القواعد المتصارعة نظرية جديدة في علم الاجتماع “، للدكتور أحمد موسي بدوي، تقدم رؤية تحليلية وأدوات تفسير لحل ألغاز المجتمع العربي المعاصر.

كتب : مرفت جاب الله:
نحو نظرية عربية جديدة في علم الاجتماع ” القواعد المتصارعة ” للعالم الجليل دكتور أحمد موسي بدوي.قضى الدكتور بدوي في تأليف هذه النظرية قرابة أربعة عشر عاما، وهي تنتمي لاتجاه العلاقة بين الفعل والبناء، الذي تطور على يد عدد من المنظرين الكبار في علم الاجتماع، مثل العالم الفرنسي الشهير، بيير بورديو، والعالم الانجليزي أنتوني جيدنز.
غير أن نظرية القواعد، تحاول حل الكثير من الالغاز السوسيولوجية التي أخفقت نظريات بورديو وجيدنز ومارجريت آرشر في حلها. ولذلك فقد استفاد بدوي في تأليفه النظري من عدد من النظريات السوسيولوجية كنظرية الصراع لدى راندال كولينز، والبنائية الوظيفية الجديدة لدى جيفري الكسندر، والبنائية الرمزية لدى شيلدن، وبالاضافة الى نظريات اولرش بيك عن المجتمع الكوني.
تقدم نظرية القواعد المتصارعة مفاهيم وعلاقات واضحة قابلة للقياس، ويمكن الاستفادة منها في تطوير البحوث البيئية.
مفهوم ” القواعد البنائية ” هو المفهوم المحوري لنظرية القواعد المتصارعة، وأوضح القواعد عبارة عن أفعال مجردة من الزمان والمكان، لها دلالة لغوية وقيمية ومعيارية ،يستحضرها الفاعل لتنظيم الدوافع وتحقيق الأغراض الحيوية والفكرية والروحية. وهي توجه لسلوك الأفراد توجيها اراديا أخلاقي الطابع وأحيانا يكون التوجيه اجباري الطابع.
كما أوضح لنا كيف تنشأ القواعد البنائية ؟، وكيف تؤدي وظيفتها ؟ وما أنواع القواعد وتعريفها وتصنيفها ، ونطاق عمل كل نوع منها، ودورة حياتها؟
يذهب بدوي إلى أن البناء الاجتماعي يتكون من ثلاث أبنية فرعية، هي البناء التفاعلي أو بناء الحس المشترك، والبناء المؤسسي، والبناء النفقي. ويرى أن القواعد البنائية داخل كل بناء ترتبط بعلاقات صراعية شبه دائمه مع غيرها من القواعد المناظرة. دون أن ينفي وجود علاقات تكامل أو تعايش بين البنائين التفاعلي والمؤسسي، في حين يبقى البناء النفقي المعتم، يضم شبكات الجريمة المنظمة والجماعات المتطرفة والارهابية، بالإضافة الى الحركات الاجتماعية السرية.
تقدم نظرية القواعد سبعة آليات التغير داخل العالم الاجتماعي. من خلال توضيح التغير عبر الأفعال الاجتماعية الجمعية، وعبر الأفعال الفردية، وعبر الأفعال السلطوية، والأفعال الكاريزمية الاستثنائية.
في الجزء الأخير من النظرية ، يقسم بدوي العالم الاجتماعي إلى خمسة عوالم تبدأ بالعالم الاجتماعي الصغير، وتزداد تركيبا وتعقيدا وصولا إلى عالم المجتمع الكوني، ويرى أن عصر العولمة يفرض على هذه العوالم علاقات تفاعل وتداخل و تأثير متبادل، لا يخلو من الصراع.
تعتبر نظرية ” القواعد المتصارعة ” أول نظرية سوسيولوجية عربية مكتملة الأركان، وظهورها في هذا التوقيت الصعب في تاريخ المجتمع العربي، يبرهن علي قدرة الباحثين العرب علي الخروج من حالة التبعية العلمية، والإسهام بجدية في تطوير علم الاجتماع علي المستوي المحلي والإقليمي والكوني .
وأتبنى في هذا المقال دعوة الدكتور أحمد موسى بدوي، الموجهة للباحثين والمشتغلين بالعلوم الاجتماعية والجماعة السوسيولوجية العربية، بضرورة القراءة الجيدة ،وتقديم رؤية نقدية جديدة للمساهمة في تطوير هذا الاكتشاف النظري لكي يستمر العلم ويرتقي، ومن أجل خلق نقطة انطلاق نحو علم اجتماع عربي جديد.
ومن هذا المنطلق يكمنني أيضًا التنويه للمهتمين بالقراءة لهذا العمل الرائع والذي أشاد به كل من قرأ هذه النظرية، كما أشاد به عالمنا الجليل الأستاذ الدكتور علي عبد الرزاق جلبي أستاذ علم الاجتماع بجامعة الإسكندرية العريقة وحث سيادته جميع السوسيولوجين بقراءة نظرية القواعد. والجدير بالذكر أن النسخة الانجليزية حصلت على اعلى رانك في موقع اكاديميا , ونسبة المشاهدة تقترب من 12000 أكاديمي.
يمكن للمهتمين أقتناء نسخة خاصة من هذه النظرية والتي نشرت بالفعل باللغتين العربية والانجليزية، في مجلة وادي النيل للدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية والتربوية ، مجلة علمية محكمة وذلك بالعدد الثامن عشر ،المجلد الثالث ،إبريل لعام 2018م.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

عزيزي الزائر،،يرجى إيقاف حاجب الإعلانات ،، فمساهمتك تعمل على استمرار تقديم خدماتنا