوراٌ بحرق ودك حلب الشهباء وسط صيحات وتكبيرات وعزف الاناشيد الحربية العثمانية التى تذكرنا بمعركة مرج دابق .
ولكن دولة الظلم ساعة ودولة الظالم الى قيام الساعة .