لا تدري لماذا تفعل هذا ،وهي التي لم تتودد يوما إلي رجل …لم تعتقد في رجل ..لم تأتمن يوما رجل علي هذا الذي يسكن بين جوارحها. .لماذا هو ؟أرادت أن تخبره أنها رأته كثيرا ف أحلامها كان دائما الملاك الذي ينتزعها من ذراع الشيطان الذي يريد الفتك بها ..ملامحه الطيبه التي تشعر بأنها تغرقها حتي اذانها في شعور غريب لا تدري له تفسير …أرادت أن تناديه ابق معي فقد خذلني الجميع.
.لا يريدون مني روحا …بل لا يروني إلا جسد امرأه كرهت كل الرجال.. حتي التقي كلاهما الآخر قبل أن يلتقيا، وربما قبل أن يخلق البشر ، فهي التي عاشت تعاني ككثيرات غيرها ،ممن يكبلن بقيود انوثه ،تحجب عنهن الكثير والكثير من الحقوق التي يتمتع بها الذكور ،يصرخن… ينادين بشعارات الحريه المزعومه، والتي في حقيقه الأمر ماهي الا قرع علي إناء ممتلئ.
عاشت ”مهجه” الطفله الجميله في بيت بسيط ،لأب يعمل في احدي مؤسسات الدوله الهامه ،والتي تفرض علي العاملين بها درجه عاليه وطابع خاص يحوطه السريه والغموض. كانت صامته لا تتحدث إلا قليلا ..تخشي كل شيء وتهرب من كل شيء… وعندما استدار ذلك الجسد ليعلن عن وصولها إلي درب الأنوثة والجمال ، لم تسعد بذلك بل حاولت بشتى الطرق إخفاء هذه المعالم، التي كانت بالنسبه إليها هي مجرد قيد و إعلان لخروجها من مجتمع مختلط إلي مجتمع آخر، يفرض الحدود بين عالمين … كانت تبتعد عن كل شيء يعرضها للوم أو للعقاب، فالأب الصارم الذي تهتز له جدران المنزل معلنه قدومه ،لا يتهاون في إلقاء كلمات التهديد والترهيب دائما، اشعرها أنها تعيش في غابه، زاد الخوف بداخلها حتي أصبحت تعيش داخل قوقعه صنعتها قسوه الأب وضعف الأم فنتج عنه كائنا ضائعا لا يعرف من الحياه إلا الخوف.
وعندما تقدم لخطبتها ” عمر” لم يك بالنسبه إليها سوي شقيق صديقتها الذي رآها بعض مرات قليله، فرمقها بنظرات الإعجاب والتي في حقيقتها ليست اعجابا بشخصها ،ولكن إعجاب رجلا بهذا الجسد الفاتن المثير ، الذي تفننت كثيرا في اخفاءه بارتداء ملابس الرجال ،حاولت أن تخدع ذاتها وان تقنع روحها بأن ”عمر ” يحبها هي، ولكن بعد أشهر قليله أدركت أنها تسير فوق زجاجا محطما ولن تعود من رحله السير عليه سالمه دون أن تتألم…صارحت والدها برغبتها في الإبتعاد عن ”عمر ” ،كانت تخشي لومه ونهره الدائم لها ولكن جاء رد فعله عكس ما توقعت ، لقد سعد بقرارها ،تأكدت أن مشاعر الغيره كانت تسيطر عليه فقد أمتلكها كما أمتلك امها سنوات طويله، لم تسمعه يوما يسدي إليها اطراء أو كلمه من كلمات العاشقين ،كان فقط يلقي عليها الأوامر والتعليمات وتنفذ دون ايه اعتراضات اللهم إلا بعض الدموع التي تخفيها سريعا ،حتي لا يشاهدها وتتعرض لما لا تحبه ولا تتمناه.
تفرغت ”مهجه ” للدراسه ،ومرت السنوات سريعه…وتزوجت زيجه المعارف ،التقته مرتين ،”عادل ” المحاسب الشاب الذي يكبرها بسنوات قليله ،منذ أن رأته أدركت انه ماهو الا دميه تتحرك فقط بخيوط والدته ووالده، أدركت أنها تهاوت، سقطت في فخ أكبر ،ولكنها ضعفت، استسلمت..عندما ذهبت إلي والدها شاكيه بعد أول خلاف مع زوجها الذي رأته تماما كما تخيلت…كائنا هشا لا يقوي علي اتخاذ قرار ..يعيش لينفذ ما يمليه عليه الآخرون.. لم يخبرها انه أحبها قط، فالحب عنده ماهو الا إمتلاكا ..كانت له شيء ثمينا اقتناه واسعده. .أحتفظ به في غلاف جميلا وابعده عن أعين الآخرين في مكان بعيد حتي لا يسرق منه . ..أرادت أن تفر بسنوات عمرها الباقيه.. أن تنقذ انوثتها التي وارتها سنوات طويله تحت عباءة الخوف والخجل…ولكنها لم تجد من يسمع صراخات قلبها .. . أنين عمرها المسلوب… صفعات القدر علي الجسد الضعيف. .عاشت ولم تعش، رأت ولم تري ..عشقها كثيرون ولم يعشقها أحد ..لم تعرف معني الحب ،كانت فقط تسمع عنه من كلمات وقصص الرفاق… أعطت كل ما بداخلها من هذا الحب المختزن لطفلها الصغير ..المنحه الإلهيه في قصه العمر الضائع. .ولكنها تمنت أن تقابل الحب يوما ،ولكنها لم تجد غير من أراد قضاء لحظات تسعده هو بالواقع أو بالخيال .
أرادو سرقه هذا الجسد ..أرادو سرقه هذه الروح ولكنها أعتادت الفرار.. أعتادت أن تهرب ممن يريد ذلك ..كانت تراه كما عاشت سنوات تراه ماهو الا لصا ..مغتصبا .. أحد وحوش الغابه التي حدثها والدها عنها في حكايات الطفوله..ولكنه رحل بعد أن ترك طفلته الصغيره وقد أصبحت انثي كبيره ..تبحث عن الحب الذي لم تعرفه ..الحب الذي يراها روحا جميله لا امرأه جميله .. حب الروح الذي اعتاد رفاقها منادتها به كنوع من السخريه…ولكنها لم تفقد الأمل..كانت تشعر انه هناك يحيا ..يعيش قريب منها ..تحس تلك الروح ..تسمع هماستها ..بل تراها في أحلامها…ستاتيها يوما رغما عنها وعن الجميع …والتقته ..تبدلت … تغيرت ..عاشت تنتظر أن تجده وعندما وجدته ..ابتعد ..تركها في عالم لا يري منها غير جسد …ولا يراها إلا امرأه أو قلب من قلوب كثيره صامته .