الحب واشياء اخرى بقلم / احمد عاطف

بكل المقاييس إن التوافق والإنسجام العاطفى بين الأزواج يعد من اهم الشروط الواجب توافرها على الدوام لضمان إستقرار هذا الرباط المقدس بينهم ، ولكى يحدث ذلك لا بد ان يحتوى كل طرف لنصفة الآخر بإصرار وتضحية .
والإحتواء هنا يجب ان يكون بمعناة الشامل ، بمعنى ان لا يستند كل طرف على تلبية الطلبات المشتركة المنافع مع شريك حياتة ويلبيها على الفور وفقط ، دون النظر لقضاء حاجيات احادية المنفعة تخص شريك الدرب ، وهذا خطأ شائع وخطير يحدث بقصد او بغير قصد ، فقد يدفعنا الإحتياج بشكل فطرى على السعى المخلص لقضاء حوائجنا ، حتى وإن اشتركت اهتماماتنا مع آخرين سيحققون نفس الفائدة ،غالبا ما نمضى فى طريقنا ، ليس من أجل الآخرين فى الأساس ولكن من اجل دوافعنا الشخصية .
على سبيل المثال لا الحصر ، وهنا نرصد عادة ، عندما تكون واقفا تتحدث إلى صديق فى الشارع ، وفجأة تجبرك عادتك وإدمانك للتدخين بشراهه إلى إخراج علبة سجائرك من جيبك ، لتجد نفسك مضطرا لأن تعطى صديقك سيجارة اولا ثم تأخذ انت أخرى ، فى الحقيقة وبالرغم من انك انت شخصيا على يقين لا يقبل الشك ، بأنك لست هذا الشخص الكريم الذى يعطى بلا مقابل ، ولكن ما دفعك على مضض لتحية صديقك بسيجارة هو إلحاح العادة وليس إلحاح صفة العطاء المتجذرة فيك بعمق .
احيانا تضطر الزوجة إلى الإستسهال عند إختيار نوع معين من الطعام لتطهوة ، بدلا من آخر زوجها يحبة ، علما بأنها وفى حالة العجلة وتراكم الأعمال ، إذا خيرتة بين صنفين احدهما يحبة ولا يأخذ منها وقتا كثيرا ، والآخر سريع التحضير ولكن يأتى فى مرتبة متأخرة بقائمة إختيارة ، يكون واقعة أفضل نفسيا على الزوج ، والخطأ كل الخطأ ان تظن الزوجة بإن بعض العادات الإجتماعية التى تعتمد على اللامبالاة وحتى مع صغر حجمها ، ولكنها تترك ندبات متكاثرة ومع الوقت تصبح رواسب مدمرة ، فقط بقليل من الفن فى التعامل ستصبحين ترياق الحياة بالنسبة لزوجك الحبيب .
من جهه اخرى توجد الشريكة الوفية والزوجة المخلصة الأبية ، فطيلة العام وكل عام ، هى بطلة من فولاذ ، مطلوب منها ان تلبى حاجيات يومية مثل الطهو وتنظيف ملابس وأوانى ورعاية الأبناء ومتابعة تطوراتهم الذهنية والجسمانية فى وجود وغياب الزوج ، والذهاب للعمل إن كانت عاملة ، وكذلك تحقيق رضا زوجها عنها كما أمرتها الأديان والأعراف ،، ألا ترى ايها الزوج ان من حقها كلمة طيبة ومكافأة بسيطة قد تأتى لها بصفة خاصة ولا تكلفك كثيرا ، او خروجة عائلية للترويح عن تلك النفس المخلصة والروح الطاهرة التى وهبتك كل ما رزقت بة من اجل تحقيق السعادة التى تنشدها وتدفعك للمواصلة ومجابهة الصعباب .
اخيرا ، فالحياة الزوجية ليست تلك القصة النمطية التى نعرفها بين كل أثنين من الأزواج يحبون بعضهم بعضا ، وفى نفس الوقت يتقاعس كل منهم عن تقديم تضحيات وعطاءات تصب فى مصلحة الطرف الآخر قبل الطرف الدافع والعاطى ، فبالحب وأشياء أخرى ، تكون السعادة وتدوم العشرة .
دمتم موفقين …

طوبيا اكسبريس
اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى