“التوحد” لــ هند حيدر

نعيش في منزلين متقابلين ، نحن وبيت عمي ، أنا الصّغير في أخوتي ، ابن عمي فادي الصّغير في إخوته أيضاً، وأنا أكبره بعامين ، كنا نلعب معاً ، عندما أصبح عمر فادي سنتين ، نسي الكلمات البسيطة التي كان يقولها ، وعندما نحدثه لاينظر الينا ، ولايرد على من يناديه.
عرضه عمّي على الطّبيب الذي قال : فادي لديه توحّد بدرجه خفيفة ، والتوحّد ليس مرضاً إنما هو اضطراب.
حزنّا جميعا في البداية ، ولكنّ فادي كان يتجاوب معي ، فارتاح الأهل كثيراً ، وتأمّلوا الخير ، وتقبّلوا الموضوع ، وأحطناه جميعاً بالحب والرّعاية .
استعان عمّي بأخصائي ، لتعليم فادي التّصرفات اللائقة بالمواقف الاجتماعية، وكيف يطلب حاجياته ، وشيئاً فشيئاً تعلّم الاعتماد على نفسه في قضاء حاجاته الأساسيّة
بعد ذلك ذهبنا الى الرّوضة معاً ، في البداية كان الأمر صعباً، وكانت أصوات التلاميذ العالية ، تزعج فادي كثيراً ، لكنّهم تقبّلوه مع الوقت وأحبّوه ، وتبيّن أن لديه قدرة مميزة في الرّياضيات ،
والحمد لله أحبّ الجميع فادي ،لأنّه صادقٌ و طيّبٌ ، وله سمات عقلية مميّزة .

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

عزيزي الزائر،،يرجى إيقاف حاجب الإعلانات ،، فمساهمتك تعمل على استمرار تقديم خدماتنا