حمدي الشامي وجهة نظر تحليل خطاب الرئيس

تحليل الخطاب هو رؤية ووجهة نظر شخصية للكاتب بناءً على الربط ببعض الأحداث خارج الخطاب مع وحدة بناء الخطاب..
تم ترقيم بعض الجُمل في تحليل الخطاب لتسهيل الأمر على القارئ.

‫‏أهم_ملامح_الخطاب‬:
– قليلين مُصرين على الإضرار بالشعب, ومن يعملون معهم قد لا يفهمون ذلك الغرض الخبيث.
– الفرصة مازالت مستمرة للجميع في تقويم نواياهم ضد مصر.
– الرد القادم سيكون اقوى من تخيل الأصدقاء قبل الأعداء والوطنييين قبل الخونة.
– ربما إلى الآن لم يستوعب الإعلاميين والصحفيين الدرس في أن من يدفعون بهم ولهم غرضهم إبادة المصريين وفناء الدولة المصرية.

رغم بشاشته وإبتسامته في بعض المواضع إلا أن الحالة المزاجية للخطاب كانت الإستياء والغضب من مجموعة عوامل وقضايا هامة, وفاحت رائحة رصد طُرق جديدة لإستكمال المُخطط في إستهداف مصر كما كانت الصبغة العامة أنه على قدر تآمركم سيكون ردنا (وفي هذا يُراهن الرئيس على الشعب والقوات المُسلحة ومؤسسات الدولة – خاصةً السيادية -, وإليكم التفاصيل:
.
ابتدأ فخامة الرئيس خطابة بتحية الشعب المصري, ثم أكد على أن الحديث سيكون بالمصارحة يتضمن نقاط علمية وأن الرسالة من الخطاب بالدرجة الأولى هي للمواطن المصري البسيط والعادي.. وإحتوى الخطاب في الجزء الأول منه على بعض الانجازات, ثم على إيضاح بعض آليات الجيل الرابع من الحروب وتفسيرها للمواطن البسيط ومدى إمكانية تطبيقها عن طريق بعض الكيانات داخل وخارج البرلمان, وعن طريق الإعلام الخاص ورجال الأعمال.
وإستهل فخامة الرئيس مضمون الخطاب بهدفة كرئيس جمهورية ومؤسسات الدولة حيث قال أن هدفه الحفاظ على الدولة وبقاء الدولة وأتبعها بجملة “الدولة كانت معرضة لتهديد حقيقي ومازالت” وكانت الجملتان ترتبطان ارتباط مباشر بالسياق اللاحق من الخطاب -1-.

واستكمل بالتأكيد على جملة قالها سابقاً في خطابة أمام البرلمان المصري “وانا في البرلمان قلت كلام واضح, قلت ياترى اللي كانوا هما بيتمنوا, ومش بيتمنو بس, بيعملوا من أجل أن يكون مصير مصر كمصير الآخرين انتهى ولا ما انتهاش. إذا كان انتهى يبقى خير , لكن هو ما انتهاش” .. والتأكيد على نفس الجملة بمضمونها الذي لا يقبل النفي أن هُناك بعض المشاركون في محاولات إيصال مصر لمصير سوريا وليبيا متواجودن تحت قبة البرلمان أو وصلوا عن طريق أموالهم, وفي السياق اللاحق من مضمون الخطاب نجد أن كافة طلبات المصريين سواء كانت بالحرية أو العيش أو الديمقراطية (الديمقراطية هُنا يمثلها البرلمان) تم تنفيذ أغلبها بالفعل, وجاري العمل في تنفيذ قطاعات من تلك المطالب على قدم وساق, وهُنا الجملة نوع من المواجهة مع تلك الشخصيات والكيانات وبمعنى آخر حسب التحليل (طلبتم برلمان, آدي البرلمان, إشتغلوا وقومو بدوركم) -2-.

وأكد الرئيس بعد ذلك على استمرار تآمر البعض على تفرقة المصريين والعبث بهم,, سواء تفرقة المصريين وفئاتهم أو المؤسسات في الدولة.وهذا يؤكد نقطة رقم -1- من خطابه, حيث أن تزييف الحقائق وتوجيه المصريين لسوء فهم الوضع القائم هو الطريق الأمثل للعودة إلى طريق الدول التي تُعاني من التفرقة والارهاب والحروب – مثل ليبيا وسوريا والعراق واليمن – كما كانت جملة “وفئاتهم أو المؤسسات في الدولة” إستكمالاً لنفس النقطة الإيضاحية في محاولات البعض بالزج بين مؤسسات الدولة إلى التصادم, ولعل أبرز الأمثلة السابقة والتي وقعت بالفعل هي الصدام بين (نقابة المحامين ومؤسسة القضاء – نقابة الأطباء ومؤسسة الداخلية) حيث تُعتبر النقابتان وكافة نقابة مصر المحترمة من أهم المؤسسات النقابية المستقلة والتي تقوم بدورها الذي لا يقل عن أي مؤسسة حكومية.. ولا يقف الأمر عند ذلك – فـ بالعودة لنقطة -2- نجد أن هُناك مساعي لصدام مُحتمل بين مؤسسة البرلمان المصري ومؤسسات الدولة المختلفة في كنف الحكومة.. وهو ما سيتضح لاحقاً في مضمون الخطاب.

وإستكمل الرئيس “الارهاب لم يصلح, والضغوط الدولية لم تصلح,, وبالتالي توجهو الى التفرقة بين المصريين, ومؤسسات الدولة” – تم إيضاح القصد فيما سبق –
ثم قال “انا ما بتكلمش في الكلاد ده لإستحداث اجراء استثنائي” بمعنى أن كل من تبنى تلك الآلية في تفرقة المصريين وبث روح الضغينة بين فئات الشعب لن يتم الرد عليه بأي شكل من جهة الرئاسة, وأوضح ذلك بالجملة التي تلتها حيث قال “وحدة المصريين في حد ذاته إجراء استثنائي” -3- وهُنا نقل آلية الهجوم في حرب الجيل الرابع إلى هجوم مُضاد, حيث لوح بدعم المصريين له ولمؤسسات الدولة وطالب المصريين بتكثيف ذلك الدعم في تلك الفترة حتى يستمر بقاء مصر. إذ أن الهدف من كل ذلك نهايته هو عدم بقاء مصر ومحوها من على الخريطة – راجع نقطة رقم -1-

ثم تحدث عن الانجازات.رغم التحديات والهدم والتخريب الذي حدث بداية من 25 يناير 2011 والذي هو مستمر إلى الآن كما نوه بداية الخطاب -راجع نقطة رقم -1-. وألمح أن الانجازات هدفها الأساسي “المواطن الغلبان” وقال “أنا عارف مشاكل مصر زي ما انا شايفكم قدامي كدا, وعارف علاجها زي ما انا شايفكم قدامي كدا.. وانا بقول لكل المصريين اللي بيسمعوني ماتسمعوش كلام حد غيري”, وأكد عليها مرتان, وذلك لأنه بالنظر إلى الأصوات التي يستمع إليها المصريين نجدها أربع أنواع – النوع الأول: الصحافة, النوع الثاني: الإعلام, النوع الثالث: النُخبة السياسية, النوع الرابع: النُخبة المثقفة” وبطبيعة الحال يتحكم في كل هؤلاء رجال أعمال بعينهم يمولون الجرائد والصُحف والفضائيات وتمويلات الأحزاب والندوات الفردية.. ولهذا قال السيسي في بداية الخطاب أن هدفه الأساسي من الخطاب هو المواطن البسيط ذلك لأن هؤلاء هُم رهان الرئيس والدولة الذي يعول هو عليهم وتعول مصر عليهم -4-.

ثم تحدث عن برنامج تعريف الشباب بمشكلة مصر الحقيقية (البناء والحفاظ على الدولة حسب مضمون الخطاب) والذي يستغرق ثمانية أشهر لإعداده, وجاري العمل فيه (برنامج وعي على حد قوله).

ثم قال مستنكراً “إحنا هانقطع مصر واللا إيه” وقال “أنا مش هاسمح بكدا, خلي بالكو, خلي بالكو, أنا مش هاسمح بكدا” واستكمل “ماحدش يفكر إن طولة بالي معناه إن البلد دي تقع, قسماً بالله اللي هايقرب لها لأشيله من فوق وش الأرض” واستكمل “انا بقولكو كلكو, لكل مصري بيسمعني” ثم تسائل عن ماهية هؤلاء, وإستكمل “لاااا دول 90 مليون”.. وهُنا بالفعل صرح الرئيس -وبالتأكيد طبقاً لمعلومات- والمح بأعداد المتآمرين مقارنةً مع الشعب المصري (رهان الرئيس والدولة, راجع نقطة -4-). فبرغم صوتهم العالي في آلاتهم السياسية والاعلامية والصحافية إلا أن القوة الحقيقية ليست في أموالهم ولا منابرهم وإنما في الشعب والمصريين. ثم إستكمل السيسي “عاوزين تخلوا بالكم منهم معايا (المصريين) اتفضلو, مش عاوزين لو سمحتم اسكتو, اسكتو” -5- , والسكوت هُنا لم يتم التلميح عن أسماء ولا أشخاص, ولكن بكل بساطة وبمنطق (اللي على راسه باطحة), بدأت الالات الإعلامية والصحافية في مناهضة دعوة المشاركة في بناء مصر للمصرين كمل مضمون هذا الجزء من الخطاب الرئيس وأبرزهم مالك (أون تي في) عن طريق مُقدم البرامج يوسف الحسيني, و مالك (سي بي سي) عن طريق مُقدمة البرامج لميس الحديدي.. ومالك (القاهرة والناس) عن طريق مُقدم البرامج ابراهيم عيسى, ومالك جريدة (المقال) عن طريق ابراهيم عيسى والعاملين معه…. وآخرون. -6-

ثم استكمل الحديث عن إفقاد المصريين معنوياتهم.. وتلك النقطة إشارة واضحة وصريحة عن ما يفعله بعض الاعلاميين بكارت أخضر من مُلاك بعض الفضائيات الممولين للأحزاب, منظمات المجتمع المدني والكيانات والمبادرات الفردية المناهضة للشعب والدولة. والإشارة مني لواقع تحليل تلك النقطة هو عدم الاقتراب من أي فضائية أو رجل أعمال يملك فضائية من أي شخص وكأن هذا ميثاق عمل فيما بينهم (من تحت الطرابيزة).. وبلا استثناءات.

وعن مشكلة الفقر المائي صرح بأنه يشارك المصريين قلقهم بسبب الفقر المائي, وإستكمل بأنه خلال سنة أو سنتين سيتم افتتاح محطات تحلية مياة ضخمة تؤمن مصر من الفقر المائي, وربط ذلك في مضمون الخطاب بتلك الجزئية مع مشكلة سد النهضة,حيث قال سيادة الرئيس أن بناء السد أمر منتهي ومفروغ منه, وصرح بأن المفاوضات الجارية فقط لعدد السنوات الخاصة بملئ خزان السد الإثيوبي وليس إستكمال بناءه من عدمه كما روج الإعلام الإجتماعي والمرئي والمسموع والمقروء, وفي هذا الصدد قال أن مصر تسعى لخلق بديل عن ما يتم حجزه.. وناشد الجميع بعدم الحديث عن ما لا يعلمون وعليهم السؤال والبحث وخاصةً في موضوع مشكلة سد النهضة, (وبالرجوع لنقطة -5-) نجد أن الرئيس وضع الاعلاميين محدودي الفكر في مأزق وكان يتوقع ردة فعلهم السلبية, حيث أن الرئيس عندما قال أسكتوا, قالها فقط في حال الحديث دون معرفة, أو دون معلومات, وبالأحرى في حال إستنزاف طاقات الشعب وتحويلها لطاقة كساد ذهني وبدني يؤدي إلى الحيلولة دون مساعي الدولة من بناء وحفاظ على الدولة – حسب مضمون الخطاب –

وعن محاربة الفساد قال الرئيس “كافة المشاريع التي تم تنفيذها خلال الفترة الماضية تكلفت حوالي 400 مليار” ونوه عن أن تخفيض التكلفة لا يقل عن 200 مليار, وهذا إشارة لما كان يحدث في الماضي من تضخيم التكاليف لتضخيم العمولات وتسهيل عمليات الفساد بأشكالها لاسيما وجود اللامبالاة الفساد الأخلاقي الذي كان يستهلك مقدرات المصريين في مشاريعهم. ثم تحدى من يتحدثون سلباً عن أداء الحكومة قائلاً “نفسي أجيب اللي بيتكلم دا يمسك وزارة أشوفه هايعمل إيه”.
ثم نوه عن أن مد فترة حفر قناة السويس كان أفضل له شخصياً ويروج لبقاءه في الرئاسه, وقال أن هذا ما يؤكدة اي سياسي, ولكنه فضل أن تنتهي في اقل مدة لبث الأمل في الناس بعيداً عن مصلحته السياسية, ورغم نصيحة البعض له بمد الفترة !!! وهذا التصريح يؤخذ على فخامة الرئيس حيث أن من ينصح بهذا الشكل هو في مضمونة شخص يروج ويوجه لتلاعب الرئيس بأحلام ومستقبل الشعب, ويُمثل هذا الشخص عبئ على وقت وتركيز الرئيس,, والحمد لله أنه لم يأخذ بنصيحته.. ولعل تلك النوعيات من الناصحين هُم سبب الفجوة فيما بين الرئيس والشباب المصري وبعض طبقات المُجتمع – تحفُظ بسيط عن ذكر مثال يهم الأمن القومي -.
وفي نطاق جزئية الفساد ناشد الوزراء والمحافظين بالتدخل في التفاصيل لمنع الفساد.
ثم قال أن بعض المشاريع لا يجب الحديث عنها لأنها أمن قومي “مثل مشكلة فقر المياة المحتملة” ولكنه يصرح بهذة المشاريع لأن هُناك من يُشكك في قدرة الدولة المصرية على تحقيق آمالها وأهدافها ويحاول بث روح الإحباط في المصريين (راجع نقطة -6-) وإستكمل “مخاطر التحدث في هذة المواضيع أقل من أن البلد تضيع مني”.

ثم تحدث عن تركيز الاعلام على السلبيات وقال “بيعايرونا بفقرنا, بس انا مش هاسكت, لا والله , ولو إحنا مصريين بجد, ماننامش الا لما نبنيها”. وذلك في إشارة واضحة منه لرجال الأعمال في صورة من أعطونهم كارت أخضر لحض المصريين على كُره مصر وعدم الحفاظ عليها, وصنف الرئيس نفسه تلقائياً أنه من هؤلاء المصريين وسيعمل كما يجب أن يعمل المصريين لبناءها. -7-

وعن مساكن محدودي الدخل قال ان التخطيط منظم يكفل حياة كريمة, وعندما تم عرض عليه 60 متر للشقة إعترض بأن يكون البنات والولاد في غرفة واحدة بسبب ضيق المساحة. وهو ما يؤكد على تصنيف الرئيس لنفسه في نقطة رقم -7- حيث أن الموضوع هُنا أصبح شقة لأسرة مصرية يعتبرها الرئيس أُسرته فيتمنى لها ما يتمناه لنفسه إن كان في نفس الموضع.
وعن مبادرة صبح على مصر , ركز على دور التكافل الاجتماعي بين المصريين بشكل شعبي, ثم استكمل “والله العظيم انا لو ينفع اتباع لأتباع”. وهُنا إختلف البعض ولكن نقول, في تلك اللحظة الذي صنف نفسه فيها أنه من بين المصريين وأنه سيبنيها معنا كان التعبير مجازاً أنه سيبزل قصارى جهده في ذلك السبيل, وأنه يتمنى من الميع ذلك حتى تتخطى مصر كيد الحيتان الكبار.
وعن الوحدات السكنية, نوه عن أن الـ 100 ألف شقة تتكلف 16 مليار ونصف, وقال “اللي كان فيه السجادة الحمرا, اه ما انا بقولكم بس علشان تبقو عارفين”. والربط هُنا بين تلك الجملة من الخطاب مع نقطة -1- ونقطة -2- ونقطة -5- شئ اساسي, حيث أن محاولة تقزيم الانجازات وتشتيت عقول المصريين والعبث بها مرصود وبالحرف.

وعن ضخامة تكلفة مشاريع وشقق الشباب والبنية التحتية وتساؤل “بتجيبو الفلوس دي منين” أخرج الرئيس ورقة من جاكت بدلته,, وقال قبل النظر لها “أشقاءنا في الخليج ساعدون كتير” ,, وشكرهم على ذلك. وقال “لا يصح الاستمرار في طلب المساعدة منهم, حيث كان ذلك وقت الشدة, واسترد “ووقفوا جمبنا كويس وقتها”, ورغم وجود تلك الجملة في الخطاب وكالببغاوات قالت لميس الحديدي ورشا نبيل مقدمتيٌ البرامج, أن الدول لا تُبنى بالتبرعات !! ورغم أن الجُملة تؤكد أن مصر لا تقبل التبرعات وأن الرؤية السيادية في الدولة تتوجه إلى تكافل ووحدة جموع المصريين, قمتا رشا ولميس بتحويل مضمون الصياغات التلقائية إلى عبث كما افتتح الرئيس خطابة (راجع نقطة -1- و نقطة -2- على سبيل المثال).
واستكمل من الورقة,,, تكلفة الوقود. ودعم اشقاءنا العرب بـ 51 مليار لدعم الوقود في الفترة الماضية… مع استكمال استيراد الوقود منهم في الوقت الحالي بتعاقدات تجارية مدفوعة الأجر بالأجل. إلى حين استقرار الأوضاع في مصر وقال “لحد مانقف على رجلينا” ونوه أن هناك محاولات لعدم وقوفنا على رجلينا منها اسقاط الطائرة الروسية,, وقال أننا لو توقفنا جميعاً عند محاربة الارهاب مش هانقف على رجلينا. ولذلك نعمل في البناء وبكثافة – مضمون حديثة في نقاط متعددة بالخطاب –

وتحدث عن زيادة حجم الدين على الدولة بداية من 25 يناير إلى الآن حتى وصل من تريليون إلى 2 تريليون جنية, ولعل هذة النقطة مرتبطة بتصريحات سابقة عن 25 يناير وكينونتها, فيقول سياسياً وبطريقته أنها حتى ولو كانت ثورة فهي أودت بمصر لطريق الخراب – والآلية لاحقاً عن طريق الإخوان ومطالبهم التعجيزية – ثم قال أنه حدث المثقفين عن ذلك عندما كان مدير مخابرات لأن هذا هو حال مصر الحقيقي.. أي أن الأمر واقع بالفعل ومن يستاءون بل ويطورنه إلى أسوأ على علم به منذ البداية..

وتحدث الرئيس عن مشكلة البناء على الاراضي الزراعية وأنه يحاول توفير البديل ومن ثم وقفة للدولة في منع البناء على الاراضي الزراعية, ولذلك موضوع الاسكان الاجتماعي بشكلة الكريم الجديد يُعتبر مشروع أمن قومي – حسب مضمون حديثه – ولعل هذة الجملة تفسير يحاول الرئيس إيصاله غلينا من سخط البعض إثر إفتتاح مشروع المساكن الاجتماعية وتعليقهم على موضوع السجادة الحمراء ومحاولة تشتيت فكر المصريين عن طبيعة الحدث وأهميته بما فيه من آثار وله من تبعات إيجابية.

وعن حديثه عن بقاء الدولة المصرية ,, أوضح عن تحديات الداخل وتحديات الخارج , وتمثلت التحديات الخارجية عن الوضع المصري الاقليمي العربي والعالمي, وكان من أهمها إيضاح حقيقة ثورة 30 يونيه,, وقد تم هذا بنجاح كما أوضح.
أما عن التحديات الداخلية قال أن الأصل في أي دولة هي مؤسساتها, وكلما كانت قوية ومستمرة وسليمة, كانت قدرة الدولة على الدفاع عن نفسها وبقاءها قوية – حسب مضمون الخطاب – واستكمل أن إهتزاز أي مؤسسة من تلك المؤسسات يؤدي لإهتزاز الدولة.. وعن البرلمان أكد على أنه لم يكن هناك أي تدخل من الدولة في العملية الانتخابية, وكان كل النواب من إختيار المصريين, وأوضح أن حوالي 50% من النواب “جُداد” وأن الشباب يمثلون حوالي ثُلثة, وأوضح أن المرأة لها نسبة ممتازة داخل البرلمان (وأسماهم عظيمات مصر), وأوضح أن نسبة المرأة في البرلمان المصري هي الأعلى على مستوى العالم. ولم يستكمل عن التوجهات السياسية والحزبية وأوضح ذلك بأننا جميعا مصريين, ويرفض التمييز حتى ولو كان التمييز سياسي. في إشارة منه أن الوحدة الفكرية والتجمع خلف بقاء مصر وإستمرارها يجب أن يكون الضرورة والأولوية القصوى للجميع أياً كانت الأهدف الشخصية والسياسية.

وعن الحكومة قال أن هُناك من يحاول عرقلة عمل الحكومة, وأنه يعلم تفاصيل عمل الحكومة نتيجة متابعتهم يومياً, ثم قال أن هذا يحدث في الجرايد وقال “انا ماكنتش هاتكلم عن الاعلام” وجملة ماكنتش هاتكلم عن الإعلام تُعزز الرؤية في التحليل أن المُشكلة ليست في الإعلام قدر ما هي في مُلاك الفضائيات والصُحف.. وطالب بتوفير مناخ ملائم للعمل, وطالب الجميع بالحفاظ على الدولة المصرية وتشجيع الحكومة – عوضاً عن عرقلتها وإرهابها – حسب مضمون الخطاب –
وتحدث عن مطالبات هيكلة الجهاز الاداري, وبالاهتمام بالطلب تم بذل جُهد لإعادة هيكلة الجهاز الاداري دون الاضرار بالمواطن والأسرة المصرية بأي شكل, -وحسب مضمون الخطاب- رغم ذلك المجهود تم مهاجمة القانون ورفضة !! (والأسباب ذُكرت في تحليل ما سبق من نقاط).
ثم تحدث عن رداءة النظام التعليمي وعدم جودته – وطالب الجميع – “إوعى وانت بتصلح تكسر” – حسب مضمون الخطاب بالتقويم والنصح, لا بالمهاجمة والعرقلة – وأوضح أن التشكيك في البرلمان والحكومة ومؤسسات الدولة من أهم معاول هدم مصر وتهديد بقاءها.

وقال أن الدستور سيتم تنفيذه وعلى البرلمان الإهتمام بالأداء والقيام بدورة في كافة الأشياء بالتعاون مع الحكومة الحالية والحكومات المتعاقبة ولكن إستهداف الحكومة سيكون من أثرة زعزعة الاستقرار – الاستقرار التنفيذي حسب مضمون الخطاب – وهو غير ملائم لفترة حرجة تعيش مصر فيها “اليوم بيومه” – وقال أن “القانون والدستور ممكن يوصلوك لحاجة ماكنتش عامل حسابها” – أي أن التطبيق الحرفي قد يكون ضاراً بمصلحة الشعب والدولة إذا ما تم بدون مراعاة لظروف الشعب والدولة – وأعاد “البقاء يعني إيه, إن المؤسسات بتاع الدولة دية نخلي بالنا منها, بس مش معناها إن إحنا نتهاون في أداءها, لأ انا ما قولتش كدا, وبقول تاني, نخلي بالنا من كل حاجة وإحنا بنعملها علشان مانبصش نلاقينا داخلين نلاقينا بنخبط في مشكلة كبيرة بصراحة, ونوصل إن المؤسسات دي تتفك مننا مؤسسة ورا مؤسسة”, وهذا ما تم إيضاحة في الجزء الأول من التحليل وهو ما يندرج صراحة تحت بند ((الجيل الرابع من الحروب)) في استهداف وتهديد مؤسسات الدولة.

وعن الارهاب والحرب,, تحاشى الحديث عن إحتمالية خوض مصر حرب في المستقبل القريب أو البعيد ولكن صيغة التطرق إلى تلك القطة كانت منها إشارة غير مباشرة هامة قدر أهمية عدم التطرق لها, وتحدث عن الارهاب وعن علمه عن الموجودين في سيناء كرئيس جهاز للمخابرات العسكرية قبل تولية وزارة الدفاع والرئاسة, وأن كافة التفاصيل كان متاحة عن الاعداد والتسليح والتشكيلات.. وقال الرئيس أن الارهابيين هم من بدأو وليس نحن ,, وتحدث عن إمكانية – وقتها – أن نعيش معاً وكل شخص حُر في فكرة ,, وتلك الجملة من بين جُمل عديدة يتخطاها الجميع, فمحاولة العبث الآن بالترويج بأن الرئيس ديكتاتوري مع الآراء ويقوم بالقمع وتكميم الأفواه قد فُرغت من معناها, حيث أن أقصى درجات الحرية هي مع ترك المتشددين لأفكارهم طالما تخصهم ولا تؤثر على المجتمع سلباً بهم, والحديث عن قمع مُقدم برامج أو صحفي في تلك الحالة يُعتبر نوع من أنواع الهذي أو التفاهة مُقارنة مع ما قاله الرئيس وقد شهده الجميع ((كُلنا شهود عليه)), حتى في خطابه قبل 30 يونية بأيام دعى كافة الأطراف للتحاور, وأعطى تحديداً ثلاث فُرص لمحمد مرسي لتقويم نواياه, مما إستدعى ما وصلنا إليه في 30 يونيه.

وقال أنه من 25 يناير كانت المطالب عادية بتغيير النظام ولكن بقيت حالة في مصر حولت مرتبات الموظفين من 70 مليار لـ 220 مليار وقال “هما كانوا بيعملو في نفسهم كدا, ما انت هاتيجي تحكمها هايبقى عبئ عليك زي ما هو عبئ عليا انا دلوقتي” – يقصد الاخوان – وقال أن التحريض على المظاهرات وتعطيل الأعمال في تلك الفترة (فترة المجلس العسكري بعضوية السيسي) كانت فكرة من بين افكار هدامة, وأوضح أن تلك الفكرة كان الهدف منها إجهاض قدرة الدولة على البقاء بإستنزاف مواردها, حيث أن الناتج من زيادة المرتبات لا شئ , ثم ربط ذلك بسيناء والمجابهة, في إشارة أن المطالب تحولت من مطالب اغيير نظام إلى نظام يحترم مقدرات مصر والمصريين إلى مطالب تُجهض الدولة وتساعد من في سيناء بالضغط الشعبي الداخلي بمطالب تعجيزية… وأتبعها أنه لا يوجد أي مانع من زيادة المرتبات ولكن التوقيت يُمثل الفارق بين الزيادة على حساب بقاء الدولة, وعلى حساب استنزافها لهدمها ومحوها من الوجود – حسب مضمون الخطاب -.

ثم تحدث عن الافراج عن بعض المعتقلين على أربع مراحل… وتمنى من البرلمان القيام بدورة الرقابي الحقوقي بالتحرك ورؤية من يدعي المظلومية في كل مكان في مصر… (راجع نقطة رقم -2-
وقال أن الحرب ضد الارهاب مازالت مستمرة.. ثم عاد لسقوط الطائرة وأضاف أن هناك هدف آخر من إسقاط الطائرة الروسية غير ضرب السياحة وهو ضرب العلاقات بروسيا, واستطرد وبإيطاليا (تنويهاً لمقتل الطالب الإيطالي) واستطرد: “بفرنسا , ويضرب العلاقات مع الدنيا كلها, يضربها, علشان نبقى معزولين لوحدينا” .. ولعل تلك الجملة تحمل في طياتها جر السعودية للحرب في سوريا ومحاولة فض السعودية ومصر عن بعضهما, وبعض المحاولات التي مازالت مُبهمة في ضرب العلاقات المصرية الاماراتية المصرية والسعودية المصرية – منها محاولة تجنيد شخص سعودي لشباب مصري بإسم أحد امراء الأسرة المالكة (سأذكرها لاحقاً في موضعها بالأيام القادمة) –

ثم تحدث عن الروح المعنوية وقال “لما الناس تبقى قلقانة وخايفة ومش متطمنة على بكرة, فيه إحباط, فيه يأس , فيه تشكك” – واستطرد عن تلك الحالة “دا خطر, خطر جداً, ودا ممكن يتعمل بدون قصد,, لأن مافيش سياق, ومافيش سياق ليه, لأن مافيش دماغ للموضوع” وقال “ماعملناش دماغ للإعلام ليه, علشان بنحترم الدستور – في إشارة لعدم التدخل في العمل الاعلامي… وتلك الجُمل في مضمونها لا تتناقض مع حدة اللهجة في بداية الخطاب وكافة أجزاءه لأن الإشارة هُنا للإعلاميين أن هذا العبث قد يكون تم توريطهم فيه دون درايتهم, وحتمية قصدهم الهدف فيما يقومون به ليست بالضرورة هي الفكرة عنهم لدى مؤسسات الرئاسة والمؤسسات الأخرى.
وقال ” لا يمكن حد يستطيع ينال من مصر طول ما المصريين كتلة واحدة”, وذلك تأكيداً على مضمون الخطاب – بقاء والحفاظ على الدولة – وتحدث عن تجربة قيادات الشباب التي يتم تدريبها حاليا ودورها القادم على مستوى الجمهورية في المحافظات ومعاونة نواب البرلمان, وفي الرئاسة وفي الوزارات المختلفة وهم من الجهاز الاداري للدولة في حدود 500 قيادة شبابية كل شهرين وعلى أقصى تقدير 800 .. والنظرة في مضمون هذا الشأن وإن كانت ممتازة إلا أنها معيبة, حيث أن عملية إبهام الانتقاء وتجاهل البعض قد تؤدي لنتيجة عكسية, فبرغم الإهتمام لم تستطع الدولة إلى الآن فتح المجال للجميع بشكل حيادي ولكن بانتقاء نوعية مُعينة من الشباب, ولعل هذة النقطة يتجاهلها تلإعلام عن قصد وإن تحدث سيكون عن قشرياتها, بسبب أهمية وضرورة ذلك التطبيق في تحقيق مضمون نية الرئيس ومضمون الخطاب – البناء والحفاظ على الدولة –

ثم تحدث عن توجه الدولة في التعاون مع اليابان في مجال التعليم بالتوازي مع جُهد وزارة التربية والتعليم, وقد خص إختيار اليابان في هذا الشأن نظراً لريادتها الاقتصادية التي كانت نتاج التجربة التعليمية الناجحة, وقال ان محمد علي حكم مصر بداية من 1805 وأسس الجيش بعد 11 سنة – في إشارة منه أن جيشنا بالفعل قائم, وستكون النهضة التعليمية في مصر أسرع طالما أن الجيش باق وقوي, وتلك الجملة وإن كانت قصيرة فهي تفسير لوضع إستمر أكثر من عامين يستهدف مؤسسة القوات المسلحة المصرية لجر مصر إلى المرض لمدة قد تصل في فترتها إلى فترة حُكم محمد علي ( 45 سنة ) وهذا لم يحدث, وإستياء الرئيس في طريقة سرده لتلك الجملة كان بسبب إستغلال الحديث عن الفقراء ومحدودي الدخل والغلابة لحضهم على الإعلان عن ميزانية الجيش والتي تُعتبر العامود الفقري لتأمين أي تنمية لاحقه سواء مادية سواء أدبية.

في نهاية الخطاب أكد الرئيس على الاصطفاف الوطني وأهمية الحفاظ عليه واستكمل “مش هاينفع إننا نهين المصري” وأكد على أهمية محاسبة المخطئ – في إشارة منه لأفراد الأمن بالداخلية – والقضية التي أثارها الإعلام للوقيعة بين المصريين ومؤسسة الأمن.
ثم إختتم خطابة بأنه قصد من الخطاب إيضاح الإشكالية الموجودة بالفعل, واستطرد بأن الإشكالية لم يتم القضاء عليها إلى الآن, ولكن ما حدث من انجازات خلال آخر عام ونصف يصعب عمله في 20 سنة, وقال “اللي عمل دا المصريين, التحية اللي هنا لمين, التحية للمصرين”
ثم شكر الحضور وطمأن المصريين على مصر, وقال “مصر واقفة بخير وسلام, وانتم في أمان وسلام” وقال “ماحدش هايقدر, ماحدش هايقدر” – في إشارة منه لإستهداف المصريين ومصر – وكالعادة إختتم الخطاب “تحيا مصر, تحيا مصر, تحيا مصر

طوبيا اكسبريس
اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى