“بس …مات….وطن …” للشاعر اسماعيل الستيتى

 

 

 

 
هذه دعوة أتوجه بها إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي ليضع ضمن خطة التطوير في مصر ضرورة إنشاء مستشفى بكل محافظة و منها فروع بجميع المراكز و القرى و النجوع لمعالجة مرض سرطان الفساد في مصر ، ذلك الداء الذي يسكن الجسد المصري و تفشى فيه بلا حدود و يمرح و يسرح فيه – على مزاجه – و المؤسف أن الجسد المصري اعتاد على الفساد كما اعتاد على العديد من الأوبئة الأخرى ، و الأكثر أسفاً أن كل هذا يقع و يتم تنفيذه بطرق قانونية تجعل مرتكبيه أبرياء – حتى إن وقعوا تحت طائلة القانون – هذا في حال التفت إليهم أحد أصحاب الضمائر الحية – فما على المفسد سوى اللجوء لمحام لعوب يعرف جيداً ثغرات القانون تلك القوانين التي تم إصدارها و عفى عليها الزمن لدرجة أن المفسدون لم يعودوا في حاجة للجوء للمحامين ليبرؤوا أنفسهم فقد حفظوا القانون بثغراته ، فقد كان يتم اصدار القانون و عليه هدية مجانية ليصبح القاون بثغراته بقيمة قانون فقط – أوبشن زيادة – في جلسة خاصة عقدناها نحن أولياء أمور مدرسة أسوان الجديدة المتميزة للغات و أثناء الحديث لفت نظري بعض الجمل و المفردات التي تبدوا عادية لمن يسمعها لأنها تروى ببساطة شديدة و كأنها شيء عادي و مألوف ، تعرض أحد أولياء الأمور لأن هناك وفر من رصيد المدرسة العام الماضي تم ترحيله للعام لحالي و لم نرى منه جنيها واحدا تساهم به الجهة المسئولة في تطوير و تحسين وضع المدرسة ، هذا الوفر قيمته حوالي 20000 عشرون الف جنيها أو ما يزيد و لا أعلم من أين جاء هذا الوفر و نحن عندما استلمنا المدرسة لم يكن بها أي شيء يوحي بأنها تصلح مدرسة ، و الأعجب من ذلك أن قيمة المصروفات هذا العام اعلى بكثير من العام الماضي و يفترض أن هذه المصروفات قد تم تخصيص جزء منها للحوافز الخاصة بالمعلمين العاملين و لم يستلم أحد منهم هذا الحافز ، يفترض أيضاً أن منه مبلغ خاص بتوفير بعض احتياجات المدرسة و مستلزماتها و لا أعرف سببا واحدا للسخافة التي يتم بها صرف المبالغ لهذه الأغراض علماً بأن المسئول إذا رغب في أن يتم الصرف سنجد أن الأمر أكثر سهولة و يسر مما هو عليه الآن ، و هنا سؤال يطرح نفسه : ما هو الغرض الذي من أجله يتم توفير مبالغ من المصروفات التي يدفعها أولياء الأمور و إدخاله إلى خزانة لدولة ؟ هل هناك نسبة تعود على المسئول – الشاطر – الذي يجيد التوفير من أموال أولياء الأمور أم أنه كلما وفر مبالغ من دماء اولياء الأمور و أعاده إلى خزانة الدولة اقترب من الترقية خطوة للامام ، انا اقول ان كانت الأولى فنحن مستعدون تماما لتعويضه عن المكافأة و النسبة التي سيحصل عليها من المبلغ الذي يتم توفيره و مستعدون لعمل عقد اتفاق بيننا و بينه و لتكن الأمور اكثر وضوحا و على الأقل سيضمن أنه سوف يستلم المكافأة بطريقة اسرع بدلا من الروتين الذي سيستهلك جزءا من المكافأة كمصروفات و دمغات و خلافه ، أما إن كانت الثانية و هي الترقية فله الحق المطلق في أن يفعل ذلك كما أن لنا الحق أن نفضحه فضيحة – حرامي الأحذية في صلاة الجمعة – نعم أيها السادة هكذا نحسب الأمور لأننا أولياء أمور ، يبقى أن نفترض أن كل ما ذكرته من نسج الخيال و ما هو الا وهم نتوهمه – و حقيقة هذا ما أتمناه و ادعو الله به ليل نهار – ، لماذا لم يقم السيد المسئول أو الجهة المسئولة بالصرف على متطلبات المدرسة من البنود التي حددها القانون لجهات الصرف المصرح بها ؟ و لماذا تم توفير مبالغ من العام الماضي و لم يتم انفاقها على احتياجات المدرسة حتى الآن؟ ، لماذا تفتقر لمدرسة حتى الآن لوجود كافتيريا توفر احتياجات التلاميذ رغم أن الموضوع مطروح منذ شهر يونيو و يوليو و أخذ العديد من الموافقات و لا أعلم لماذا توقف ؟ لماذا لم يتم تجهيز المعمل التكنولوجي الخاص بالمدرسة حتى الان ؟ لماذا لم يتم توفير أجهزة الكمبيوتر الخاصة بالمدرسة حتى الآن ؟ لماذا لم يتم تجهيز معمل ميديا للتلاميذ أو توفير شاشات عرض للتلاميذ بالفصول أو ببعض الفصول التي يمكن أن يستخدمها المعلم في شرح المواد التي تحتاج لهذه التقنية ؟ لماذا لم يتم الصرف من بند التطوير التكنولوجي حتى الان لتطوير و توفير احتياجات المدرسة حتى تاريخه ؟ لماذا لم يتم الانفاق من بند النشاط العام لتوفير الالعاب الرياضية السليمة و الآمنة للاطفال و تطوير منطقة الألعاب بالشكل الذي يتناسب مع سلامة الاطفال و احتياجاتهم ؟ لماذا لم يتم تجهيز الأنشطة العامة عموما حتى تاريخه ؟ هل لعدم توفر المبالغ الازمة ؟ أم بهدف توفير المبالغ ليتم ترحيلها فيما بعد لخزانة الدولة كي يحصل السيد المسئول على نسبته أو مكافأته ؟ ، حقيقة أنا أكتب هذا مجتهدا و ربما أكون جاهلا بهذه الأمور و ربما أكون أيضا سيء الظن بالسيد المسئول و أعوانه و في هذه الحالة أتمنى على السيد المسئول أن يخرج علينا بطلعته البهية ليوضح لنا أسباب مقنعة تجعل كل هذه الأمور واقفة حتى الان و لم يتم تفعيلها ، مع الأخذ في الاعتبار أني لم أتطرق للعملية التعليمية و سيرها ان كان صحيحا و سليما و بدون عجز و متوفر كل المعلمين اللازمين للعملية التعليمية أم لا ، أنا لم أتطرق لهذا ابدا ، لكن سيدي المسئول أعدك أنني سأنقب عن أوجه القصور في هذه المدرسة و المدارس الأخرى و اضعها أمامك فربما تكون لا تدري و لعل من هم حولك لم يبلغوك بمشاكل تلك المدارس أسوة بحاشية العديد من المسئولين الذين يقومون بصم آذان المسئول عن اصوات المواطنين ، أيها السادة المسئولين لا تنسوا أنكم مسائلين يوما ما ، فاتقوا الله فينا و في اولادنا و في اولادكم و بيوتكم .
بقي أن أتوجه للرئيس عبد الفتاح السيسي قائلاً : أيها المختار بمحض ارادتنا إن الفساد الذي تفشى في جسد مصر أشد خطورة على مصر و أهلها من الإرهاب الذي خرجنا لنفوضك في محاربته و إن كان محاربة الفساد تحتاج لخروج آخر لنفوضك في محاربته لخرجنا كلنا رجالا و نساء و شبابا و عجائز لأن ما نعانيه من الفساد و ما يترتب عليه من أضرار جسيمة يعاني منها القاصي و الداني لا يمكن وصفه و قد أعجبني كثيرا ما ذكرته في خطابك أن الإرهاب الذي خرجنا لتفويضك في محاربته كان – حسب ما ذكرته – (الإرهاب المحتمل ) أما الفساد فهو ليس محتملا بل واقعا و مشكلته أنه مرن و سهل التشكيل لذلك تجده بكل الاشكال و بكل السبل و بكل الامكانيات المتاحة و غير المتاحة فهيا يدنا بيدك علنا نستطيع – فقط – أن نبدأ الحرب على الفساد و ندع الأجيال القادمة تكمل الحرب عليه لأننا لن نستطيع و لن نعيش حتى نجني ثمار هذه الحرب لأن الحرب على الفساد تحتاج عقود إن لم تكن قرون كي تحقق انتصارا واحدا فيها ، ذلك لأن عدوك غير محدد و لا تعرف له مكان محدد او اسم محدد او منصب محدد كي تضع له استراتيجية تحاربه بها فنحن بحاجة لمعجزة فقط لنحدد مواقع الفساد و الافساد في جسد الوطن المصري
——————
المقال مرسل لناعبر صفحة الجريدة على الفيس بوك

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

عزيزي الزائر،،يرجى إيقاف حاجب الإعلانات ،، فمساهمتك تعمل على استمرار تقديم خدماتنا