” آه من ادم” لــ نرمين الجنيدي

 

حينما يسحب حواء بإتجاهه مرة ومن ثم يدفعها بعيدا عنه ألف مرة !

و إن كان جاهلا بما تحمله تلك التصرفات المتناقضة من مبررات ، فإن حواء عليمة بأسباب ذاك التضاد.

عليمة بأن ادم يُحَبذ أن يُنعى بالمفارق ، فإذا رحَلت هى لسحَبها واذا بقت بجواره لدفعها ..

عليمة بمدى عِناد آدم ، فإن كان يدفعها ويسحبها مرات ، فما هى إلا محاولات لإقناع الذات أنه بقادر على إعادتها مرات و مرات ..

عليمة بأن أدم يخفى دمُوعِهِ وإن فعلتها الجفون وأفصحت عن شوقِهِ لتظاهر انه بخير وغير شاكِ لوضعه فيدفعها حفاظا على عزه نفسه..

عليمة بأن ادم صعب المراس إن كانت حواء له عنيدة صلبه الرأس، فيدفعها لتقف بنفسها لتراجع كل موقف وفصل لتدرك ان غِيرَته ليس إنعدام ثقه أو نقص..

عليمة أن غيرة أدم كالنار فيتوقف عن دفعها إذا رأى رجل آخر بالجوار ومن ثم سحبها خوفا من فقدها دون سابق إنذار..

عليمة بان ادم اذا أحب بصدق يسحبها إليه متبعا جميع قواعد العشق واذا تسلي ومل يدفعها ويبحث عن اخرى محلها تحل…

عليمة بتمرد ادم على القيود فإن شعر يوما انه مكبل بحب حواء وإن ذاك الحب مشروط ، لدفعها معلناً انه طير بلا قيود..

عليمة بحب أدم للصعاب فإذا اعتاد على وجودها دون غياب لإهمالها كنوع من أنواع العقاب !..

عليمة بجنون أدم إن غابت دون إعلامه ب الأسباب ل جاب الدنيا لإعادتها و من ثم مقاطعتها ك نوع من انواع العتاب !

عليمة بمدى إعجاب أدم ب الناجحة ، فتلمع فى عيناه إذا كانت طامحة فيهرول مسرعا بسحبها حتى يتجنب فقدها  !

عليمة بضعف تشبث أدم بها إذا تقهقرت عن مَوضِع نجاحها، أى إهمالها الى حين عودة سطع نِجمها !

عليمة بمدى تقدير أدم للجمال فيخشى دفعها لربما ذهبت ولم يعد هناك مجال للجدال !

عليمة بأن ادم كالاطفال يجوب الشوارع طيلة النهار وفى نهاية المسار يعود الى ذاك الديار حيث تجلس حواء ف انتظار فيسحبها له حيث كان لها مُختار..

لذا فإن كان هناك آه فليست من حواء ، فإنها من ادم !

طوبيا اكسبريس
اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى