أصحاب اللحى والعمائم السوداء

بقلم : جيهان جبر
نحن معشر البشر جئنا من طين لازب يخرج من بين الصلب والترائب .نفس الطينة . نفس النفخة التى منها الغث والثمين . الطيب والخبيث . والحب والحرب . وومع هذا نرفض الآخر والمفروض والواقع بتحدى سافر لقوانين الطبيعة .
لكن ثمة قاسم مشترك بيننا مهما اختلفت ألواننا انه مهما واجهتنا الحياة من خطوب ومنايا لا نقول الا الحمد لله..مهما ضاقت بنا سبل العيش واستحكمت الحلقات لا نقول الا ما يرضى رب العالمين .مهما صادفتنا العثرات والنكبات والمحن نقول الحمد لله الذى عافانا مما ابتلى به غيرنا ..فالمحن هى الوجه القاسى للحياة . هى سلاح له أكثر من حد . سلاح موجع حد الموت ..المحن تغربل لك كل من حولك وكفيلة بسقوط الاقنعة فمنها تتعرف على من يعينك عليها ومن يهيل عليك التراب ويزيد الطين بله
فى الشدائد والمحن تعرف عدوك من حبيبك .. فى المحن تدرك تماما ان القدر ليس عدو لك وليس صديق . انه دائما الطرف المحايد وأحيانا المتهم الئيسى وراء كل لحظة ألم ..
فدائماٌ نلقى باوجاعنا وآلامنا وعثراتنا على القدر ذلك المتهم القابع فى الجانب المظلم من الحياة يترقب أنفاسنا وزلاتنا وعثراتنا .
دائما القدر يضع لنا العراقيل ويبنى لنا الاسوار ويحول دون أن نحظى بتلك السعادة المنشودة .
دائماٌ القدر هو ذاك المقامر الذى يجلس على الجانب الآخر من الطاولة ويمسك بالورق الرابح ويتركنا نسقط بآتون الخوف والرعب .
وندخل بدائرة الجدل العقيم… وتدور بنا رحى التأرجح بين الشك واليقين .. من المسئول عن كل لحظة الم أو دمعة فراق ؟؟ أنت آم الآقدار..من الجانى ؟؟ من الآثم ونسقط رويداٌ رويداُ فى براثن الشك وبين القيل والقال..
وعندما تخور قوانا وتضيق بنا الدنيا بمارحبت ونظن آلا ملجأ من الله الا اليه نلجأ الى أصحاب اللحى والعمائم البيضاء والسوداء ونتناسى أننا المخطئون . المذنبون . المقصرون .وأننا أول من يطبخ السم وأول من يأكله . وتتوه منا وبنا الخطاوى والدروب كمن يتسكع بين وادى التيه وحائط المبكى

طوبيا اكسبريس
اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى