ياولدى لاتحزن إنه زمن المحيط الآزرق

بقلم/جيهان جبر عبد الصمد
إنه عالم الفيس العجيب الذى إستحوذ على قلوب الناس وعقولهم فخذلهم وحولهم الى دمى تحركها آرواح شاردة ..تائهة لا مستقر لها سوى الإنسياب فى هذه الشاشات الزرقاء المتشعبة وقد تحررت وإنطلقت من أروقة المحبة والتقارب الى ذاك العالم حيث لا وصال ولا تناصح بل تقاطع وتناطح .
هو ذاك الفيس وعالمه الأزرق .. مجرم فوق القانون .. قاتل معفى من العقاب .سرق منا الوفا والدفا وألقى بنا الى غيابات الحنان المجمد وصالونات الثرثرة .
شاشات الفيس بوك سرقت منا العزلة المقدسة التى كانت أرواحنا تتلاقى فيها مهما بعدت بنا جغرافيا المنافى ..
أين نحن الآن..ماذا فعلنا بأنفسنا وأبنائنا ..أين الأم وحضن الأم ودعائها الموشوم بالرجاء والحنين .
أين أمهاتنا اللائى لايعرفن السيلفى .أين هن صانعات الحياة والرغيف وقناديل السماء .
كانت حياتنا هادئة مطمئنة لاتعرف تلك الجدران الواهمة والموهومة وماعليها من صور لا تشبهنا وكلمات ليست منا …ولا تعجب عزيزى كلما زاد عدد أصدقائك كلما سقطت أكثر وأكثر فى العزلة والوحدة والأغتراب وضاعت منك ملامحك الحقيقة وصوتك الحقيقى ولم يتبقى منك الا صورة بروفايل

طوبيا اكسبريس
اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى