“مجدى شاكر”معبد دندره بيت حتحور ربة الجمال والموسيقى

كتبت/هناء السيد

مقال كبير الاثاريين بوزارة الاثار الاستاذ/مجدى شاكر
في موقع منعزل نسبيًا على طرف الصحراء، على بعد نحو 2,5 كم إلى جنوب غرب بلدة دندرة الحالية فى محافظة قنا يوجد معبد قديم، عرف في مصر القديمة باسم «لونيت» أو «تنترة»..
يعود تاريخ دندرة إلى عصر ما قبل الأسرات في مصر. ويدل على ذلك المقابر القديمة القريبة من حائط معبد حتحور . وكانت دندرة عاصمة للأقليم السادس من صعيد مصر القديمة ، وكانت حتحور معبودتها الرئيسة . يرجع نظام معبد حتحور إلى عهد الملك خوفو ، كما قام الملك بيبي الأول بترميمه فيما بعد .
كانت توجد في الأصل ثلاثة حوائط حول منطقة المعبودة حتحور ، لا يوجد منها إلى الحائط الأول المحيط بالمعبد في حالة جيدة. يبلغ طول الحائط نحو 290 متر ونحو 280 متر عرضا . يبلغ سمك قاعدة الحائط بين 10 إلى 12 متر ، ويصل ارتفاعه غلى نحو 10 أمتار.
وتوجد البحيرة المقدسة فى غرب المعبد ولكن للأسف ردمت فى العصور الحديثة ونمى في موقعها أشجار النخيل حديثا . وتوجد أبار محفورة في الأرض ومن ضمنها مقياس للنيل .. وهنا فى معبد دندرة تقع فى الناحية الجنوبية الغربية من معبد حتحور الرئيسى وهى تأخذ شكل مستطيل ابعادها 33م * 28م ولها سلالم من الاربع جوانب تستخدم فى الصعود والنزول الى البحيرة وهى عميقة الى حد ما واهميتها الدينية انها مرتبطة بالطقوس التى تؤدى للاله اوزيريس والطقوس اليومية التى تؤدى داخل المعبد, وهناك بعض الاراء التى تقول بانها كانت تستخدم للتطهير , وكذلك بان تسكنها بعض التماسيح التى تساعد فى طرد الارواح الشريرة التى تحاول الدخول الى المعبد.
وقت التنقيب عن المعبد
كان المعبد مغطى بالرمال إلى النصف تقريبا ، الشيئ الذي حافظ على الرسومات على جدران المعبد وأعمدته ، كما حافظ عليها من النهب . ووجدت الغرف العليا في المعبد مسكونة ، وعاش فيها أناس فترات طويلة . كنوا يوقدون النار لطعامهم والتدفئة ، لذلك نجد حتى اليوم آثار الهباب على الأسقف الداخلية للمعبد
بدأت أعمال تشييده فى نهاية عصر البطالمة، وانتهت فى العهد الرومانى، وكُرسَ لعبادة الربة حتحور، ربة السماء، والرقص والموسيقى، وسيدة السعادة.
يصف الأثريون، معبد دندرة، بالمعبد العظيم، فهو من أكثر المعابد المصرية حفظًا، إذ لاتزال نقوش أسقفه، وحوائطه وأعمدته باقية بألوانها، وهو المعبد ذو الطابقين المفتوحين للزيارة أمام للسياح، حتى اليوم.
ويقول علماء المصريات، إن معبد دندرة، بُنىَ فى عزلة لطيفة قرب الصحراء.
وتقول أسطورة متأخرة، إن رسم المعبد، أوحت به مستندات بالغة القدم، يرجع تاريخها، إلى عصر الملك خوفو والملك بيبى الأول، وأزمنة أتباع حورس البعيدة، ويدلنا على ذلك تلك الجبانة التى وجدت بالقرب من سور المعبد، والتى تؤكد قدم مدينة دندرة وتؤرخ لطقوس عبادتها.
وما إن تدخل بقلب المعبد، حتى تجد الصالة ذات الـ24 عمودًا، المقامة ببهو الأعمدة المسقوف العظيم، الذى يحتفظ بنقوش وألوان سقفه وجدرانه وأعمدته حتى اليوم، وهى الصالة المنحوتة، لتمثال حتحور تمسك بالصلاصل ،(الشخشيخة) رمزالربة حتحور، وتمثل هدية موسيقية لها.
كثيرة هى غرائب معبد دندرة، لكن أبرزها 32 غرفة ضيقة، يصعب الوصول إليها، لأنها بنيت بداخل حوائط المعبد، وتسمى بالغرف السرية، وهى حجرات مزخرفة، وبنيت على ثلاثة مستويات، ويمكن الوصول للغرف الوسطى، بواسطة أبواب مسحورة، وربما كانت تلك الغرف، لكل شىء ثمين بداخل المعبد، وبخاصة أدوات الطقوس الدينية، وهناك رواية أخرى تقول إن تلك الغرف أعدت لاستقبال بعض القوى، التى تساعد الإله فى يوم ما، على أن يولد من جديد.
أما الطابق الثانى من المعبد، فيضم بين منشآته، محرابًا مكشوفًا، كانوا يقيمون به احتفال «الاتحاد بقرص الشمس» والذى كان يقام بالمعبد فى ليلة رأس السنة.
وفى الطابق الثانى من معبد دندرة، يوجد محراب رسمت بسقفه، أول خريطة للسماء والنجوم والأبراج،تسمى الزدوياك لكن لا يوجد من تلك الخريطة سوى نسخة مصبوبة –مقلدة–اما السقف الأصلى، نقل ، إلى فرنسا، حيث تعرض الآن بمتحف اللوفر فى باريس، والخريطة السماوية، التى وجدت بمعبد دندرة، تؤكد علاقة قدماء المصريين بعلم الفلك، وتمكنهم من امتلاك كثير من أدواته.
وربما تدلنا تلك الظواهر الفلكية التى يشهدها كثير من المعابد المصرية القديمة، ومن بينها معبد دندرة، من تعامد للشمس والقمر، على براعة المصريين القدماء، فى علوم الفلك والهندسة.
ومن المعروف أن معبد دندرة، قد شٌيٍدَ لعبادة الربة حتحور رفيقة حورس، وربة السماء، والحب، والفرح، والموسيقى، والرقص، والسرور، والخصوبة، والولادة، والنشوة من الخمر أيضًا.

طوبيا اكسبريس
اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى