“ادمنته” لـ ” بيشوي تامر “

هو ذلك الشخص الذي ينتعل قلوب الناس، يهوي السير علي احزان النساء.
هو من جعل الحب مخدرا يقتل…
طرح كثيرين جرحي وكل قتلاه انقياء.
هو الشبيه بالرجال، المخلوق علي نفس مظهرهم بباطن شيطاني.
من يستطيع تغيير جلده لأكثر من لون، لينتعل المزيد من القلوب.
وهي تلك الفتاة النقية، صاحبة القلب الروحاني…
التي لا تعرف ان الشيطان يمكن ان يتحول لصورة رجل عاشق يرتديها.
هي التي صدقت حديثه، وصوته المنخفض.
اعجبت بتدينه الشديد وتقربه الي الله، ولم تكن تعلم انه خان الله الموجود في قلبها!
انخدعت بثقته وتخدرت بحبه، عشقت عطائها من اجله، ورغبته في اخذ ما تمتلك!
هي عين الملاك، التي لم تنظر يوما الي شرور… فتري كل من يقابلها علي انه جميل
ادمنت وجوده…
وكما يقال
“ان تدمن وجود شخص في حياتك هو بمثل ادمان مخدر، بل اخطر”
ان تدخل مخدر خارجي في عروقك ليصل بك الي حالة معينة، اسهل من ان تكون آلة ضخ الدم في جسدك هي التي تنشره في كل اعضاءك، فلا تقدر ان تنساه.
تستنشق رائحته في كل رجل، تراه امامها في كل وقت، يدخل في اللاشعور، يحتل حتي اوقات الراحة.. فتجده يقتحم الأحلام بوجوده!
حتي بعدما تكشف قناعه وتعرف وجهه الحقيقي، لا تقدر ان تستغني عنه!
فقد اصبح في حياتها مثل الهيروين المنتشر في الدم، تدمن حبه ووجوده، وقد اصبحت في مراحل متأخرة من الإدمان!
يراها في احتياجها اليه فيضحك، ف الآن انتصر علي روح امرأة جديدة… استطاع ان ينتعل قلب جديد.
تعاني كثيرا من اعراض انسحابها، فهذا الانسحاب حقا هو الاصعب علي الإطلاق.. لا يدرك ألمه غير من مر في حالة ادمان شديدة وتخلص منها.
دموعها تحزن القلوب الحجرية، شعورها بالكسرة يكسر جبال، احساسها بالوحدة والاحتياج برغم كل من يساعدها علي النهوض، يفوق احساس طفلة في العاشرة من عمرها داخل مجتمعاتنا العربية.. قد استشهد كل اهلها في حوادث الابادة الجماعية!
صعب جدا عندما يكون الشخص الذي تراه دواء لوحدتك، هو بذاته الداء.
ارغب ككاتب في انهاء هذه الرواية، ولكن..
انا مجرد انسان، لا اقدر ان اتحكم الا في مخلوقاتي الحبرية!
اما رواية هذا العالم، فنهايتها ستكون بنهايته، بأمر خالقها.
كل يوم سنجد كاتبة جديدة ظهرت، مدمنة جديدة ظهرت.
لا تعلم في قواعد الكتابة سوي حروف حملت اسم روايات كثيرة سابقة، وحملت وجعهم.
ولكنها تركت بدون نقطة نهاية، لتترك مساحة لهذه المدمنة القادمة.. وتكملها.

طوبيا اكسبريس
اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى