كتب : شريف العطار
إن أفضل اللحظات التي يمضيها العظماء والحكماء هي تلك التي يعيشونها مع كتاب عظيم أو يقضونها في قراءة ممتعة، يجنون خلالها من ثمار المعرفة اليانعة.
القراءة في حقيقتها هي غذاء الروح، وهواء العقل، ولن تجد شيئا أصعب على العقلاء من أن تمنع عنهم هذه الحياة المتمثلة في القراءة والمعرفة، لذلك فإن أول كلمة نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت (اقرأ) وهو الأمي الذي لا يقرأ، لكن بناء حضارة إسلامية كانت تعني أن يكون العلم والقراءة والمعرفة أولى الخطوات لبناء تلك الحضارة.
ومن تتبع حركة التاريخ وجد أن كل الحضارات التي قامت إنما قامت بفضل العلم والمعرفة والقراءة، وكل الحضارات التي انهارت فلأن أهلها تركوا العلم والمعرفة وركنوا للهو واللعب.
القادة هم من يقرؤون:
يقول انتوني روبنز (علمني أحد أساتذتي وهو جيم رون منذ سنوات أن قراءة شيء دسم ذي قيمة سوف يغذيك ويعلمك أشياء جديدة متميزة تجدها أكثر أهمية من تناول الطعام نفسه ، ونتيجة لذلك تعلقت بفكرة القراءة لفترة لا تقل عن ثلاثين دقيقة في كل يوم، فقد قال لي (انس وجبة الطعام ولكن لا تتجاهل فترة قراءتك) ولقد طورت قناعة في فترة مبكرة من حياتي وهي أن القادة هم من يقرؤون).
هذه حقيقة لا يتنازل عنها العظماء والمفكرون وهي أن للقراءة متعة وحلاوة قد تفوق متعة الملذات المحسوسة، حتى أن المثقف يجد أثرها في حياته عامة فهو حين يفرح أو يسعد فإنما يسعد من طرفين: بإحساسه البشري الذي يشاركه فيه حتى الجاهل، وبعقله المدرك الذي يتفاوت من شخص لآخر.
لكن البعض لا يشعر ولا يحاول أن يشعر بهذه المتعة الرائعة فمتى ما أمسك بكتاب تملّكه الشعور بالنعاس والملل، وكلما رأى كتاباً هاله كثرة صفحاته وضخامة حجمه فأحجم عن قراءته، وربما قرأ يوماً كتاباً دسماً لم يفهم شيئاً من محتواه فأصيب بوهم العجز عن القراءة.
هذه الحالات انتشرت كثيراُ في عالمنا العربي حتى غدت هي الحالة العامة لدى الناس، والشاذ من يقرأ أو يطالع.
واخيرا حتى لا تفقد متعة القراءة:عليك بالنصائح التالية:
1) اقرأ في المجالات التي تحبها وتجد في نفسك الرغبة في التعمق بها.
2) اقرأ في أوقات صفائك الذهني والعقلي.
3) لا تعتقد بحتمية قراءة الكتاب كاملاً، اقرأ منه ما تراه مهماً فإن أعجبك أكمله كله.
4) حاول أن تصطحب معك كتاباً في أماكن الانتظار وأوقات السفر تقطع بقراءته ملل الانتظار.
5) املأ مكتبتك بالكتب المتنوعة في شتى المجالات تختار من أي تخصص أو مجال شئت حين ترغب بذلك.
6) جرّب أن تقرأ كتب الأدب العربي فستجد فيها المتعة والفائدة وتحبب لك القراءة والمطالعة. ابدأ مثلاً بكتب المنفلوطي أو علي الطنطاوي وستشعر كم أن القراءة ممتعة، المهم أن لا تنقطع عن القراءة.
0 216 2 دقائق