حوار / نيفين عباس
لا أحد يولد مجرم ولكن هناك عوامل تجعل الإنسان يتحول من ملاك برئ إلي مجرم عتيد في الإجرام، نحاور اليوم علي محمد عفيفي أو “علي الصاروخ” كما كان يُطلق عليه أثناء ممارسته لجرائم السرقة
علي الصاروخ أول مجرم يقرر التوبة فيقوم بتطبيق حد السرقة علي نفسه فقام بوضع إحدي يداه تحت عجلات القطار لتقوم ببترها علي الفور، ولكن تلك المرة لم تكن الأولي التي يقوم “علي” ببتر يديه بل قام مرة أخري ببتر اليد الثانية بنفس الطريقة حتي يتوب توبة نهائية ويُحرم للأبد من نعمة اليد
اليوم نحاور علي محمد عفيفي أو “المجرم التائب” لنتعرف علي ما وصل إليه وما هي رسالته لكل من يشاهد كلماته
في البداية من هو علي محمد عفيفي ؟
– إسمي علي محمد عفيفي وشهرتي علي الصاروخ وده الإسم اللي كنت مشهور بيه بين الناس أيام ما كنت مجرم كبير
عمري 31 سنة متجوزتش وعايش مع أهلي في قرية ميت حبيش القبلية بمركز طنطا محافظة الغربية
منذ متي بدأت السرقة ؟
– حياتي كلها ضاعت في السرقة، أنا من صغري بسرق بدأت من وأنا صغير أسرق السندويتشات من زمايلي ولما كبرت شوية بدأت أسرق فلوس من الناس والمحلات وبعد كده تطورت وبقيت أسرق القري المجاورة رغم إن عيلتي فيها دكاترة وأساتذة وأصحاب مراكز، بس معرفتش أتوب عن السرقة
الشيخ جوده كان دايماً بيحثني علي التوبة لكن مقدرتش لحد ما قررت أخد أهم قرار غير حياتي عشان أتوب وطبقت حد السرقة علي نفسي
كيف طبقت حد السرقة علي نفسك وهل كان هناك وراء القرار أحد أقنعك بذلك ؟
– أنا اللي أخدت القرار بنفسي لأني بقيت بسرق كتير ومش عارف أتوب في سنة 2009 قررت أحط إيدي علي شريط القطر كانت الساعة 4 الفجر وانا قاعد ببكي علي اللي بعمله في الناس الغلابة من سرقة وترويع بصيت لقضبان السكة الحديد ولاقيت قطر جاي رحت حاطط إيدي أسفل عجلاته وعدي عليها بترها وفي 2011 عملت كده في إيدي التانية لأني معرفتش أتوب وكنت لسه بسرق
كيف إستقبلت إسرتك الحادث ؟
– الصدمة كانت العنوان الرئيسي لأسرتي وكل المحطين بيا أول ما سمعوا الخبر، كل الناس كانت مصدومة وأسرتي قعدوا يصرخوا ويعيطوا علي اللي عملته في نفسي لكن أنا كنت مرتاح
كيف تأقلمت علي الوضع الجديد بعد ما قمت ببتر يداك ؟
– الحمد لله إتأقلمت علي الوضع الجديد، أنا بعمل كل حاجه في حياتي لنفسي ومافيش حد بيقدم لي مساعدة أنا بساعد نفسي بس ضميري مرتاح وده كفاية أنا مش محتاج أكتر من كده
كيف تعاملت الدولة معك وما هي مطالبك منها ؟
– لا حياة لمن تنادي، طلبت من الحكومة معاش إستثنائي ولكن الحكومة مش شايفاني أنا قطعت إيدي عشان ماكلش لقمة حرام وأتمني من الدولة إنها تساعدني أعيش بشرف
هل تشعر بالندم علي ما فعلت وتتمني لو عاد بك الزمن ؟
– لا، فأنا مرتاح الضمير ومبسوط وأنا ماشي في الطريق الصح وبقيت زي الألف وسعيد وأنا مرتاح
بماذا تنصح الشباب الذين يرتكبون جرائم ؟
– بقول لهم المشي الوحش أخرته إما السجن أو الموت