ذكرى الاربعين للسيد على البدرى

 

مفالات القراء بقلم محمود سليمان

تمر اليوم ذكرى الاربعين على انتقال فقيد البيت النبوى الشريف السيد على العربى الى معية ربه وجده صلى الله عليه وسلم ، ولم تهدأ قلوب المحبين او ينطفى بها جمر الحزن المرير ، وما زالت القلوب فى وجعها وانينها ترقُب فى الرائح والغادى مسلاة عزائها ، لعلها تجد من يخفف عليها فقد السيد الجليل .

السيد على السلطان الذى احب رسول الله صلى الله عليه وسلم حبا ملك عليه اقطار نفسه وشغاف قلبه ، السيد الذى ما ترك الحب في جسده وروحه مثقال ذرة الا وسكنها ، اتخذ من الحب شعارا لحياته ، فكانت بالحب مسيرته ، وفى الحب سريرته ، عرف قدر هذه الدنيا وعرف قدرها فيها ، فعاش على نهج ابائه وجده ، هاديا وداعيا الى الله باذنه ، فبيته وساحته مفتوحه للجميع وفى اى وقت ، فمن اراد رسول الله وال البيت ذهب اليه ، ومن اراد العلم والمعرفه ذهب اليه ، ومن اراد البركه والخير والطعام ذهب اليه ، ومن اراد الدين والدنيا معا ذهب اليه ، وهو الحضن الذى وسع الجميع ، عطوفا لينا رحيما وهو المعلم والناصح والمساعد الامين ، وهو الباذل لله ورسوله روحه الشريف .

السيد على العربى الذى هو فى دولة الحب سلطانا على قلوب المحبين ، حاز الشرف ارثا محمديا كاملا ، ارثا للاخلاق والصفات والشمائل ليس ارثا للاسم الشريف فقط ، فهو البسيط الانيق الذى ارتدى خلعة المهابة والقبول ، فاحبه الناس واجلوه .

اما عن صفاته فحدث ولا حرج ، فهو محمدى الصفات ، فالى مكارمه ينتهى الكرم كأن الله خلق الجود فى يديه ، يعطى الفقير والغنى والشريف وغير الشريف ، ينفق من ماله ومأكله وملبسه ومشربه ، صورة حيه للشهامه والشرف الباذخ ، معروف بين كل الناس ب ( ابو هاشم ) وما ادراك ما هاشم ، وصدقا هو اشد حياءً من العذراء فى خدرها ، ورث الفتوه من ساعة ان سمى على تيمنا بسيدنا الامام على الكرار ، له من العظمة الباذخه والتواضع الشديد مالم يكن فى سواه من الاشراف .

اذا ظهر فى مكان تعلقت به العيون والقلوب ، وغاب الناس فيه بسكرة من الحب القديم ، يرقبون فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم كما قال سيدنا ابو بكر الصديق ( ارقبو محمدا فى ال بيته ) وهو من شدة حيائه وتواضعه يبادر الى الناس كما يبادرون اليه ، فينحنى لمن يسلم عليه بل ويحاول ان يقبل يده ، ولا ينادى من كبره سنا الا ( ابويا ) وكذا النساء ب ( امى ) وينصت لمن يتحدث اليه ويهتم به ، ويبارد فى اجابة السائل ومساعدة المحتاج … يعامل الله فى الناس ، مملوء بسنة رسول الله فى هيئته وسمته وكلامه وزيه .

ولان الهموم بقدر الهمم ، فان السيد على السلطان كثرت همومه من عظيم همته ، فالدعوه الى الله هماً وثقلا تنأى عن تحمله الجبال ، ولكن تدك الجبال والرجال رجال ، وهذا ارث ال البيت الذى ورثه السيد على العربى وصانه وحافظ عليه ، فقد كان السيد منذ صغره كثير المرض كسائر ال البيت الكبار ، وفى ذلك معنى واشاره لمن فهم انهم محل تجلى ونظر الله ، فحفظ الله فى نفسه واستقامت على المنهاج دعوته وكان فى ميدان الدعوة نعم الفارس الكرار حتى اتاه اليقين وانتقل الى جوار ربه رضيا مرضيا بعد ان سكن القلوب .. فيا على منا سلاما وبلغ جدك السلام وعليك سلام الله ورحمته وبركاته

طوبيا اكسبريس
اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى