“الإمام الأكبر”الفتاة لا تجبر شرعاً ولا ديناً على الزواج ممن لا تريده

 

متابعة/ مرفت عبدالموجود

قال فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر إن الفتاة لا تجبر شرعاً ولا ديناً على الزواج ممن لا تريده، ولا قانوناً، مؤكدا ان هيئة كبار العلماء الآن مهتمة بإعداد وتكملة نواقص في قانون الأحوال الشخصية لتراعي بعض مستجدات العصر.
وأشار فضيلته إلي أن القانون سيتعرض لحالتين: الأولى، إجبار الفتاة على الزواج، والحالة الأخرى: وهي الإعضال، وهو منع المرأة من التزويج بكفئها إذا طلبت ذلك، مع أن الحديث الشريف يقول: (إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه) وهنا لا بد من وسيلة قانونية لا أقول تجبر الأب على تزويج ابنته، ولكن تلجأ الفتاة إليها لتنال بعض حقوقها.
وأضاف فضيلته في حديثه اليومي على الفضائية المصرية  أن العلماء يجب أن يقضوا على مثل هذه المشكلات من منطلق الشريعة، مطالبا أن يكون في قانون الأحوال الشخصية ما يعطي البنت التي أجبرت على الزواج أن ترفع أمرها إلى القاضي، وعلى القاضي استنادًا لأحكام الشريعة أن يحمي هؤلاء البنات، وعلى الجميع التَّنبُّه لهذا الأمر الخطير، إذ لا تزال حتى الآن زيجات كثيرة في بعض المجتمعات تتم على جثة الفتاة، وفي نظري أن مثل هذه الزيجات ليست زواجاً، وإنما هي عملية بيع وشراء للأثرياء الذين يعودون ببنات في عمر الورود – 14 و 15 سنة- وكأنه سوق رقيق.
وأشار إلى أن إجبار الفتاة على الزواج مسألة لا أخلاقية، لأنه حكم بما يشبه الإعدام على حياة كاملة لفتاة، فما أقسى أن تضطر الفتاة إلى أن تعيش مع من لا ترغب، فهذا نوع من العذاب المحرم والمجرم شرعًا وخلقًا وحضارة، وهنا يجب أن نلفت النظر إلى أن هذه الحرية التي قررها النبي –صلى الله عليه وسلم- للفتاة منذ أكثر من 1400 سنة، لا تزال الكثيرات محرومات منها في أيامنا هذه،
شدد فضيلته على ضرورة أن يتدخل القانون بسرعة ليغلق هذا الباب؛ لأنه يسيء لسمعة البلاد والعباد، فكيف بفتاة لا تزال تعيش طفولتها ولم تبلغ حد الإدراك تجد نفسها فجأة في معاملة غريبة حتى تحصل الأسرة على أموال، فمثل هذه الأسرة خير لها أن تموت من أن تبيع ابنتها بهذه الصورة الفجة المزرية.
ونصح فضيلته الفتيات اللاتي يقعن تحت ضغوط معينة من الأسرة لتتزوج من شخص معين كابن عمها أو رجل ثري، أن يعالجن الأمر بالحكمة والحوار والإقناع، إذ البنت ليس أمامها إلا إقناع الأسرة أو تلجأ إلى من يؤثر في هذه الأسرة، محذِّرًا الفتيات من التفكير في الهروب من الأسرة في هذه الحالة، فإن الفتاة التي تهرب لا تحل الإشكال وإنما تستبدل به مشكلات لا حل لها قد تصل إلى حد الكوارث التي تحيق بها وبأسرتها معًا.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

عزيزي الزائر،،يرجى إيقاف حاجب الإعلانات ،، فمساهمتك تعمل على استمرار تقديم خدماتنا