عليه العوض ( مقال قصصي ساخر )

 

:بقلم غاده المصري

1)

جلست الجدة العجوز” ذكريات” بجانب التلفاز وامسكت بالريموت بكلتا يديها لتحول القناه ،وأعلن الريموت المسكين رفضه الخضوع لأوامر الجدة بسبب إنتهاء صلاحية البطارية ،نادت بلهجه أشبه بالصراخ علي حفيدتها الصغيره التي جاءت مسرعة لتتولي تغيير قناه التلفاز للجده وهي تسأل في حنان عايزة أي قناه يا تيته ؟
الجدة في نبرة أشبه باليأس: هاتيلي قناه غير دي وما أن غيرت الحفيده القناه حتي صاحت الجدة…. ايه ده مش هي دي نفس المطربة ونفس البرنامج ؟فاجابتها الحفيده وهي تضحك ….لا يا تيته هي هي نفس المطربة اه، بس كانت عامله البرنامج ده زمان وفي قناه تانيه اتفقت معاها،، قوم ايه بقي القناه الاولانيه حبت تغيظ القناه التانيه دي فذاعت البرنامج القديم لنفس المطربة !!

الجدة في اندهاش…لا والله حلوه والنبي الحكايه دي ..طيب اقولك هاتي لي القناه دي اللي بتجيب البرنامج بتاع المذيع الجريء ده اللي مش بيخاف من حد ومش بيعجبه الحال المايل…
وما أن غيرت الحفيده القناه حتي ظهر المذيع وبجانبه فتاه جميله ترتدي فستان اشبه بملابس هاواي و همايحاوران اثنان من الضيوف،، جلست الجدة تتابع في شغف،، ثم صاحت في عصبية ….ايه ده يا بنتي هما جايبين الضيوف منظر،، ده الراجل المذيع والست اللي معاه دي مش مديين الضيوف فرصه ينطقو والله عيب عليهم … ايه ده ؟ وحياه ربنا ما أنا متفرجه اقفلي المخروب ده ،،. فين زمن الست احلام شلبي والست سلمي الشماع وهند أبو السعود والست ملك إسماعيل، وأستاذ محمود سلطان، وبعدهم الست نهلة عبد العزيز، ونهال كمال ،وشافكي المنيري،، ياه كنت بحب اشوفهم اوي .

الحفيده في ضجر : يا تيته نصف الأسماء دي مش عارفاها بس ماشي اللي تحبيه…شفتي اللي حصل يا تيته المخرج المشهور وحكاية البنتين؟ ؟

الجدة في حزن: ..مش عايزه اسمع حاجه قريت علي الفيس ومش عايزه اتكلم في الحكاية دي خلاص احنا في زمن وحش اوي …عارفه ايه مدايقني … مش المخرج ولا عمل ايه ولا حياته ولا ليه ولا فين ؟اللي مزعلني أنها بنت صغيره من سنك… عندها 18 سنه العمر ادامها،، بس مش عايزه تتعب فحسبتها غلط …ونسيت في جريها ورا الشهره حاجات مهمه بعد الاخلاق والدين والتربية … نسيت انكسار قلب أمها وابوها وأخواتها والدمعه في عين جدتها اللي زي حالاتي وهي بتسمع عنها كل ده ،يا خساره زمن حلو اوي انداس تحت رجلين بتوع المهرجانات والتكاتك والافلام الهابطه ، ….نهضت وهي تمسك عكازها لتستند عليه في رحله ذهابها إلى غرفتها ثم رمقت حفيدتها بنظره تملؤها مشاعر الخوف بل الرعب ومضت وهي تردد عليه العوض ومنه العوض!! .

طوبيا اكسبريس
اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى