حمدي الشامي يكتب: أسرار جديدة عن 30 يونية 2013

 

نشر موقع ويكيليكس منذ أعوام قليلة عن تسريبات للسيناريوهات المُحتملة التي خططت لها الولايات المتحدة الأميريكية, كما تناولت المواقع الإخبارية وصول المخابرات الروسية لملف الشرق الأوسط داخل المخابرات الأميريكية – CIA – وكانت أهم الملامح في تلك السيناريوهات هي سيطرة المخابرات الأميريكية على كافة الأطراف ( الإستدلال: تواصل المسئولين الأميريكيين والمسئولين من الدول الحليفة لهم مع حزب الوفد, حزب مستقبل وطن, حزب المصريين الأحرار, حزب النور, جماعة الإخوان, 6ابريل, الاشتراكين الثوريين, حمدين صباحي, خالد علي, إسراء عبدالفتاح, وبالطبع عن طريق وسطاء مع الناشطين من النقابات المستقلة ….. الخ) وكانت كافة الإجتماعات فردية مع كل طرف على حدة.. وكان ذلك بعد 25 يناير 2011 ولعدة أشهر متواصلة.
برجاء قراءة التالي بعناية وتركيز شديدين

وكان الهدف الأساسي هو تطبيق النموذج المُسلح كما في (العراق, ليبيا, سوريا, اليمن) – وتكرار هذا السيناريو يؤكد الجنون بمجرد عدم الاقتناع به – فلما كانت جماعة الإخوان في الحُكم وبدون شك كان لابد من الوصول للمرحلة الثانية من السيناريو سابق الذكر, فكان مُحتماً إحدى الطريقين للوصول له, أولاً عن طريق فرض القوة المُسلحة الموازية من جماعة الإخوان ومن منهم من الإرهابيين, وثانياً عن طريق الثورة ضد الإخوان كرد فعل مؤكد نتيجة محدودية فكر وعمل الجماعة وإنتفاء صفة الانتماء للوطن ومصلحة الشعب, ولكن في الحالة الأولى صعوبة تصل لحد المستحيل بسبب تمساك وقوة الجيش المصري ومؤسسات مصر الأمنية كما لُحمة الشعب المصري وكثافته مُقارنة بالوضع. فكان لابد من تحفيز الصراع المُسلح عن طريق تحفيز الجماعة (الإستدلال: كافة عملاء أميريكا من الطابور الخامس كانوا أكثر الحاشدين ضد الإخوان – مثل: باسم يوسف (برجاع مراجعة فيديوهات برنامج البرنامج فترة حكم الإخوان), إبراهيم عيسى (برجاء مراجعة فيديوهاته فترة حكم الإخوان), يوسف الحسيني (برجاء مراجعة فيديوهاته فترة حكم الإخوان), لاميس الحديدي وزوجها (برجاء مراجعة فيديوهاتهما فترة حكم الإخوان), وائل الإبراشي (برجاء مراجعة فيديوهاته فترة حكم الإخوان) …. وآخرون)

المُثير في الأمر أن نفس هؤلاء هُم أشد الناس عداء للشعب المصري ولمؤسسات الدولة لحظة التصريح بمحتوى هذا المقال (03 مايو 2016) وحد الإثارة هُنا لا يصل لحد الغرابة بعد قراءة مُقدمة المقال.. وكانت الطريقة الوحيدة في إستفزاز العُنصر المُسلح بجماعة الإخوان هي الحشد بنفس الصورة التي تم إستخدامها في 25 يناير 2011 ولكن بوجوه جديدة (راجع تسريب محمد عادل و أحمد ماهر القيادين بحركة 6 إبريل ولاحظ جُملة “نطلعلهم كام واحد من اللي لسه مش معروفين”) بمعنى أن هُناك شخصيات شبابية لم تحظى بنفس المساحات الإعلامية في إنتظار أدوار أخرى من المُخطط, وبالتبعية للوصول لمرحلة إثارة الإخوان لإستخدام السلاح مع معرفة قوة القوات المسلحة المصرية كان أمراً مستحيلاً, فكان لابد من إستخدام هؤلاء عن طريق الموالين والتابعين إعلامياً كما شرحنا سابقاً.. وهو أمر مؤكد بالنسبة لنا. فتم تخصيص المساحات اللازمة وعرض الأمر وكأنه لم يتم التنسيق له, ولكن النتيجة المؤكدة كانت هي المرجوة من المخابرات الأميريكية, وهو ما أشار الرئيس الحالي عبدالفتاح السيسي ووزير الدفاع وقتها إليه (الإستدلال: من خطاب الرئيس قبل 30 يونية بأيام جُملة “فوضوني لمحاربة الإرهاب”, وجملة “لو حد هدد الشعب المصري إحنا نروح نموت أحسن”)

وبالتالي كان ظهور محمد عبدالعزبز, وحسن شاهين, ومحمود بدر(الإستدلال: تحريض محمود بدر على فضائيات المحور, العالم الإيرانية دريم فترة 25 يناير وموقفه اللاحق من المطالبة بالافراج عن أخحمد دومة والمُخربين والإرهابيين المسجونين, – موقف محمد عبدالعزيز اللاحق مع حمدين صباحي والبرادعي والاشتراكيين الثوريين – موقف حسن شاهين اللاحق من الجيش المصري وتورطة في القضية الشهيرة – العباية اللي بكباسين – ), وأخذ الثلاث نفس نهج قيادات ونشطاء 6 إبريل, حتى بعدها تم الانشطار إلى كيانات مُختلفة لتعدد الأصوات (مع صباحي, الإستمرار مع 25 يناير, مُستقل) كما حدث مع جمعية التغيير التي أسسها عبدالحليم قنديل الكاتب الصحفي مع البرادعي وعناصر إخوانية حيث إنشطر منها (كفاية, 6إبريل, شايفينكم, ضنك, اتحاد شباب 25 يناير ….. الخ) حتى أن بعض تلك الحركات إنشطرت مرة أخرى للإيهام بضخامة الأعداد االتي هي في الأساس (أعضاء إخوانية ليس إلا).. كما روٌج الثلاث – بدر, عبدالعزيز, شاهين – أنهم مدعومين من جهاز المخابرات العامة المصرية على عكس الحقيقة, حيث أن جهاز المخابرات لا يدعم حمدين صباحي, ولا نشطاء 25 يناير, ولا الهاتفين يسقط الجيش المصري .. وكانت تلك الإشاعة مُروج لها عن طريق نفس الإعلاميين في الفقرة الثانية في المقال حيث أن تاريخ هؤلاء الثلاثة كان به مجموعة حقائق كفيلة لعدم الإستماع إليهم, ولكن تم خداع الشعب المصري فيهم (وقد إنكشف ذلك بعد مرور الوقت في إنطباع المصريين الحالي عنهم).

ورغم معرفة أجهزة المعلومات والمخابرات المصرية لتبعات مثل ذلك التصرف والهدف منه, تم التعامل معه بمرونة فائقة, حيث تم إستدراج المُخطط لأرض المعركة دون درايته, فلما أتت اللحظة الفارقة تم تأمين مصر وتحقيق الهدف بالشكل الذي يحفظ أرواح المصريين على عدة خطوات نوجزها كما يلي:
-1- قامت القوات المُسلحة المصرية تبعاً لتوصيات أجهزة المخابرات المصرية بفصل الإرهابيين عن الشعب المصري في سيناء.
-2- قامت أجهزة المخابرات المصرية بإطلاق الحبل للإعلام والنشطاء في تداول عملية تحفيز الإخوان لإستخدام السلاح.
-3- قامت أجهزة المخابرات المصرية بمتابعة تحركات العناصر الإرهابية (المُسلحة) من جماعة الإخوان وتضييق الخناق عليهم لإبعادهم إلى سيناء (كما نقطة -1-), وللحد من إستخدامهم السلاح قدر المُستطاع في الفترات اللاحقة.
-4- بعد التأكد من إحكام القبضة على مجريات الأمور, قام وزير الدفاع والرئيس الحالي وقتها بدعوة الشعب المصري للنزول حال رغبته في ذلك.
-5- تم التعامل مع فلول النشطاء وفلول جماعة الإخوان المُسلحين والغير مُسلحين بشكل مرن (في بداية الأمر), يحمل في طياته التغاضي عن كل ما بَدر منهم في سبيل إستقرار المنطقة.

وكانت نقطة رقم -4- هي العامل الأهم والأقوى في قراءة الموقف, حيث أن المدفوعين من النشطاء الجُدد (بدر, شاهين, عبدالعزيز) وبمعاونة الإعلام كانت مُهمتهم تقتضي بالتعامل ضد الدولة في مرحلة الثورة على الإخوان (رغم أنهم من دعوا إلى تلك الثورة) وهُنا تظهر دقة التخطيط, حيث لو لم يتدخل وزير الدفاع والرئيس الحالي بمقولته الشهيرة كما أشرنا, ولو لم يُصرح بخطاب 03 يوليو لكان الوضع يأخذ مُنحنى المُخطط, ولعل وجود محمود بدر فقط في خطاب 03 يوليو دون شاهين وعبدالعزيز يُثير تساؤل (ناهيكم عن الزي الذي حضر به) – وتقول مصادر أن الثلاثة أرادوا الإختفاء عن الخطاب وتم إحضار محمود بدر من منزلة بعد عناء – ولا يُستبعد أن يكون الثلاثة على عِلم مُسبق بما كانوا منوطين به وكانت مُفاجأة نجاح ثورة 30 يونية بمثابة صاعقة عليهم وعلى من دعمهم وخطط لهم.

طوبيا اكسبريس
اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى