لماذا تحتفل قنا بعيدها القومي يوم 3 مارس من كل عام

 

متابعة:ياسرعطالله

يوم 3 مارس قد يكون لا يحمل ذكرى لدى الكثيرين الا انه لدى ابناء محافظه قنا فى اقصى جنوب مصر ذا معنى وذكرى عظيمه جعلته يوما رسميا للاحتفال بعيد قنا القومى.

الواقعه بدات بحملة عسكرية أرسلها نابليون بونابرت إلى الصعيد في يناير 1799 للقضاء على المماليك، وبالفعل حدثت معركة ‘‘سمهود’’ بإحدى قرى مركز ‘‘أبو تشت’’ وانتصر فيها القائد الفرنسي ‘‘ديزيه’’ على ‘‘مراد بك’’ لينهي دور المماليك في الصعيد وفي مقاومة الحملة الفرنسية، ظنا منه بأنه كسب أهل قنا وكسب ولائهم للحملة الفرنسية لأنه خلصهم من ظلم المماليك وقهرهم. لكن الحملة وجدت ما لم تكن تتوقع حيث بدأ يظهر العرق الصعيدي الذي لم يرضى يوما باحتلال أرضه.

بعد معركة”سمهود” رغب “ديزيه” في القضاء على من تبقوا من حكم المماليك فتعقب قواتهم في ‘‘فرشوط’’ و‘‘دندرة’’ و‘‘دنفيق’’ ثم ‘‘أرمنت’’ و‘‘إسنا’’ والتي ترك فيها جنوده ليكمل مسيرته إلى أسوان. بعدما تأكد من فرار كل قوات المماليك وجنودهم، عاد إلى جنوده للاحتفال بما حققوه وقربهم من تحقيق إمبراطورية نابليون في مصر.

بدأت مقاومة أهل قنا في 12 فبراير 1799 بمعركة ‘‘قنا’’، ثم معركة ‘‘أبو مناع’’ في 17 فبراير ومعركة ‘‘إسنا’’ في 25 فبراير وهي المعارك التي عمل فيها أهالي قنا على تحرير بلدتهم من المحتلين.

معارك استخدم فيها أهالي قنا العصا والشوم كوسيلة للهجوم والدفاع، وسرعان ما أُنهك الجنود الفرنسيين ويأسوا من الانتصار أمام ما كانوا يجدوه من بسالة وشجاعة أهل قنا، لكن قائدهم حاول حثهم على الاستمرار مستنجدا بنابليون بونابرت أن يرسل له قوات حماية لكي يخرج من الموقف الحرج الذي وضعه فيه أهل الصعيد، في ذلك التوقيت حاول ‘‘ديزيه’’ الهروب من إسنا إلى ‘‘قوص’’ ليحاول الوصول لأسيوط حيث انتظره ما تبقى من قواته وأسطوله، الذي كان يتكون من اثني عشرة سفينة احتوت على ذخائر الجيش، على حدود قنا وتقدم الأسطول السفينة الأشهر ‘‘إيتاليا’’.

ظن ‘‘ديزيه’’ أنه في طريقه الصحيح للهروب، لكن عند قرية صغيرة على حدود قنا، كان يستعد أهل ‘‘البارود’’ لتلقين الفرنسيين درسا لن ينسوه في تاريخهم، حيث تحولت القرية الصغيرة إلى ساحة قتال حمل فيها الأهالي حبهم للوطن سلاحا في وجه المعتدين، وبدأوا في الهجوم على ‘‘ديزيه’’ ومن معه من جنود، فردت عليهم السفينة ‘‘إيتاليا’’ بمدافعها وتسببت في إصابة البعض ووفاة البعض الآخر لكن ذلك لم يزيدهم إلا قوة وإصرار على إنهاء ما عزموا على البدء به. فالموقف الذي وُضعوا فيه لم يسمح لهم إلا بالانتصار أو تسليم أرضهم وهم جثث هامدة لترتفع الأعلام الفرنسية وتضع قوات الاحتلال قدمها كيفما شاءت.

ربما يظهر للبعض أن انتصار أهالي قنا على قوات فرنسية بأساطيلها دربا من دروب الخيال، خاصة بعدما حاولت قوات ‘‘ديزيه’’ رد اعتبارها والحفاظ على ما تبقى من كرامتها، لكنهم لم يتمكنوا من ذلك خاصة بعدما بدأ الأهالي في مهاجمة السفن والاستيلاء على ما بها من ذخائر، وهنا فكر القائد الفرنسي في الانسحاب لكن حظه السيئ مع الريح في ذلك اليوم أعاقه، فعاكست الريح تحركه بالسفينة ‘‘إيتاليا’’ فتشجع الأهالي على محاولة النيل منها هي الأخرى.

بلغت خسارة الفرنسيين في معركتهم مع أهالي قنا أكثر من خمسمائة قتيل، وكانت تلك الخسارة أكبر ما حظيت بها الحملة الفرنسية على مصر. ليصبح يوم 3 مارس يوم محفور في أذهان أهالي قنا وفي تاريخ الوطنية المصرية.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

عزيزي الزائر،،يرجى إيقاف حاجب الإعلانات ،، فمساهمتك تعمل على استمرار تقديم خدماتنا