يامصر ياوطنى ….لا تحزني …لـ بسمة حجازى

ماذا أصابك ياعروس؟ أرجوك انهضي، ولا تمرضي. ولا تركني لما حلّ بك من دمارمنذ خمس سنوات، وتضعفي أمامه. فما أصابك يسمّى في المصطلحات الطبية (وعكة). فمصيرها للزوال -بإذن الله- .. وأرجوك عودي كما عهدناك، تلك العروس المتكئة أحيانًا، والواقفة بشموخ أحيانًا أخرى. وهي تقول أنا العروس، أنا لمعة ألماسة، أنا بنت النور. . وأرجوك عودي كما عهدناك تلك الجميلة التي يداعب خديها وظفائرها نسمات بحرها الجميل. البحر الذي اكتسب ميزة الجمال. وأصبح ينادي ويفاخر بين بحور الأرض أنا الأجمل! .. أتدرين لماذا يا عروس؟ ..لأنك سكنته وأكسبته جزءًا من جمالك. .. آه.. آه.. آه يا بنت النور، يُقال إن (مَن رآى ليس كمن سمع). ليتني لم أشاهدك بما أنت فيه، وخصوصًا (وعكتك) الأخيرة؛ لأنها أشد من سابقتها! .. أتدرين لماذا تمنيت ذلك؟ لأني أردت لنفسي أن أحتفظ بداخلي بأزهى صوركِ. وأبهى حللكِ. .. سامحيني أني تجولت بين ظهرانيك بالأمس القريب؛ لكي أرى بنفسي ما أصابك، وألمّ بك. للأسف رأيت ما أدمى قلبي، وأغرق عينيّ دموعًا!
ولكنْ صدقيني أنني لم أسمح لدموعي أن تنهمر عليك، تدرين لماذا؟ .. لسببين: أولهما لكي لا أجرح شعورك وكبرياءك. ثانيهما لكي لا يُقال عني أنني ساهمت فيما حل بك بدموعي التي ربما ترفع منسوب المياه الجارفة! … آه.. آه.. آه يا عروس ما هذه (الوعكات).. الواحده تلو الأخرى.. أتسمحين لي بأن أصطحبك للطبيب؟! .. لربما يتضح لنا ما هو السبب! لأن المريض إذا اكتشف فيه (عضو) متهالك غير جدير (بقاؤه) يُعطى العلاج اللازم، فإن لم يُجْدِ يقرر (استئصاله، أو بتره). .. أتدرين بدأت أعرف ماهية مرضك بدون الذهاب للطبيب! وإني لعلى يقين منه. كما غيري وهم كثر!! إنه باختصار (الخيانة)!.. ولكن دؤاك موجود معكى ..هو شعبك الاصيل .. وجيشك البطل .. وتاريخك النضالى المشرف .. وارضك مقبرة الغزاة .. ولذلك فانتصارك حتمى .. وعودة حميدة (يا عروس).

طوبيا اكسبريس
اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى