القاتل الصامت … بقلم :احمد عاطف

يعد فصل الشتاء من الفصول المفضلة لدي البعض وبصفة خاصة أولئك الذين يعشقون المكوث فترات طويلة بمنازلهم ، عكس آخرين يكرهونة لتسببة في تقوقعهم الإجباري علي خلاف طبيعتهم المنطلقة ، وذلك بسبب سقوط الأمطار وبرودة الجو .
والملاحظ في فصل الشتاء تحديدا انة يقود شريحة معينة من البشر لما يسمي بالإكتئاب الموسمي ، وهو نوع من أنواع الإكتئاب يصيب النساء أكثر من الرجال في الفترة ما بين الخريف والشتاء ويمتد حتي يناير .
هذا النوع من الاكتئاب ربما يكون عابرا بحكم طلتة الموسمية ، ولكنة قد يترك بصمة في نفوس مرضاة لا يمحوها الزمن ، فحتي وإن لم تكن تلك البصمة ذو طابع مرضي يجب علاجة ، ولكن في الروابط الأسرية طويلة الأمد كالعلاقات الإجتماعية بين الأزواج والتي تتميز بحميمية نفسية من نوع خاص ، لا بد من الإنتباه الذاتي لهذا القاتل الصامت والغير واضح الأثر ، فهو متقوقع معظم أوقات السنة ولكنة ينشط في نفس التوقيت من كل عام ليدمر تلك الروابط القوية بين الأزواج ، إن لم ينتبهوا لمحاولة ولوجة بينهم .
في الحقيقة ، إن هذا النوع من الفيروسات النفسية الخبيثة ( الإكتئاب الموسمي ) يعبر ويتجول داخل بعض النفوس البشرية لأسباب مختلفة معظمها ليس لصاحبها دخلا فيها ، كالتغيرات الهرمونية فترة الشباب وخصوصا لدي الفتيات وما يصاحبها احيانا من بعض الخلل اللاإرادي في الدوافع وردود الأفعال النفسعصبية ، وأيضا لأسباب وراثية تستنسخ نفسها من جيل لآخر.
اري من وجهة نظري ان هذا النوع من الإكتئاب المدمر يجب ان يتم تثقيف الأزواج وبصفة خاصة الجدد او المقبلين علية بكيفية مجابهتة ودحضة في مهدة .
فمثلا وبما ان الزوج هو اقل عرضة لهذا النوع من الإكتئاب علية ان يكون يقظا مثقفا وفطنا ، عندما يشعر بتغيرات ميزاجية ونفسية تصدر بردود أفعال غير إعتيادية من زوجتة وبصفة خاصة في اوقات بعينها من العام ، وإذا اكتشف ذلك يجب ان يكون هادئ الطباع ، ولكن ليس باردا مملا ، لأن ذلك قد يأتي بردود افعال عكسية ، حيث ان شعور الزوجة بالكبت والضيق اللاإرادي من التغيرات الجوية من حولها والتي قد تدفعها لقلة الحديث والإنطواء النسبي والمبالغة في الغضب ، من الضروري ان يقابل ذلك بتوازن إنفعالي ، كالتأكيد علي الأجواء الكئيبة التي دفعتها لردة فعلها وهو احتواء نفسي مؤقت ليس بدافع تأصيل اندفاعها كعادة ، قدر ما هو تصميم علي عدم تمرير الإحساس بالجنون والخلل لديها ، ثم علي الزوج ايضا ان يؤكد لها أنه يشعر بالملل هو الآخر ويريد ان يخرج معها إلي اي مكان ، ويسألها ان تساعدة في إقتراح وجهتهم بعيدا عن المنزل .
الملفت للإنتباه ان شعور الطرف المعافي بالإحباط من الطرف المصاب بالإكتئاب ، يعد أحد اهم اسباب تحول العلاقة للفتور وفقدان الثقة المتبادلة بين الأزواج ، والتي قد يقود العلاقة إلي التفكك والإنهيار السريع ، بسبب قلة الوعي بطبيعة كل طرف للآخر تارة والأنانية والجمود تارة أخري.

طوبيا اكسبريس
اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى