بسمة حجازي
أن يظهر طيفك من وراء الأيام …. و ألتقي بك بعد طول انتظار… و أزرع بذرتك في أرضي و أتعدها بالصبر و الترقب … ثم أفيق ذات يوم على كلمات ليست كالكلمات بل خناجر تدمي حاضري و بقايا من ذكريات…
ألستِ معي بـأنه الشتات
أن تمتد المسافة بيننا فيلاحقني هواك … و أن أهرب من شباك حبك فأقع فيه… و أن أرسمكْ من خلال رسائلك فيصبح خيالك ينسج همسي … و أقرأ مذكراتك فأراها قد كتبت لي…
أليس هو ضرب من ضروب الجنون؟
أن أرى نفسي فيك … و ذكرياتي في ماضيك… و بقايا حبي تنشد لحن أوجاعك و سهر لياليك… و أن أشد الرحال إلى سفوح أحلامك كلما اشتقت إليك…
أليس ذلك قمة الوفاء مني إليك ؟
أن تنظرِي إلي فأعرفك و أنظر إليك فتجهلني عينيك … أن أنتظر قدومك بفارغ الصبر و تتجاهلي وجودي… أن يجمعنا القدر في واحة الأحلام و تتنكبي عن طريقي…
أليست تلك هي المعاناة بعينها ؟
أن أسعدَ فلا يهمكِ فرحي… و أن اصرخ من الألم فلا تصلك تأوهاتي …و ان أودعك فلا تكترثي لفراقي …
فتلك ثالثة الأثافي
أن يخفق قلبي لذكر اسمك… و أن أردد أحرفك في ليلي و نهاري… و أن أعشق ألوانك… و أن أدمن وجودك في عالم الأحلام… وعندما استيقظ فلا أجدك…
فتلك غربتي من بعدك
أن أقترب و تبتعد أنتِ … و أتكلم و تصمت أنتِ…. و يبقى صدى صوتك يلاحقني حيثما ارتحلت … و تتواري خلف ستار الكلمة فأبحث عنك فلا أجدك… و تؤذي قلبي و يبقى خيالك يطاردني …
ألستِ معي بأنك تعذبينني ؟
آه لقد تذكرت قول أحد المعذبين…
لقد جعلتْ لي عالما… أما ليلهُ فأنتِ و الظلام و البكاء و أما نهاره فأنتِ و الضياء و الأمل الخائب، هذا هو عالمي…أنت …أنت