أسماء محمود
أسرار مافيا تجارة جثث الموتى
ـ عظام وجماجم الموتي اصبحت مصدرًا اساسيًا لتصنيع الهيروين
ـ الهيكل الطري بثلاثه الاف جنيه والناشف بالف جنيه والجمجمه بـ 800 جنيه والاصبع بـ200 جنيه
ـ المقابر اصبحت مرتعًا للبلطجيه يمارسون فيها تجاره المخدرات والسلاح والدعاره وتعاطي المخدرات
ـ حتي الهيروين اصبح “مغشوشًا”.. والمخلوط بعظام وجماجم الموتي يغزو الاسواق المصريه
فئه من المنحرفين اجتماعيًا واخلاقيًا سلكوا دربًا مختلفًا في مجال الجريمه، انتهكوا حرمه الموتي، فنبشوا قبورهم وسرقوا جثثهم وبقايا اجسادهم، وطحنوا عظامهم واستخدموها في تصنيع اخطر انواع المخدرات، ويبدو ان اجساد المصريين المنهكه في حياتها لن ترتاح ايضًا بعد مماتها، والسبب البلطجيه وحراس القبور، الذين اتخذوا من بيع جثث الموتي حرفه لهم بعد ان ماتت ضمائرهم وتحجرت مشاعرهم فصارت كالحجاره او اشد قسوه، وكان الاعتقاد السائد قديمًا ان جثث الموتي تباع لطلبه كليه الطب بغرض الدراسه، اما الان فالامر اخطر بكثير، بعد ان قام سارقو جثث الموتي واعضاءهم باستخراج العظام والجماجم والاستفاده منها، وذلك بطحنها واستخدامها في تصنيع الهيروين.
وكانت البدايه عندما ذهبت فتاه إلي أرض الحدث الي احد اقاربها والذي كان يُعرف بتربي المقابر أو الحفير بمنطقه صلاح سالم ، وقد أقنعته بالذهاب معها لكي تستطيع التحقق فيما سمعت عنه واكتشاف خبايا وغموض هذا الأمر .
حددوا موعدًا للذهاب الي المقابر، وفي الميعاد المنشود انطلقا الي هناك، حيث المساحات الشاسعه التي تكتظ بالالاف من القبور والعشرات من حراس القبور والتُربيه مع المعلم “سيد” احد تُربيه المنطقه، وجدته رجلاً “خمسيني” يشبه الاموات الذين يعيش معهم, يرتدي جلبابًا اسود اللون وتحججت بأنها تريد شراء جثه واتدعت أنها طالبة بكليه الطب وسألته كيف تستطيع شراء جثه؟ وما ثمنها؟
فقال: “ياتري فلوسك حاضره)”فقالت له: “اعرف السعر اولاً وبعدين نتكلم” فقال: بصي يادكتوره علشان انتي من طرف الراجل الطيب ده الكبيره بـ 20 الف جنيه والصغيره بـ 25 الف جنيه، “الصغيره يقصد بها جثث الاطفال والشباب، بينما الكبيره جثث لكبار السن ،
قالت له هذا مبلغ كبير جدًا ولا استطيع تدبيره في الوقت الحالي فصمت دقيقه ثم قال: طب انتي عايزاها طريه ولا ناشفه؟! فسالته “ياتري يا معلم الفرق كبير”فقال: الطري عمره شهور، اما الناشف مر عليه سنين وعلشان كده سعر الطري ضعف سعر الناشف ولاني عايز اساعدك ممكن تشتري اجزاء يعني هيكل او جمجمه ولا حتي ذراع او رجل وسعر الهيكل الطري ثلاثه الاف جنيه، وهو هيكل ماسك نفسه لانه جديد، لكن الناشف متهالك شويه لانه قديم وسعره علشان خاطرك الف جنيه فقلت له “خلاص انا عايزه اشتري هيكل قديم بس ياريت تتهاون معايا في السعر شويه وان شاء الله هكون زبونه” ثم طلبت منه تحديد موعد لشراء الهيكل، فقال: “ممكن تبقي تتصلي بيا اكون حضرت طلبك وامِّنت المكان وبعدين تيجي تستلمي طلبك”، واثناء سيرنا معه في طرقات المقابر حاولت ان اعرف منه بعض المعلومات وكانني اتحدث معه علي سبيل الدردشه فسالته عن اكثر زبائنه فقال: الطلبه والتجار، ولم اعرف ماذا يقصد بكلمه تجار فهل هم تجار الكيف ام تجار جثث الموتي؟.
ثم سالته: ياتري مين التجار دول يا معلم؟ فقال التجار كتير وكل تاجر له بضاعته يعني في تجار بيشتروا مني الطري والناشف وبيبيعوه بمعرفتهم وفي ناس تانيه بتشتري العظم القديم والجماجم وكله له استخداماته، فقالت له تقصد تجار الكيف يعني؟ فقال: شكلك عندك خبره الجمجمه مثلاً سعرها 800 جنيه وفي ناس بتستخدمها في تحضير الجن، وناس تانيه بتطحنها وبتدخلها في صناعه الهيروين، “الببسه” وهو عباره عن حجاره بودره مخدره مضاف اليها برشام بالاضافه الي بودره الجماجم، والجماجم بنستخرجها من “العضامات” وهي عباره عن مكان مخصص لتشوين بقايا وعظام الجثث بعد تحللها ومرور سنوات طويله عليها، وكمان في ناس بتشتري الصوابع “والصباع” سعره من 100 الي 200 جنيه حسب حالته، لان رجال السحر بيستخدموه في كتابه الاعمال، واحيانا في ناس بتشتري الجماجم وبتستخدمها في تحضير الجن يعني زي ما يبقولوا كل شيخ وله طريقه، وبمجرد وصولنا للشارع الرئيسي تركنا المعلم “سيد” بعد ان اكد اننا سنتواصل معًا من خلال الاتصال الهاتفي حتي يتم تحديد ميعاد التسليم.
ثم رأت سيده تبدو في العقد الثالث من عمرها ومن احدي سكان المقابر فسالتها عن طبيعه الحياه الحاليه في المقابر فقالت: “قديمًا كانت الحياه مستقره والامور علي ما يرام والحياه امنه اما الان فالبلطجيه هم المتحكمون في كل شيء واستولوا علي المقابر وتحولت الي وكر لتجاره المخدرات والسلاح وممارسه الدعاره وتعاطي المخدرات وهناك مقابر تم نهبها وانتهاك حرمتها واصبح من المعتاد ان نجد زجاجات خمور فارغه وحقن مستخدمه في التعاطي، كما اصبحت ايضًا مسرحاً لبيع السلاح للبلطجيه ومكاناً لاختفاء قطاع الطرق واللصوص ليلاً الذين يقومون بدورهم بارهاب زوار المقابر نهارًا وما زاد الامر سوءًا “هو نبش القبور وسرقه الجثث منها اما لبيعها او لاستخدام بقاياها وخاصه العظام بعد طحنها في تصنيع المخدرات وضعف التواجد الامني ساعد علي تفشي الظاهره وفوجئ بعض الاهالي بسرقه قبورهم وجثث موتاهم وحرروا بلاغات بقسم الشرطه، ولكن لم يتم القبض علي مَن سرقوا الجثث وينتشر في هذه الايام سماسره بيع الجثث بصوره واضحه لدرجه انني اصبحت اخاف بشده علي الحوش الذي احرسه من بطشهم فهم اصلاً “اما تجار مخدرات او علي علاقه باكبر تجار للمخدرات وتجاره الجثث هذه تجاره مربحه جدًا.
“وحول ظاهره استخراج العظام وطحنها وخلطها ببودرة الهيروين”
يقول الدكتور “محمد هاشم” استاذ بكليه الطب جامعه الازهر، موضوع استخدام عظام الموتي وطحنها واستخدامها في صناعه الهيروين من الموضوعات الخطيره والمسكوت عنها منذ سنوات طويله مضت, فتجار المخدرات يسرقون عظام الموتي ويطحنوها ولكن ليس لدرجه النعومه النهائيه ويخلطوها مع بودره الهيروين وعندما يتعاطها المدمن تحرق انفه وكانها تحتوي علي ماده حمضيه كالليمون مثلاً وتعطيه ايحاء بانه هيروين خام وهذا نوع من الغش التجاري والهيروين نوع من الافيون ويستخرج من نبات الخشخاش وهذا النبات ينتج افيون وهيروين، ومخدر الترامادول يحتوي علي كميه من الافيون الصناعي لان الافيون الطبيعي باهظ الثمن. ويختار تجار الهيروين عظام البشر لان لونها مشابه لنفس لون الهيروين، وبالتالي من الصعب اكتشاف الامر واحيانا “يستخدمون عظام الابقار والهيروين من المواد التي تسبب اعتمادًا نفسيًا وعضويًا، واما بحسب طريقه الانتاج فهناك مخدرات تنتج من نباتات طبيعية مباشره: مثل الحشيش والقات والافيون ونبات القنب، ومخدرات مصنعه وتستخرج من المخدر الطبيعي بعد ان تتعرض لعمليات كيماويه تحولها الي صوره اخري: مثل المورفين والهيروين والكوكايين.
ويتم تصنيف العقاقير الي مجموعه العقاقير المنبهه: مثل الكافيين والنيكوتين والكوكايين، والامفيتامينات مثل البنزدرين وركسي ومئثدرين، ومجموعه العقاقير المهدئه: وتشمل المخدرات مثل المورفين والهيروين والافيون، ومجموعه الباربيتيورات وبعض المركبات الصناعيه مثل الميثاون وتضم هذه المجموعه كذلك الكحول، ومجموعه العقاقير المثيره للاخاييل (المغيبات) وياتي علي راسها القنب الهندي الذي يستخرج منه الحشيش، والماريجوانا.
0 233 4 دقائق