في معظم بلداننا العربية نفتقد فن ادارة الحوار مع انه في الاساس هناك قاعدة للتعامل الا وهو الاختلاف في الراي لا يفسد للود قضية ولا خاب من استشار ورؤيتين افضل رؤيا وغيرها الكثير والكثير من الشعارات البراقة والرنانة لاطفاء نوع من حرية التعبير والتعدد الا انه في الواقع لا يرقي الي حيز التنفيذ-مع اننا لو تدبرنا الامر بالعقل وليست العاطفة والتحيز لوجدناه افضل وانضج في التعامل فلكل منا ثقافته وراي مقتنع به ولكن يراه من منظور واحد والطرف الاخر كذلك ولكل منهم اسبابه ومن هنا ينشا الاختلاف فلا مشكلة في ذلك وهذه هي البيئة الصحية واذا اضفنا اليه التعصب لمجرد التعصب فانه ينقلب الي خلاف وانشقاق ومن ثم تقوم الحرب الكلامية الثالثة لمجرد اختلاف في الراي وهذا هو الحال -اما اذا اردنا الاصلاح والتميز والارتقاء بالفكر فلابد من ملئ مساحات الاختلاف بالاحترام المتبادل وتحليل الراي الاخر والاستفادة منه وان نبني عليه ونجله ان كان في السياق وكان في محله ولم لا وقد خلقنا الله مختلفين في التفكيروالشكل والتكوين ولكل منا عقل يميزه عن الاخر في العلم والرؤيا والتحليل والحكم علي ما ينفعه وما يضره بصرف النظر عن النوع او السن او المعتقد ولكي نصبح متكاملين بحق فيجب ان نستمع ثم نستمع ثم نتكلم وندرس ثم نقيم ثم نحكم بالعقل ويا حبزا لو ان حب الاخرين طغي علي حب الذات لصرنا ملائكة تمشي علي الارض ولا نشاهد ابدا الخلافات والانفعالات والانفلات الاخلاقي علي الشاشات في مساحات الراي والراي الاخر متناسين ان اولادنا في البيوت يراقبون عن كثب هذه السخافات من النخبة والتي تمثل لهم القدوة في شتي مناحي الحياة
كم من امم نهضت بسلوكهم وصنعوا حضارة وكم من امم ضاعت وفنيت بكبر في صدورهم وسوء الادارة -دمتم في امن الله وحفظه تحيا مصر.
0 229 دقيقة واحدة