هذه دعوة أتوجه بها إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي ليضع ضمن خطة التطوير في مصر ضرورة إنشاء مستشفى بكل محافظة و منها فروع بجميع المراكز و القرى و النجوع لمعالجة مرض سرطان الفساد في مصر ، ذلك الداء الذي يسكن الجسد المصري و تفشى فيه بلا حدود و يمرح و يسرح فيه – على مزاجه – و المؤسف أن الجسد المصري اعتاد على الفساد كما اعتاد على العديد من الأوبئة الأخرى ، و الأكثر أسفاً أن كل هذا يقع و يتم تنفيذه بطرق قانونية تجعل مرتكبيه أبرياء – حتى إن وقعوا تحت طائلة القانون – هذا في حال التفت إليهم أحد أصحاب الضمائر الحية – فما على المفسد سوى اللجوء لمحام لعوب يعرف جيداً ثغرات القانون تلك القوانين التي تم إصدارها و عفى عليها الزمن لدرجة أن المفسدون لم يعودوا في حاجة للجوء للمحامين ليبرؤوا أنفسهم فقد حفظوا القانون بثغراته ، فقد كان يتم اصدار القانون و عليه هدية مجانية ليصبح القاون بثغراته بقيمة قانون فقط – أوبشن زيادة – في جلسة خاصة عقدناها نحن أولياء أمور مدرسة أسوان الجديدة المتميزة للغات و أثناء الحديث لفت نظري بعض الجمل و المفردات التي تبدوا عادية لمن يسمعها لأنها تروى ببساطة شديدة و كأنها شيء عادي و مألوف ، تعرض أحد أولياء الأمور لأن هناك وفر من رصيد المدرسة العام الماضي تم ترحيله للعام لحالي و لم نرى منه جنيها واحدا تساهم به الجهة المسئولة في تطوير و تحسين وضع المدرسة ، هذا الوفر قيمته حوالي 20000 عشرون الف جنيها أو ما يزيد و لا أعلم من أين جاء هذا الوفر و نحن عندما استلمنا المدرسة لم يكن بها أي شيء يوحي بأنها تصلح مدرسة ، و الأعجب من ذلك أن قيمة المصروفات هذا العام اعلى بكثير من العام الماضي و يفترض أن هذه المصروفات قد تم تخصيص جزء منها للحوافز الخاصة بالمعلمين العاملين و لم يستلم أحد منهم هذا الحافز ، يفترض أيضاً أن منه مبلغ خاص بتوفير بعض احتياجات المدرسة و مستلزماتها و لا أعرف سببا واحدا للسخافة التي يتم بها صرف المبالغ لهذه الأغراض علماً بأن المسئول إذا رغب في أن يتم الصرف سنجد أن الأمر أكثر سهولة و يسر مما هو عليه الآن ، و هنا سؤال يطرح نفسه : ما هو الغرض الذي من أجله يتم توفير مبالغ من المصروفات التي يدفعها أولياء الأمور و إدخاله إلى خزانة لدولة ؟ هل هناك نسبة تعود على المسئول – الشاطر – الذي يجيد التوفير من أموال أولياء الأمور أم أنه كلما وفر مبالغ من دماء اولياء الأمور و أعاده إلى خزانة الدولة اقترب من الترقية خطوة للامام ، انا اقول ان كانت الأولى فنحن مستعدون تماما لتعويضه عن المكافأة و النسبة التي سيحصل عليها من المبلغ الذي يتم توفيره و مستعدون لعمل عقد اتفاق بيننا و بينه و لتكن الأمور اكثر وضوحا و على الأقل سيضمن أنه سوف يستلم المكافأة بطريقة اسرع بدلا من الروتين الذي سيستهلك جزءا من المكافأة كمصروفات و دمغات و خلافه ، أما إن كانت الثانية و هي الترقية فله الحق المطلق في أن يفعل ذلك كما أن لنا الحق أن نفضحه فضيحة – حرامي الأحذية في صلاة الجمعة – نعم أيها السادة هكذا نحسب الأمور لأننا أولياء أمور ، يبقى أن نفترض أن كل ما ذكرته من نسج الخيال و ما هو الا وهم نتوهمه – و حقيقة هذا ما أتمناه و ادعو الله به ليل نهار – ، لماذا لم يقم السيد المسئول أو الجهة المسئولة بالصرف على متطلبات المدرسة من البنود التي حددها القانون لجهات الصرف المصرح بها ؟ و لماذا تم توفير مبالغ من العام الماضي و لم يتم انفاقها على احتياجات المدرسة حتى الآن؟ ، لماذا تفتقر لمدرسة حتى الآن لوجود كافتيريا توفر احتياجات التلاميذ رغم أن الموضوع مطروح منذ شهر يونيو و يوليو و أخذ العديد من الموافقات و لا أعلم لماذا توقف ؟ لماذا لم يتم تجهيز المعمل التكنولوجي الخاص بالمدرسة حتى الان ؟ لماذا لم يتم توفير أجهزة الكمبيوتر الخاصة بالمدرسة حتى الآن ؟ لماذا لم يتم تجهيز معمل ميديا للتلاميذ أو توفير شاشات عرض للتلاميذ بالفصول أو ببعض الفصول التي يمكن أن يستخدمها المعلم في شرح المواد التي تحتاج لهذه التقنية ؟ لماذا لم يتم الصرف من بند التطوير التكنولوجي حتى الان لتطوير و توفير احتياجات المدرسة حتى تاريخه ؟ لماذا لم يتم الانفاق من بند النشاط العام لتوفير الالعاب الرياضية السليمة و الآمنة للاطفال و تطوير منطقة الألعاب بالشكل الذي يتناسب مع سلامة الاطفال و احتياجاتهم ؟ لماذا لم يتم تجهيز الأنشطة العامة عموما حتى تاريخه ؟ هل لعدم توفر المبالغ الازمة ؟ أم بهدف توفير المبالغ ليتم ترحيلها فيما بعد لخزانة الدولة كي يحصل السيد المسئول على نسبته أو مكافأته ؟ ، حقيقة أنا أكتب هذا مجتهدا و ربما أكون جاهلا بهذه الأمور و ربما أكون أيضا سيء الظن بالسيد المسئول و أعوانه و في هذه الحالة أتمنى على السيد المسئول أن يخرج علينا بطلعته البهية ليوضح لنا أسباب مقنعة تجعل كل هذه الأمور واقفة حتى الان و لم يتم تفعيلها ، مع الأخذ في الاعتبار أني لم أتطرق للعملية التعليمية و سيرها ان كان صحيحا و سليما و بدون عجز و متوفر كل المعلمين اللازمين للعملية التعليمية أم لا ، أنا لم أتطرق لهذا ابدا ، لكن سيدي المسئول أعدك أنني سأنقب عن أوجه القصور في هذه المدرسة و المدارس الأخرى و اضعها أمامك فربما تكون لا تدري و لعل من هم حولك لم يبلغوك بمشاكل تلك المدارس أسوة بحاشية العديد من المسئولين الذين يقومون بصم آذان المسئول عن اصوات المواطنين ، أيها السادة المسئولين لا تنسوا أنكم مسائلين يوما ما ، فاتقوا الله فينا و في اولادنا و في اولادكم و بيوتكم .
بقي أن أتوجه للرئيس عبد الفتاح السيسي قائلاً : أيها المختار بمحض ارادتنا إن الفساد الذي تفشى في جسد مصر أشد خطورة على مصر و أهلها من الإرهاب الذي خرجنا لنفوضك في محاربته و إن كان محاربة الفساد تحتاج لخروج آخر لنفوضك في محاربته لخرجنا كلنا رجالا و نساء و شبابا و عجائز لأن ما نعانيه من الفساد و ما يترتب عليه من أضرار جسيمة يعاني منها القاصي و الداني لا يمكن وصفه و قد أعجبني كثيرا ما ذكرته في خطابك أن الإرهاب الذي خرجنا لتفويضك في محاربته كان – حسب ما ذكرته – (الإرهاب المحتمل ) أما الفساد فهو ليس محتملا بل واقعا و مشكلته أنه مرن و سهل التشكيل لذلك تجده بكل الاشكال و بكل السبل و بكل الامكانيات المتاحة و غير المتاحة فهيا يدنا بيدك علنا نستطيع – فقط – أن نبدأ الحرب على الفساد و ندع الأجيال القادمة تكمل الحرب عليه لأننا لن نستطيع و لن نعيش حتى نجني ثمار هذه الحرب لأن الحرب على الفساد تحتاج عقود إن لم تكن قرون كي تحقق انتصارا واحدا فيها ، ذلك لأن عدوك غير محدد و لا تعرف له مكان محدد او اسم محدد او منصب محدد كي تضع له استراتيجية تحاربه بها فنحن بحاجة لمعجزة فقط لنحدد مواقع الفساد و الافساد في جسد الوطن المصري
——————
المقال مرسل لناعبر صفحة الجريدة على الفيس بوك