
كانت طفلة بريئة تلهو وتلعب مع الأطفال في إحدي حواري القاهرة المزدحمة وتتعال صرخات الصغار تارة بالضحك وتارة أخرى بفض الإشتباكات بينهم وفجأة يأتي صوت الأم من أعلي الشرفه لتنادي علي إبنتها
الأم : بت يا إلهام يله إنجري إطلعي أحسن أبوكي لو جة ولقاكي في الشارع هيطين عيشتك
إلهام : حاضر يا أمه خمسه كدا وطالعه
الأم : يلة بسرعة أبوكي زمانه جاي
إلهام : حاضر أنا جايه أهو
وتدخل الأم وتنشغل بإعداد الطعام لزوجها وأولادها
وتنشغل إلهام باللعب وتنسي ما قالتله لها أمها إلي أن حدثت الكارثة وجاء الأب وشاهد إبنته وهي تجري وتلعب بين أقرانها الصغار ولم تشعر بوالدها وهو قادم من خلفها ليجذبها من شعرها
الأب : تعالي هنا يا بت الكلب إنتي برضوا نزلتي تاني
إلهام : تصرخ بعد أن تملكها الرعب خلاص يابه حرمت مش هنزل الشارع تاني
ولم يحن قلب الأب علي إبنته ذات الأعوام الخمسة وهي تستعطفه بأن يتركها وقام بضربها
إلي أن تدخل الماره من الجيران وأنقذ الطفلة من يد والدها لتسرع إلي منزلها وهي مكسورة النفس لما فعله بها والدها أمام أقرانها الصغار
فتحت الأم باب المنزل وأحتضنت إبنتها
الأم : معلش يا بنتي أنا مش قلتلك إطلعي قبل ما يجي ويشوفك منه لله ربنا ينتقم منه
الهام : آه يا أمه دراعي بيوجعني أوي أنا مش قادره أحركه
الأم : وريني كدا
ودخل الأب علي زوجته وهي تتفقد ذراع إبنته
الأب : إنتي بتعملي إيه سيبيها تغور عشان تحرم تكسر كلامي تاني
الأم : يا راجل حرام عليك دي عيله ونفسها تعلب زي بقية العيال مجراش حاجه يعني لما خالفت أوامرك
الأب : متكلميش كدا قدام البت أحسن بعد كدا محدش هيعرف يكلمها
الأم : طب قوم خدها ع الدكتور وشوف دراعها ده إتكسر ولا جراله إيه
الأب : سيبيها تتربا شويه وعلي رأي المثل ( إكسر للبت ضلع يطلعلها 24)
الأم : يا شيخ حرام عليك دي مهما كان بنتك لو مش هتقوم تاخذها للدكتور هوديها أنا
الأب : وهتقولي لدكتور إيه إللي كسر دراعها إن شاء الله
الأم : هقوله أي حاجه إتزحلقت وقعت المهم ألحق بنتي
تجري الأم بين طرقات المستشفى وهي تحمل طفلتها لتبحث عن قسم العظام وتستنجد بالممرضات ويدلوها علي حجرة طبيب العظام لتدخل عليه مسرعه وهي تستغيث
الأم : إلحقني يا دكتور شوف بنتي إحسن دي عيله ومش مستحمله الآلم
الدكتور : تعالي يا ستي فيه إيه مالها نيميها هنا علي سرير الكشف
وهم الدكتور ليتفقد الطفلة وهو منزعج لما رآه بجسدها
الدكتور : إيه ده؟ مين إللي عمل فيها كدا؟
الأم : مفيش يا دكتور دي وقعت
الدكتور : وقعت منين؟
الأم : طب عالجها الأول يا دكتور إديها مسكن أو آي حاجه
الدكتور : دي لازم تعمل أشعه الأول عشان نحدد مكان الكسور ونعالجه
الأم : إعمل إللي إنت شايفة يا دكتور المهم تعالجها
بعد عمل اللازم للطفلة من أشعة وخلافه دار الحوار التالي بين الدكتور والأم
الدكتور : قوليلي يا أم إلهام بنتك حصلها إية بالظبط
الأم وهي مرتبكة : أبداً يا دكتور دي وقعت وهي بتلعب الحمدلله ربنا ستر أنا كنت قلقانه أوي عليها
الدكتور : إنتي مصممة برضوا إنها وقعت ولا إنتي خايفة من المسئولية
الأم : مسئولية إية يا دكتور دي حتي كانت بتلعب في الشارع
يعني مشفنهاش لما وقعت
الدكتور : علي العموم أنا مردتش أسألك قدام بنتك عشان تتكلمي براحتك لكن طلاما إنتي مصممه علي كلامك أنا هعمل إللي عليا وهبلغ بالواقعة والشرطة هتعرف تتصرف معاكي
الأم : أرجوك يا دكتور أنا عايزة أربي عيالي
الدكتور : إستهدي بالله كدا وإحكيلي إللي حصل عشان أعرف أساعدك
الأم : هقولك إيه بس إللي عمل فيها كدا أبوها ضربها من غير رحمة عشان كانت بتلعب في الشارع
الدكتور بإنفعال : إزاي كدا في أب بيتعامل بالوحشية دي ومع مين مع بنته أنا مش ممكن أسكت ولازم أبلغ عنة
الأم : معلش يا دكتور سماح المرة دي والحمدلله إنها بخير
الدكتور : إنتي بتقولي إيه دي بنتك إنتي كدا بتشاركيه في جريمتة
الأم : مهو لو حضرتك بلغت عنة هيسجنوه وساعتها هترمي في الشارع بعيالي مش هنلاقي إللي يدفع لنا الإيجار ولا إللي يصرف علينا أرجوك يا دكتور عشان خاطر عيالي الصغيرين عديها المرة دي وأنا أوعدك مش هخلية يعمل حاجة تاني
الدكتور بعد تفكير : ماشي خدي بنتك و روحي بس المرة الجاية مش هسكت
الأم : لأ مش هيكون في مرة تانية ألف شكر يا دكتور
وأنصرفت الأم بصحبة إبنتها التي لم تكف أعينها عن الدمع ليس بسبب الآلم الجسدي وحدة ولكن بسبب الآلم النفسي الذي سببة لها والدها
وبعد دخولهم المنزل أسرعت الطفلة علي حجرتها وهمت بالنوم بين إخوتها
وتعالت صرخات الأم وهي تتشاجر مع الأب لتلومه علي ما فعلة بإبنته وكيف أنها نجت بإعجوبة من الدكتور بعد أن كان مصمم علي إبلاغ الشرطة
وإنتهي الشجار كالعادة بعلقة ساخنة للأم
وسمعت إلهام كل ما دار بين والديها وهي تحاول أن تغمض عينيها لتنام ولكن دموعها كانت تسبقها وهي تتخيل ضرب والدها لها أمام أقرانها وتتخيل أن فيهم من كان يضحك عليها ويسخر منها
وفي صباح اليوم التالي وبعد خروج الأب من المنزل دق جرس الباب وفتحت الأم لتجد أمامها الأطفال (ملك و شادي وآية)
الأم : أهلاً يا حبايبي معلش إلهام مش هتزل تلعب معاكم
شادي : لأ يا تنت إحنا جايبن نطمن عليها ممكن نشوفها
الأم : طيب تعالوا أدخلولها هي نايمه جوه
الأطفال : إزيك يا إلهام ألف سلامة عليكي إحنا زعلنا أوي عليكي
إلهام : الله يسلمكم متشكره إنكم جيتوا تطمنوا عليا
شادي : معلش يا إلهام متزعليش وأنا لما أكبر هاخدلك حقك من أبوكي
إلهام : إنت بتقول فيها إحنا بس نكبر وهيشوف إللي هنعمله فيه
مر أسبوع لم تري فية الصغيرة إلهام الشارع وإنتابتها حالة من السكون وإختفت ضحكاتها الصاخبة التي كانت تملأ بهما أركان المنزل بهجة وسرور وحزنت الأم كثيراً علي ما وصلت إليه طفلتها وحاولت التخفيف عنها بشراء الحلوي واللعب لها
الأم : إلهام تعالي شوفي أنا جبتلك إيه
إلهام : حلوه أوي يا أمه بس عيالك هياخدوها مني ويكسروها
الأم : لأ روحي خبيهم وإبقي إلعبي بيهم لوحدك وهما في المدرسة