خطيئة السيسى أنه جاء ليصلح ما أفسده غيره طوال 35 عاما.. والـ5 سنوات الأخيرة تحديدا

بسمة حجازي
عندما تجنح إلى الحق، وإعلاء شأن الحقيقة، توقع تلقيك طعنات السكاكين من الكارهين لها، للإجهاز عليك، وتشويه صورتك، واغتيال سمعتك، سواء كانت الحقيقة تعرى الثورجية، أو الحكومة.
فى كل الأحوال ستتعرض للهجوم، لكن تعرضك للهجوم التتارى، سيكون أكثر فجاجة وسفالة وانحطاط عندما تقترب من شعارات وأفعال ثوار 25 يناير الأطهار، وفى القلب منهم اتخاد ملاك الثورة وجماعة الإخوان الإرهابية، رفقاء الميدان يوم 28 يناير 2011 «جمعة الغضب».
وفى إطار نهج الحق، وإعلاء شأن الحقيقة، تعالوا نناقش للمرة الألف، حالة مصر بعد 25 يناير 2011، وماذا جلب الضعف الشديد فى قدرات الذين تصدروا المشهد، فكريا ومهنيا وسياسيا، يوازيها، طموح شرس لاقتناص السلطة بعد إزاحة مبارك، تحت لواء الشعارات الزائفة، والشائعات والأكاذيب الفجة، ووعود وهمية تتماس بقوة مع السراب عن المستقبل الباهر لمصر الثورة، والجنة الموعودة للمصريين. تعالوا نعترف أولا، ونشخص حالة الوضع السيئ الذى وصلت له مصر، تشخيصا طبيا علميا، دون مشاعر، أو إخفاء حقيقة واحدة.
أولا، مع صدق نوايا من خرج فى 25 يناير فى البحث عن حياة أفضل، وأملا فى التغيير، بعدما تسلل العنكبوت فى كل أركان مصر، وهو إنذار خطير يعطيك مؤشرا عن مصر فى أى طريق تسير فيه، وكان واضحا أنه طريق انهيار الطموح، ورفس الإبداع والابتكار والتطور بكل عنف، لكن المشتاقين للسلطة، من نخب فاسدة وجماعات متطرفة وحركات فوضوية، اختطفوا آمال الأنقياء الشرفاء الحالمين بمستقبل رائع لبلادهم، وكونوا اتحاد ملاك الثورة، دمروا البلاد، ونكلوا بالعباد أيما تنكيل، تأسيسا على ما سبق، لعبت ثورة يناير بمزاياها ومساوئها الدور الأبرز فى دفع مصر فى مستنقع الكوارث الاقتصادية والسياسية، والأمنية، قاد الثورجية سلسلة من المظاهرات والاعتصامات التى أوقفت حَال البلد، ودمرت قطاع السياحة المحورى.. الثورجية، دشنوا للفوضى والمولوتوف فى محمد محمود ومجلس الوزراء والعباسية وتأثيراتها الخطيرة على وضع مصر، بما لا تتحمله أمريكا نفسها.. الثورجية قرروا اختيار عصام شرف رئيسا للحكومة، ونصبوه رئيسا للوزراء من ميدان التحرير فى مشهد أقرب إلى الكوميديا السوداء، وكانت بداية انهيار الدولة، فالرجل كان يستجيب لأى مطالب فئوية لإرضاء الناس وهو يعلم أن الخزائن خاوية، وفى حالة إنهيار.
الثورجية، روجوا لعقيدة أن جماعة الإخوان، جماعة نورانية ربانية، ويجب على الشعب اختيارهم فى مجلسى الشعب والشورى، ورأينا لأول مرة، برلمان مصر، من أبطال مشاهد «قندهار»، وخريجى سجن العقرب، وأول تدشين لهم رفع المرتبات لما يقرب من 8 ملايين موظف، دون النظر إلى 82 مليون مصرى فارتفعت ميزانية المرتبات من 90 مليارا قبل الثورة، إلى 170 مليار فى 2013، دون أى زيادة فى الموارد.. الثورجية ساندوا الاضرابات والاعتصامات الفئوية، وترك العمل والإنتاج، وإغلاق المصانع.
الثورجية ساهموا وساعدوا بكل قوة فى اختيار محمد مرسى العياط، ليقود البلاد، تحت شعارات عقيمة، مثل اعصر ليمونة واختار مرسى، وبمجرد توليه الحكم، وجدنا سد النهضة، والخراب من انهيار الاحتياطى النقدى، ومصيبة انقطاع الكهرباء، واختفاء البنزين والسولار، واختفاء أنابيب البوتاجاز، وتفاقم أزمة رغيف العيش، وانهيار أمنى غير مسبوق، وزرع البلاد بالإرهاب.. الثورجية دعموا اعتصام رابعة وحرق المنشآت العامة ودور العبادة، وسلب الممتلكات الخاصة، وقدرت خسائر الاعتصام بأكثر من 300 مليون فى 40 يوما فقط.
أما السيسى، فالرجل جاء لمواجهة كل هذه المصائب، وغيرها من التى لا تعد ولا تحصى، ويصلح ما أفسده غيره طوال 35 عاما بشكل عام، والسنوات الخمس الأخيرة بشكل خاص، واستطاع تحقيق المعجزات فى عامين، وبجرأة وجسارة يحسد عليها، فتح كل الملفات الصعبة، واستطاع تسديد فواتير كل الذين ارتكبوا خطايا فى حق مصر، للنهوض ببلده، ويكفيه ما تنعم به البلاد أمن وأمان وتوفير فى الكهرباء والوقود والقضاء على طوابير العيش، حتى ولو الأسعار زادت. تزيد الأسعار وتجد السلعة، أفضل مليون مرة، أن لا تجد وقود وتشتريه بأضعاف ما هى عليه الآن، مثلما كان فى عهد مرسى.

طوبيا اكسبريس
اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى