الاعلام الهادف خرج ولم يعد !

بقلم : غاده المصري

أصبحنا وللأسف الشديد نعيش في عصر الانحدار الثقافي والأخلاقي، وتدني سلوكي يسود مجتمعات بأكملها، القضيه أصبحت عالميه لا تنحصر أو تسود المجتمع المصري فقط، ولكن امتد الأثر ليزحف رويدا رويدا ،ويلتهم الوحش ما تبقي من أطلال أخلاقيات ومبادئ عصور اتسمت بالرقي والثقافي باتت تنعت بزمن الماضي الجميل ،نتذكرها لنتحسر عليها أو نشاهدها في أفلام الأبيض والأسود ،حيث أناقة الروح والفكر .

ما نشاهده الأن علي بعض القنوات، وما يحدث من مهازل تحت مسمي برامج تسلية من وصلات من السباب والشتائم للرجال من مقدمات البرنامج ،أو الجلوس لتسرد لنا الست المذيعه قصص ما فعل بها الرجال الوحشين أو الازواج السابقين، وما فعلوه بتلك الجميلة البريئة وعينيها تدمع بعض الدموع لزوم الشو الإعلامي و التي ترق لها قلوب المشاهدين من معجبيها،والمشاهدات من متابعيها ، بل وصل الأمر بالبعض إلي تسمية البرنامج بألفاظ تحتوي لعن وسب لجنس الرجال جميعا ،والإستعانة بالضيفه الكريمه التي تلعنه وتسب أكثر في هذا الكائن البشع الذي تحول إلى ديناصور يقتل هذه البراءه الأنثوية الفريده!!

أنا لا اتخذ موقف المدافع عن الرجال ولا النساء ،ليس لأي سبب كان، غير أننا لسنا في حالة حرب ،ما يحدث من شوهات إعلاميه من أجل الفرقعه والشهرة الرخيصة ليست مجرد فقرات تسليه وضحك ،ولكنها يا ساده هدم وقتل تمهيدي لفكرة الإرتباط الشرعي داخل تفكير بنات جيل جديد من الشابات، فلنفكر ماذا سيكون البديل إذن!! البديل سيكون علاقات مشوهه ترفضها كل الأديان، وربما أخذنا ذلك إلي كوارث اجتماعيه كانت غريبه وغير مألوفه علي مجتمعنا رغم إنتشارها بشكل كبير في مجتمعات اخري .

أتمنى أن ينتبه الجميع لما يحدث الآن من تحول المجتمع لحرب بين فريقين من خلال وسائل التواصل والقنوات الفضائية، والضحايا سيكونون جيل مسكين فاقد القدره علي تمييز الصواب والخطأ يفتقد القدوة والمنهج، لا يعرف طريق ،ولا يري أي شعاع نور في وسط هذا الكم من ظلام النفوس.

طوبيا اكسبريس
اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى