عبد المقصود النجار يكتب حكاية الحمار و الثور

 

يحكي انه كان لتاجراموال و اراضي كثيره و كان له زوجه و اولاد و كان قد اعطاه الله معرفة لغة الحيوانات و الطيور و كان عنده في داره حمار و ثور فأتي الثور يوما مكان الحمار فوجده نظيفاً و ريحه لطيفاً و في معلفه ما لذ و طاب من الشعير و الحنطه و الفول و التبن و الحمار راقد مستريح و نادرا ما يركبه صاحبه لحاجه له و يعود به فيستريح و في احد الايام سمع التاجر الثور يقول للحمار هنيئاً لك انا اتعب و انت مستريح يركبك صاحبك احياناً و انا دائماً مُعد للحرث و الجر و الطحن فقال له الحمار عندما يذهبون غدا للحقل و انت معهم ارقد و لا تقم حتي و لو ضربوك و لو قدموا لك الطعام فلا تأكل ليومين او ثلاثه فتستريح من الجهد و التعب لمدة يومين او ثلاثه و لما جاء السواق الي الثور وجده راقداً ضعيفا فذهب الي التاجر و قال له ان الثور مريض و كان التاجر قد سمع تحاورهما بالامس فقال للسواق امضي و خذ الحمار مكان الثور و اجعله يحرث اليوم كله و لما رجع اخر النهار شكره الثور لانه اراحه من التعب فلم يرد الحمار جواباً من شدة الندم و في اليوم التالي جاء السواق و سحب الحمار و جعله يحرث اليوم كاملا و عاد الحمار مساءً مسلوخ الرقبه نادماً علي تدخله فيما لا يعنيه و برزت في رأسه فكره فأعتدل و قال للثور لقد سمعت صاحب الدار يقول للسواق ان لم يقم الثور غدا فقدمه للجزار و انا خائف عليك فرد عليه الثور بأنه غدا سيذهب و يعمل في الحقل و شكر الحمار كل ذلك و التاجر يستمع لهما و لما جاء صباح الغد اكل الثور كل علفه و خرج مع السواق و عندما رأي سيده هز ذيله و سار بنشاط فضحك التاجر حتي استلقي علي ظهره فقالت له زوجته من أي شيء تضحك فقال لها انه سر رأيته و سمعته و لو ابوح به اموت فقالت له الزوجه انك انما تضحك علي و تستهزأ بي و لسوف اترك لك الدار و اخذت تلح عليه و لانه يحبها محبه عظيمه قال سوف اتوضأ و اصلي ركعتين و اكتب و صيتي ثم اقول لكي السر و خرج الي دار الدواب ليتوضأ و كان عنده ديك و خلفه خمسون دجاجه و كلب للحراسه فسمع التاجر الكلب ينادي الديك و يقول له انت مسرور ايها الديك و سيدي و سيديك سيموت فقال الديك للكلب و كيف ذلك فحكي الكلب للديك ما دار من حوار فقال الديك للكلب والله ان صاحبنا قليل العقل فان لي خمسون دجاجه اراضي هذه و اصالح تلك و صاحبنا ليس عنده الا زوجه واحده و لا يعرف كيف يسوي امره معها ما عليه الا ان يأخذ عصا من شجره التوت و يغلق عليها باب الغرفه و يضربها حتي تتوب و لا تعود تسأله عن شيء و قد سمع التاجر كل الحوار فقطع فرعاً من شجرة التوت و خبئه في الغرفه و نادي زوجته فدخلت الغرفه ثم اغلق الباب و نزل عليها بالضرب حتي اغمي عليها و بعد ان افاقت تابت و انابت و اقسمت الا تتدخل فيما لا يعنيها ابداً و عاشوا بعدها في اسعد الاحوال الي الممات فدائماً لا ننسي ان من تدخل فيما لا يعنيه وجد ما لا يرضيه.
و الي اللقاء في قصة اخري.

download

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

عزيزي الزائر،،يرجى إيقاف حاجب الإعلانات ،، فمساهمتك تعمل على استمرار تقديم خدماتنا