قصة قصيرة لـــ “مينا اشرف”

كانت عقارب الساعه تشير الي التاسعه صباحا عندما نظرت اليها وانا في طريقي الي ذلك المكان المُوحِش، المكان الذي تنبعث من جدرانه وطريقه المؤدي اليه رائحه اعتاد عليها كل الساكنين حول ذلك المكان ولاسيما المترددين عليه!
حتي الشجيرات الصغيره وبعض العشب الذي يحيط بذلك المبني لم يسلما من تلك الرائحه الكئيبه، واُيقن أن تلك الشجيرات وذلك العشب يدركا بكونهما كائنين حيين، أن وجودهما في ذلك المكان هو عقاب أبدي أُنزل عليهم، فما بالك بالبشر!
أستطاعت قدماي ان تشعر بذلك المكان، لا أعلم هل عقلي أبلغهما بأنني علي وشك الذهاب اليه أم ماذا! أخدت سرعتي تتباطأ بل وكانت قداماي تتثقلان بحمل لا أعلم من أين أتي!
ياللهول، أكل ذلك بسبب ذهابي الي ذلك المكان! ولكنني أعلم أن وجودي لن يستغرق دقائق ، لحظه! لا أعلم كم من الوقت سوف استغرق هناك.
بعد خطوات صغيره ثقيله، وصلت الي المدخل المؤدي لذلك المكان. رفعت رأسي للأعلي قليلا، فوقعت عيناي علي لافته تُعرف ذلك المكان للمترددين عليه. كان عنوان اللافته هو
( *مصــلــحـــه الســـجــل الــمــدنــي* ).
يالهي! استرجعت في مُخيليتي جميع ذكرياتي في هذا المكان،
لا، لا أستطيع ان اتمالك نفسي وسط كميه الذكريات داخلي، قلت في داخلي: هذه المره سوف تكون مختلفه، اوهمت عقلي بذلك لأتمكن من الدخول.
بالفعل دخلت، كان هنالك فناء فسيح يحيط بذلك المبني تتواجد فيه بعد الدخول من ذلك الباب مباشرة.
شعرت في داخلي شعورا مخيفا، والتقطت انفي روائح غريبه، وسمعت أصواتا وهمهمات عاليه تأتي من كل صوب.
نظرت حولي وإذ افاجأ بانه لا يوجد أحد سواي،
ارتعبت!
اين هؤلاء الناس الذين سمعت أصوات همهماتهم قبل قليل؟
أأنا ف حلم؟! لا اعتقد هذا
نظرت امامي واذا بلافته اخري علي بعد تراه عيناك، تشير ان هنالك باب صغير للدخول.
توجهت بسرعه نحو ذلك الباب، خائفا، مذعورا، أتلفت حوالي ولكن مازال لا يوجد أحد سواي.
اقتربت من الباب وجدته مغلقا، سمعت حركه بالداخل،
ما هذا؟! انقبض قلبي ، لا أعلم لماذا ولكني أحسست ان هذه هي النهايه.
هنالك صوت يقترب، وقع صوت اقدام علي الارض،
أنا هالك لا محاله، توقف عقلي عن التفكير، وكاد قلبي ان يتوقف عن النبض،
كسر ذلك الحِصار عليّ صوت بشري أستطعت تميزه علي الرغم من وجوده خلف البوابه،
كان يقول: مين هناك؟!
رددت عليه بصوت ضعيف خارج من اعماقي بصعوبه: أنــا
الصوت: ايوه يابيه، خير!
انا: هو.. هو مفيش حد هنا؟!
الصوت: لا يابيه ، كول سانيه وانتيه طايب، النهارديه أجازيه .. عيد العمال.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

عزيزي الزائر،،يرجى إيقاف حاجب الإعلانات ،، فمساهمتك تعمل على استمرار تقديم خدماتنا