بقلم د.محمود التطاوي جراح القلب واستاذ مساعد بجامعه كمبردج
ومازلت ابحر فى عالم القلب ومازلت اوؤمن انه هالة الروح ومكمنها …..
.. مكان الحب والكره والإيمان والكفر والإخلاص والجحود والحقيقة والشك والرحمة والألفة هو القلب. وكلمة «القلب» مصطلح مجازي لكن المعضلة هي أن القلب اسم خاص بعضو انسان معين ومحدد فليس فالذى فى قلب كل انسان مختلف عن نظيره لانسان اخر – ولأن القلب صاحب الدور الرئيسي في استقبال وإرسال الدم يجعل منه وسيلة اتصال بكافة أعضاء الجسم وبالتالي مرشحاً رئيسياً لعمليات التنسيق والسيطرة.. ويساند هذا الرأي الفرضيات العلمية الأخيرة التي تدعي أن ذاكرة الإنسان لا تستقر في دماغه فقط بل تمتد في كافة أعضاء جسمه نتيجة لتشعب الجهاز العصبي بأكمله!
ويوجد في داخل خلايا قلب الإنسان برامج خاصة للذاكرة يتم فيها تخزين جميع الأحداث التي يمر فيها الإنسان، وتقوم هذه البرامج بإرسال هذه الذاكرة للدماغ ليقوم بمعالجتها والسؤال هنا ماذا لو؟؟؟؟
ماذا لو نقلتا قلب به كل هذه المشاعر الى انسان اخر ؟؟
قد يفعل المانحون للقلب أكثر من مجرّد إنقاذ روح . فقد يعطون “حياة جديدة” لمستقبلي القلب الجديد بمشاعر جديدة ..ووفقاً للدراسات فإنّ القلب يقوم بتخزين الذّكريات بواسطة الخلايا العصبيّة الموجودة بداخله ،
ومن الشائع ان اصحاب القلوب المزروعه (المنقولة ) لا يعيشون طويلا ولكن السير مجدي يعقوب قام بعملية زرع قلب لرجل إنجليزي يدعى (John McCafferty) ليدخل بسبب تلك الجراحة موسوعة غينيس كأطول شخص يعيش بقلب منقول حتى الان حيث عاش لمدة 32 عام .. ولكن لماذا لا يعيشون طويلا؟
هل السبب طبي فقط ام هناك اسباب اخرى!!
نعم بالطبع هناك اسباب اخرى وهى اسباب فسيولوجية (نفسية) بالدرجة الاولى فأن اصحاب هذه القلوب يعيشون بداخلهم مشاعر متناقضة بين ما ظلوا يؤمنون به ويحبونه طوال حياتهم وبين هذه المشاعر الجديدة عليهم كليا نتيجة عملية زرع قلب انسان اخر بداخلهم…
وفى يوليو 2004م بثت قناة «ديسكفري هيلث» برنامجاً بعنوان «الذكريات المستعارة» اعترف خلاله اصحاب القلوب المزروعه (المنقولة ) بأنهم يرون ذكريات تخص المتبرعين المتوفين.. ومن خلال هذه الشهادات أصبح الأطباء على قناعة بأن عمليات نقل القلوب لا تتضمن فقط القلوب بل ونقل ذكريات وميول المتبرعين إلى المتلقين لها وقبل فترة اعترف المركز الطبي في جامعة أريزونا – وهو مركز مشهور عالمياً بزراعة القلوب – بوجود هذه الظاهرة تحدث أصحابها عن تلقي مشاعر وأحاسيس جديدة لم يشعروا بها قبل. وتصبح هذه الظاهرة أكثر قوة ووضوحاً كلما اختلفت الاهتمامات وتفاوتت الميول بين المتبرع والمتلقي..
ببساطة بمكن القول إن القلب هو الذي يشرف على عمل الدماغ،وهناك أمر اخر مثير للاهتمام ألا وهو أن أولئك المرضى الذين استبدلت قلوبهم بقلوب اخرى، فقدوا الإحساس والعواطف والقدرة على الحب مع اناس كانوا يحبونهم قبل عملية نقل القلب الجديد لهم !!!
وحتى هذه اللحظة لم يستطع الأطباء تفسير هذه الظاهرة، لماذا حدث هذا التحول النفسي الكبير لهم ، وما علاقة القلب بنفس الإنسان ومشاعره وتفكيره؟ ورأى الشخصي وتفسيري: “إن العلماء لم يعطوا اهتماماً بهذه الظاهرة، بل إنهم لم يدرسوا علاقة القلب والمشاعر بأعضاء الجسم، بل تعاملوا مع الجسم وكأنه مجرد آلة”.
و توجد آيات كثيرة من القرأن الكريم تؤكد هذه الظاهرة و تشير إلى ان مكمن كل هذه المشاعر هو القلب (لهم قلوب لا يعقلون بها) هنا يؤكد المولى انه محل التفكير
(على قلوبهم أكنة أن يفقهوه) هنا محل التدبر (وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ ) هنا محل العقيدة (وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً) هنا محل الرحمة (اولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ ) هنا محل الايمان ( الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ ) هنا محل السكينة والخشوع و(يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم) هنا محل الحقيقة وغيرها وغيرها من الأيات التى تثبت ان القلب مكمن كل المشاعر وليس هذا وحسب وانه محل الايمان والكفر واليقين والشك …
اذا من الذى علم محمد النبي الامى الذى لا يقرأ ولا يكتب كل هذه الامور وهى التى ظهرت الى العلن منذ فترة وجيزة والجواب فى (وما ينطق عن الهوى) نعم انه الامى الذى علم البشرية كلها
“..فسبحان الذى انزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا .”
د.محمود التطاوى