غزه/ فادى منصور
بعدالمداولة و المزاولة و البحث في دقائق الأمور و ساعاتها و ثوانيها و بعد التقليب و التعذيب و بعد أن مات الكثيرون حرقا و صعقا بسبب الكهرباء و بعد أن استنفذت مشكلة الكهرباء مخزون المواطن و أعصابه فأصبح لا يتحمَّل وقوف ذبابة تائهة على وجهه و بعد أن تفشى الخوف و التبوُّل الليلي عند الأطفال بسبب الصدمات التي يأتي بها انقطاع الكهرباء المفاجئ حيث كثرت الحوادث و الإصابات و الارتطامات بالجدران و أرجل الطاولات و بعد أن توقفت عجلة الإنتاج الاقتصادي أو ارتفعت تكاليفها بسبب تشغيل المولدات لتسقط على رأس المواطن الذي يُعاني وحده من البطالة و الحصار و ضيق الحال , كما توقفت كثير من القلوب و الأنفاس التي تعمل على الأجهزة الطبية و فقد الكثيرون أعزاء لديهم فأصبح الحقد يملأ القلوب و الصدأ يتكاثر في النفوس و لم يكترث أحد من المسئولين و أصحاب القرار المؤتمنين على مصلحة الوطن و المواطن , و بما أن هذه المشكلة لم يعد لها حل أو لم تؤخذ في عين الاعتبار من الأولويات التي تخص متطلبات الحياة اليومية و بأن العجز أصبح صفة خَلقية و خُلقية لدى الجالسين على الكراسي بعد أن استمتعوا بالجلوس و استحبوا العمى و غض الطرف عن الخطأ و العيب إلى أن أصبحت المشكلة كمرض مزمن لا ينفع معه إلا البتر أو الاستئصال لزرع عضو جديد ليعيد الجسم إلى وضعه الطبيعي أو يقربه بقدر الإمكان إلى حالته السابقة , و بما أن مرض السرطان أصبح أكثر من الرشح و الأنفلونزا و على ذمة من كان بها خبيرا فقد قيل أن حوالي 15 ألف حالة سرطان موجودة في قطاع غزة و أن 300 حالة تُكتشف كل شهر أي 10 حالات في اليوم الواحد و بما أن هناك سببان رئيسيان لهذا المرض المُستشري , الأول خارجي و هو أسلحة الاحتلال الجديدة و المحرَّمة التي يُجربها فينا كل حرب أو اجتياح أو توغُّل , أما السبب الثاني فهو الأسمدة و المبيدات الكيماوية التي يستعملها المزارعون و التي تتعدى الحد المسموع و تصل إلى موائد المواطنين قبل انتهاء فترة التحريم المشروط بها قبل استعمالها من المواطنين و التي يضعها المزارعون بكميات زائدة كي يكثر المحصول و يكبر و تكبر معه الأرباح و إن كانت على حساب الأرواح التي تُزهق بفعل جرمهم مع غض الطرف من الجهات المسئولة عن هذه التجاوزات و كأن همهم الأول توفير الكميات التي تكفي المواطنين و إن كانت على حساب صحتهم و حياتهم و الذي يزيد الجُرم و خيانة الأمانة أن المنتجات التي تُصدر للجهة الإسرائيلية عندنا تُفحص و تظهر الفحوصات المخبرية بأنها ملوثة بسبب زيادة نسبة السموم المستعملة في الزراعة و لا تصلح للاستعمال الآدمي و تُرد من حيث أتت , فكان الواجب أن تُعدم و لا تنزل إلى الأسواق لأن من سيتناولها بشر أنتم مؤتمنون على سلامتهم لا حيوانات .
و عليه و لأن شركة الكهرباء و السرطان أصبحا متلازمين في صنع الأزمة و من أولويات المصائب التي يُعاني منها المواطن فوجب البتر و الاستئصال لما يُسمى شركة كهرباء و إزالتها من الوجود و الاستيلاء عليها و بناء مستشفى للسرطان في نفس المكان و بيع ممتلكاتها في المزاد لتعويض المواطنين المتضررين بعد محاكمة كل المسئولين السابقين و الحاليين كلٌّ بما يستحق و الاستفادة من خبرات الأبرياء منهم في تشغيل مستشفى السرطان لأنهم أصحاب خبرة جيدة في إدارة الأزمة نحو السلب فما بالكم عندما يديرونها نحو الإيجاب ليكفروا عن ذنوبهم و خطاياهم عسى الله أن يغفر لهم و يهدي المواطنين إلى مسامحتهم و نسيان ما اقترفوه من ضرر و أذى في حق الله و الدين و المواطن و الوطن بقلم الاستاذ عوض قنديل