المسانده الروحيه بقلم :غاده سمير

من منا لا تداهمه لحظات اليأس والحزن والشعور بالتوقف أمام مشكله أو ازمه حياتيه من أزمات الحياه ..من المؤكد أننا جميعا نتفق في المرور بهذه التجارب اليوميه، كنتاج لطبيعة الإنسان الذي خلقه الله في ”كبد”، كما ذكر جل علاه في كتابه الكريم ” لقد خلقنا الإنسان في كبد ” والكبد؛ هو المعاناه والمشقه التي جبل عليها أبناء آدم جميعا ..إذن نتفق أن الجميع يمرون بهذه المعاناه، وبالطبع تختلف درجات مرور كل إنسان بها عن الآخر…فهناك من تكون معاناته في قله المال، أو الأبناء، أو المرض، أو عدم الزواج، أو الفشل في الزواج، أو عدم التوفيق في العمل، الذي يحلم به، أو المعاناه في شخصه هو وذاته وهذا من وجهه نظري يعد من اصعب أنواع الابتلاء والمعاناه.
الابتلاء في الذات….والذات الشاكيه وذات النظره التشاؤميه بإستمرار ، فمن المؤكد انك قابلت البعض ممن يحملون النفس الشاكيه، التي تشكو من كل شيء ولا تراها تحمد الله علي ما منحها إلا قليلا أو بالادق نادرا.
أصحاب النفس الشاكيه ،هم للأسف يمتلكون قدره علي تحويل كل طاقة المحيطين بهم من طاقه إيجابيه إلي طاقه سلبيه، فتشعر بعد حديث قصير معهم بإن الحزن قد أصابك وانتشر بين خلايا جسدك، وربما تشعر بألم شديد في الرأس أو أي مكان اخر بالجسد وترغب ربما بمغادرة المكان وبسرعه.
أصحاب النفس الشاكيه؛ هم دائما يشعرون بأنهم لم يحظو بالمكانه الإجتماعيه والمعنويه التي كان من المفترض حصولهم عليها، وهذا يؤدي بهم إلي معاناه مستمره تؤثر عليهم وعلي كل من يقترب منهم بشكل أو بآخر.
الجميع دون إستثناء يمرون بلحظات الحزن ..الجميع دون إستثناء يشعرون أحيانا بعدم الرغبه في الحديث أو الانعزال لبعض الوقت عن الآخرين، ولكن هناك من يستطيع التغلب علي معاناته ويستطيع الخروج منها بحديثه الخاص إلي نفسه أولا بعبارات يوجهها لذاته قبل غيره وأولها عباره . .”لن انهزم. لن استسلم…وبالمسانده أيضا الروحيه من بعض الأشخاص الذين يحمل لهم مشاعر الحب والتقدير..فهم الشموع التي تنير له ظلام ما يشعر به ،وهناك من يسعد لهذه المسانده ويرحب بها ويتفاعل مع من يقدمها، وهناك من يرفضها ،وربما يأتيك الرد منه باردا عكس ما تحمله انت له من طاقه ايجابيه تريد مساعدته بها، ففي هذه الحاله هو يرفض حتي مساعدتك، وذلك لإصراره الشديد أن يستمر في الحاله التي أرادها وجذبها إلي حياته ودون شك تتسبب له في جذب المزيد والمزيد من الألم والحزن.
بالطبع لا يستطيع أحد أن يخرجك مما تعانيه غيرك أنت ، فالكل يحمل المتاعب والكل يحمل الهموم، ولا أحد يعيش الحياه التي تفترش الأرض فيها بالورود، من تراه يملك المال ،ربما يكون ابتلاءه في غير المال ويتمني زوال المال و يسعد بما يملكه غيره من صحه أو استقرار أو مكانه إجتماعيه أو عائليه لم يحظى بها .فالبدايه هي الداخل.. أصلح داخلك ينصلح الخارج، حاول أن تري دائما جانبا إيجابيا، فقد أسعدني جدا عباره قرأتها لشخصيه معروفه، قد أغلق حسابه علي موقع التواصل الإجتماعي بسبب منشورا لم يعجب فئه إجتماعيه معينه فقامت هذه الفئه بعمل بلاغات حتي اغلق الحساب، وكان لديه عدد كبير جدا من الأصدقاء الذين حزن كثيرا لفقدهم، وصعوبة التوصل إليهم بسهوله، ولكنه كتب عن سعادته بمنحه الله له وهي …. أصدقاء جدد أكثر تفاعلا ممن سبقوهم اسعدوه وخففو عنه ما يمر به من حزن .فبداخل كل محنه منحه وعطاء…ساند من يحتاج مساندتك. .قدم إليه عبارات طيبه .. اكتب له كلمات تسعد قلبه ،تشعره انك بجواره، حتي اذا جاءك رده باردا أو لم يأتيك فقد قدمت انت طاقه الحب والخير التي من المؤكد ستعود إليك عندما تمر بنفس ما يمر به يوما.
أصبحنا نبخل حتي ببعض حروف وكلمات ربما لن تأخذ من وقتنا شيئا ولكنها ستساند غيرنا وربما تدفعه إلي أن يعود الي ذاته…فما أجمل الكلمه الطيبه فكما قال رسولنا الكريم صلوات الله عليه وسلامه ”الكلمه الطيبه صدقه” ،فلنجعلها صدقتنا المخفيه جميعا، ولنقدم لمن نحب طاقه الحب والمسانده فالحياه رحله قصيره وإن طالت ..فلنساند أرواحنا جميعا ولنسعد أرواحا نحبها قبل أن يأتي وقت الرحيل .

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

عزيزي الزائر،،يرجى إيقاف حاجب الإعلانات ،، فمساهمتك تعمل على استمرار تقديم خدماتنا